الجيش السوري يدخل اللاذقية.. ومقتل 8 في يوم جديد من العنف

اعتقال عشرات الشباب في حملة مداهمات لقرى على الحدود اللبنانية وتخريب للممتلكات والمزارع وقتل للمواشي

لقطة مأخوزة من قناة العربية أول من أمس لجندي سوري على متن عربة للجيش وهو ممسك بمدفعه الرشاش.. يأتي هذا فيما تتحدث الانباء عن اقتحام الجيش السوري لمدينة اللاذقية (إ.ب.أ)
TT

استمر تصاعد العنف ضد المدنيين في سوريا، إذ قتل 8 أشخاص في عمليات عسكرية في أنحاء البلاد، بينما ارتفعت حصيلة يوم جمعة «لن نركع» من 16 إلى 19 شخصا، مع توسيع الجيش السوري عملياته العسكرية ودخوله مدنية اللاذقية الساحلية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى الذي سقطوا أمس بلغ ثمانية، اثنان في اللاذقية أحدهما في السابعة عشرة من عمره، وفي منطقة القصير بمحافظة حمص القريبة من الحدود مع لبنان سقط قتيل خلال المداهمات الأمنية، وفي مدينة داريا قتل شاب متأثرا بجراح أصيب بها أول من أمس. وأضاف المرصد أنه في بلدة الحولة بمحافظة حمص تسلم أمس ذوو أربعة مواطنين جثامين أبنائهم الذين اعتقلوا قبل أيام خلال اقتحام البلدة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاتصالات الهاتفية والإنترنت قطعا عن حي الرمل جنوب اللاذقية، حيث قتل فيها شخصان أمس برصاص الأمن. وقال المرصد إن «عشرين آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند تمركزت بالقرب من حي الرملة الجنوبي الذي يشهد نظاهرات كبيرة مطالبة بإسقاط النظام، مستمرة منذ انطلاق الثورة السورية»، منتصف مارس (آذار). وتحدث عن «صوت إطلاق رصاص كثيف من جهة معسكر الطلائع والشاليهات الجنوبية». وأضاف أن «حي الرملة الجنوبي يشهد حركة نزوح كبيرة، وخصوصا بين النساء والأطفال باتجاه أحياء أخرى من المدينة خوفا من عملية عسكرية مرتقبة بعد تمركز آليات عسكرية مدرعة قربه».

من جهتها قالت مصادر شبه رسمية إن الجيش أطلق النار على شخص قذف وحدات الجيش بإصبع ديناميت، في منطقة الرمل الجنوبي في اللاذقية. وقد شهدت منطقة الرمل الجنوبي حيث يوجد مخيم فلسطيني نزوحا للنساء والأطفال نحو مناطق أخرى أكثر أمنا.

وبعد عدة ساعات على إعادة الاتصالات لمدينة القصير الواقعة على الحدود اللبنانية، بعد ظهر أول من أمس، أعيد قطعها مرة أخرى صباح أمس، وذلك بالتزامن مع القيام بعملية عسكرية وأمنية في منطقة البساتين والمزارع والقرى المجاورة للمدينة المتاخمة للحدود مع شمال لبنان. وقالت مصادر محلية هناك إن قوات الأمن والجيش داهمت صباح أمس قرى سقرجة والبرهانية والنزارية والزراعة والجوسية والبساتين والمزارع في منطقتي دوسر وتل أحمر، وانسحبت بعد الظهر بعد اعتقال العشرات من الشباب. وأثناء عمليات المداهمة تعرضت بعض المزارع والبيوت والممتلكات الخاصة للتخريب، وقتل للدواب الموجودة في المزارع، وإعطاب لآبار المياه.

من جهته أكد المرصد أن «قوى كبيرة تضم عشر شاحنات عسكرية وسبع سيارات للمخابرات رباعية الدفع و15 حافلة للشبيحة داهمت قرى تابعة لمدينة القصير» في محافظة حمص (وسط سوريا). وأضاف أن قوات الأمن «بدأت تنفيذ حملة اعتقالات لم يسلم منها النساء والأطفال».

