احتدام السباق الرئاسي بين الجمهوريين.. وانضمام حاكم تكساس للمنافسة

مناظرة تلفزيونية بين مرشحي الحزب الجمهوري تشهد انقساما حول إيران

المرشحون الجمهوريون قبل بدء المناظرة التلفزيونية في آيوا الليلة قبل الماضية (أ.ب)
TT

يحتدم السباق بين أبرز الشخصيات من الحزب الجمهوري الطامحة إلى الحصول على ترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2012، حيث شارك عدد من المتسابقين في مناظرة تلفزيونية مطولة مساء أول من أمس ويشارك عدد منهم في احتفالات مختلفة في مدينة آيوا خلال عطلة نهاية الأسبوع للحصول على دعم ناخبيها. ومن المرتقب أن يشارك نحو 6 من المتنافسين من الحزب الجمهوري بحملات ترويجية قبل إجراء استطلاع رأي محلي في آيوا بين مؤيدي الحزب الجمهوري لمعرفة المرشح المفضل حتى الآن. إلا أن لائحة المرشحين لم تكتمل بعد. فمن المرتقب اليوم أن يعلن حاكم ولاية تكساس المحافظ عزمه الانضمام إلى السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة لعام 2012 بسيرة ذاتية سياسية بناها خارج واشنطن.

ويعتبر بيري المحافظ اجتماعيا ودينيا مرشحا قويا لمنافسة أبرز المتنافسين على لقب المرشح الجمهوري في الانتخابات المقبلة، وخاصة عضو الكونغرس ميشيل باكمان التي تشاركه معتقداته الدينية المسيحية المحافظة. ولكن لدى بيري ميزة بسبب سجله الحافل في مجال خلق فرص العمل في تكساس، خاصة أن قضية البطالة في اقتصاد أميركي يعاني من أزمة حقيقية ستكون من أبرز المواضيع في الحملة الانتخابية الرئيسية. ومن شأن ذلك أن يساعده في منافسته مع ميت رومني حاكم ماساتشوستس السابق للحصول على دعم الجناح المؤيد لقطاع الأعمال في الحزب وأن يجعله منافسا قويا للرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما.

وسيحتل بيري مكانا بارزا بين المرشحين بمجرد دخوله السباق. وهو صاحب أطول فترة في منصب الحاكم في تاريخ تكساس إذ تولى المنصب عام 2000 حين خلف جورج بوش بعدما أصبح بوش رئيسا للولايات المتحدة. وقال محللون إنه يتمتع بوضوح الرؤية وشبكة لجمع التمويل بما يكفي لدخول ناجح إلى السباق الرئاسي رغم أن إعلانه جاء متأخرا بعدة أشهر عن منافسين بارزين آخرين. ولكن بيري كان بعيدا عن الأضواء مساء أول من أمس عندما أجرى الحزب الجمهوري مناظرته التلفزيونية الثانية. وشارك 8 من المتنافسين على منصب المرشح الجمهوري لمنصب رئيس الجمهورية، حيث انشغلوا بتوجيه الاتهامات لبعضهما البعض بدلا من توجيه الانتقادات لأوباما. وكان من اللافت أن نائب الناطق باسم البيت الأبيض جوس ارنست قد قال إن أوباما «لم تتسن له الفرصة لمتابعة المناظرة». ويحاول البيت الأبيض إبقاء الرئيس الأميركي بعيدا عن خلافات الجمهوريين في عملية اختيار مرشحهم لخوض سباق الرئاسة أمام أوباما العام المقبل.

ووجه تيم بولانتي انتقادات حادة لكل من باكمان ورومني ولكن كان الأخير هادئا كعادته، ولم يرد على الانتقادات. ويحاول بولانتي التأكيد على قدرته لخوض انتخابات الرئاسة على الرغم من تشكيك عدد من المحللين، خاصة أنه لا يتمتع حاليا بالمرتبة الأولى أو الثانية في أكثر المرشحين الجمهوريين شعبية، وهي مرتبتان عادة ما يتمتع بهما رومني وباكمان.

وشهدت جلسة المناظرة خلافا شديدا بين المرشح ريك سانتورام وعضو الكونغرس المنافس له رون بول حول إيران. وبينما اعتبر سانتورام أن الولايات المتحدة «تخوض حربا ضد إيران منذ الخمسينات من القرن الماضي»، حذر بول سانتورام من «بروباغندا الحرب» وجر الولايات المتحدة إلى حرب ثالثة. وما عدا الخلاف بين الرجلين حول إيران، كانت غالبية النقاشات في المناظرة التي أدارتها قناة «فوكس» المحافظة حول السياسات الداخلية الأميركية وخاصة الاقتصاد.

وعقدت المناظرة في مدينة آيوا والتي تعتبر مهمة في تحديد مسار الانتخابات الرئاسية عادة؛ حيث إن من يفوز في الانتخابات الأولية في الولاية يصبح المرشح الأقوى في انتخابات الرئاسة. ويعقد عدد من المرشحين الجمهوريين، بمن فيهم باكمان وسانتورام ورومني، لقاءات مع الناخبين في آيوا منذ يومين ويعقدون احتفالات لجذب الناخبين. وبينما وعدت باكمان مؤيديها بوضع «حديقة حيوان صغيرة» للأطفال في مكان حملتها الانتخابية، وعد سانتورام بـ«حفلة رقص». وكل ذلك من أجل جذب الناخبين والتأثير عليهم قبل استطلاع الرأي الأولي.