السوريون رفعوا لافتة: 15 يوما كافية لقتلنا يا أردوغان

قصف مئذنة جامع دير الزور يثير استياء عارما.. والمتظاهرون يسألون: «والله حرام وين الإسلام؟»

أهالي جبلة يشكرون السعودية والكويت والبحرين بعد دعوتها لنظام الأسد لوقف قتل المدنيين (أوغاريت)
TT

أثار قصف مئذنة جامع في دير الزور استياء كبيرا لدى السوريين، وقد أرخى مشهد المئذنة المقصوفة بظلاله أمس على الشارع السوري الذي هاله هذا التحدي السافر للمشاعر الدينية في شهر رمضان. وأبرز ما كان طاغيا في مظاهرات يوم أمس، كان النفس الديني، بدءا من تسمية يوم الجمعة «لن نركع إلا لله» وليس انتهاء برفع شعار «إذا كان الله معنا فمن علينا»، والهتاف «لا تعمل حالك مو سامع بسوريا هدموا الجوامع».

وقد عبر فنان الكاريكاتير علي فرزات عن استياء السوريين من الاعتداء على المقدسات، في تعليق كتبه على صفحته في موقع «فيس بوك»، قال فيه «في حماه قصف النظام من على ظهر البعث جامعا في عهد أمين الحافظ 1963 وقصفوا أقدم كنيسة وأقدم جامع في حماه في عهد حافظ الأسد 1982 وقصفوا جامعا في دير الزور عام 2011 قبل يومين». وتساءل فرزات بسخرية مرة «هل أعلنوا الحرب على رب العالمين؟» من جانبه، اعتبر الفنان المصور عمر البحرة قيام النظام السوري بتوجيه مدفعيته نحو المآذن «محاولة للضرب على وتر المقدس لدى الشعب كي يستفز الجموع لتقوم بردود أفعال عنيفة، كي يحاول إيجاد مبررات القمع أمام المجتمع الدولي بقوله إن هنالك أعمالا مسلحة»، وذلك على صفحته في موقع «فيس بوك». لكن المتظاهرين في سوريا أصروا على السلمية، وجددوا يوم أمس هتافهم «سلمية سلمية حرية حرية». وفي استنكار لما يجري من استفزاز لمشاعر المسلمين في شهر رمضان هتفوا «والله حرام وين الإسلام»، مستصرخين ضمائر العالم الإسلامي.

وفي تحد لما يقوم به النظام، حمل متظاهرون في ريف دمشق لافتة أكدوا فيها أن «هدم المساجد لن يوقف المظاهرات». وفي حمص غنى المتظاهرون في منطقة دير بعلبه على طريقة أغاني الأعراس التراثية فيغني الهتيف «على العين ثورة على العين وانتم يالنشامى من أين.. يا عالم وين الإسلام شردونا البعثيه». فيرد المتظاهرون «نحنا شباب دير بعلبة والنعم والنعمتين» فيعود الهتيف للقول «يا بشار لا تتحدى دير بعلبة مو قدها». وفي داريا هتفوا مخاطبين الضمير العالمي «لا تعمل حالك مو سامع دم الحموي بالشوارع» و«لا تعمل حالك مو سامع دم الحمصي بالشوارع».

الشعارات التي رددت أمس حملت الكثير من التحدي للنظام، ومزيجا من خيبة الأمل من المواقف الدولية ولا سيما تركيا، فحمل المتظاهرون لافتة كتب عليها بمرارة «15 يوما كافية لقتلنا يا أردوغان»، تعليقا على منح تركيا للرئيس السوري مهلة أسبوعين لإجراء إصلاحات سريعة وإيقاف سفك الدماء. إلا أن السوريين ردوا أيضا بتوضيح ماهية الإصلاحات التي يقوم بها بشار وبعبارات ساخرة كتبوا على اللافتات «إصلاحات بشار 2000 قتيل و20000 معتقل وآلاف المفقودين واللاجئين». وعليه طالب المتظاهرون تركيا «بموقف واضح وإلا فلتصمت»، كما كتب على إحدى اللافتات، التي لم تنس الإشارة إلى دور الإعلام الخارجي في مساندتهم.

وكان هناك لافتة عريضة في مظاهرة عندان في محافظة حلب حملت عبارات «إعلامكم يساندنا.. تغطيتكم تدعمنا.. صدقكم يستحق شكرنا وتقديرنا». وفي مناطق أخرى أوضحوا أن نظام الأسد ليس النظام الوحيد من نوعه لكن الأكثر فشلا على الإطلاق، وكتبوا عبارة مستلهمة من العبارة الإعلانية شائعة «لسنا الوحيدين لكننا الأفضل»، وحملوا لافتة كتبوا عليه بخط زخرفي جميل «لست الوحيد لكنك الأفشل».

وأثارت النفحة الدينية لمظاهرات يوم أمس، حفيظة بعض العلمانيين من المثقفين السوريين، فاعتبر أحدهم أن خديعة ما حصلت في التسمية إذ طرح للتصويت اسم «لن نركع»، وعندما انتهى التصويت كشف عن تتمة العبارة «إلا لله»، الأمر الذي اعتبره العلمانيون محاولة من صفحة الثورة السورية التي يديرها أحد المنتمين للإخوان المسلمين للسيطرة على الشارع السوري. وكتب حسام القطلبي ‎«لن نركع لصفحة الثورة السورية أيضا!» في حين وجه الشاعر خضر الآغا نداء إلى كافة المعترضين على شعار «لن نركع إلا لله»، عبر صفحته على موقع «فيس بوك» قال فيه «أصدقائي هذه ليست حركة علمانيين أو ملحدين أو غير مؤمنين.. إنها حركة شعبية، ثورة شعب، والشعب السوري مؤمن كباقي شعوب الأرض، ومن الرائع أن يقرر أنه لن يركع إلا لله، لا لشخص ولا لنظام ولا لطاغية ولا لأحد.. (إلا لله).. فأرجوكم أجّلوا هذه الحوارات إلى ما بعد إرساء الديمقراطية حيث الساحة ستتسع لكل الأفكار والآراء».