وتحدث ناشط عن دخول دبابتين إلى قرية الجوسية على الحدود مع لبنان، ما أدى إلى فرار عدد من السكان إلى مناطق مجاورة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن دوي إطلاق نيران كان مسموعا من الساعة العاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي وحتى الظهيرة، مضيفا أن عددا كبيرا من الناس يفر من المنطقة. وتحدث عبد الرحمن أيضا عن جنود مدعومين بمسلحين يطلق عليهم الشبيحة داهموا قرى قرب بلدة القصير الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان وقاموا باعتقالات.

وفي القصير أيضا تم أمس تشييع قتيلين سقطا يوم الخميس لدى اقتحام الجيش للمدينة، ليضافا إلى قتيلين تم تشييعهما مساء الخميس، ليكونوا أربعة من 13 قتيلا قضوا صباح الخميس في المدينة. وكانت مصادر ذكرت أول من أمس أن عددا كبيرا من عناصر الأمن والجيش قد تمركزوا عن المقبرة لمنع التظاهر أثناء التشييع، إلا أن يوم الجمعة الذي شهد خروج مظاهرتين، واحدة بعد صلاة الجمعة وأخرى بعد صلاة التراويح، لم يشيع خلاله أحد من قتلى الجمعة. وقالت المصادر إن قوات الأمن والجيش حاصرت الجامع الكبير في ساحة السيدة عائشة، وقامت بإخراج المصلين من الجامع على الهويات الشخصية، فذهب الجميع إلى بيوتهم ليعودوا بعد نحو ساعة ويتظاهروا في الساحة، في تحدٍّ للقمع ولقوات الأمن التي كتبت على الجدران في الساحة «إن عدتم عدنا».

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة قتلى يوم جمعة «لن نركع» إلى 16 شخصا، ففي ريف دمشق قال ناشط حقوقي في دوما إن خمسة مواطنين قتلوا وسقط عشرات الجرحى في المدينة لدى قيام قوات الأمن بإطلاق النار لتفريق «مظاهرة حاشدة خرجت في المدينة». وقال إن «أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في هذه المظاهرة» التي استمرت لمدة نصف ساعة قبل قيام قوات الأمن بإطلاق النار لتفريقها. من جهته قال التلفزيون الرسمي السوري إن رجلين «من عناصر قوات حفظ النظام» قتلا «برصاص مسلحين» في دوما.

وفي مدينة حلب أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط أربعة قتلى في الصاخور «لدى تفريق قوات الأمن السورية للمتظاهرين بالقوة» يوم الجمعة، وعن وجود جريح في «حالة حرجة».

وقال ناشط من حماه عبر الهاتف لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الأمن قامت بإطلاق النار على متظاهرين حاولوا الخروج من عدة مساجد بعد صلاة الجمعة، وأشار إلى مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل بجروح بالقرب من مسجد التوحيد الواقع على الطريق المؤدية إلى مدينة حلب.

وفي مدينة حمص قتل مواطن «قرب مسجد العدوية برصاص قناصة»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما سقط قتيل في الـ33 من العمر وأصيب العشرات بجروح بنيران قوات الأمن في دير الزور شرق البلاد، بحسب ناشط في المدينة. وأكد الناشط أن قوات الأمن قامت أيضا باعتقال «عشرات الشبان». وقتل شخص صباح الجمعة في مدينة سقبا بريف دمشق كما قتلت امرأة في بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب شمال غربي البلاد، بحسب ناشطين. وفي بلدة بنش الواقعة في محافظة إدلب توفيت امرأة متأثرة بجروح أصيبت بها الثلاثاء إثر تعرضها لرصاص قوات الأمن.

ومساء الجمعة أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن دخول للدبابات وإطلاق رصاص بالرشاشات الثقيلة في منطقتي سرمين وسراقب في ريف إدلب غرب سوريا. وأشار إلى حملة اعتقالات ليلية ومداهمات للمنازل شهدتها سرمين غداة حملة مماثلة أسفرت عن اعتقال 43 شخصا الخميس في البلدة. كذلك أفاد المرصد عن سقوط جريحين مساء الجمعة في مدينة بصرى بمحافظة درعا جراء قمع قوات الأمن السورية لمتظاهرين شاركوا في احتجاجات ليلية عقب صلاة التراويح.