تقارير عن سيطرة المعارضة على الزاوية بعد معارك عنيفة.. وطرابلس تنفي

مقتل 21 من قوات القذافي والثوار خلال معارك للسيطرة على ميناء البريقة خلال يومين

مقاتلون ليبيون على ظهر عربة في نقطة تفتيش على الخطوط الأمامية للقتال في قرية بئر شعيب أمس (رويترز)
TT

تضاربت التقارير، أمس، حول صحة المعلومات، التي أفادت في وقت متأخر أمس، بتمكن المعارضة في غرب ليبيا من السيطرة على مدينة الزاوية الساحلية بعد قتال عنيف استمر لساعات ضد قوات العقيد الليبي معمر القذافي. فبينما أكدت مصادر من الثوار وأخرى صحافية تلك التقارير، قال المتحدث باسم حكومة القذافي، موسى إبراهيم: إن الزاوية ما زالت تحت سيطرة طرابلس «تماما»، وإن مجموعة من المعارضين حاولت الدخول إليها من الجنوب إلا أنها «فشلت». وأكدت وكالة «رويترز»، في وقت متأخر من مساء أمس، سماع أصوات إطلاق نار ومناوشات داخل البلدة الواقعة على مسافة 50 كيلومترا غرب طرابلس. وقالت إن صحافيها ومرافقيه كانوا في طريقهم من الحدود التونسية إلى طرابلس واضطروا إلى العودة أدراجهم بسبب إغلاق الطريق عند الزاوية. كما وردت تقارير لم يتم التأكد من صحتها عن فرار مسؤول الاستخبارات في الزاوية إلى تونس مع اقتراب الثوار.

كانت تقارير قد أفادت في وقت سابق أمس بأن المعارضة في غرب ليبيا تقدمت شمالا إلى نحو 25 كيلومترا من مدينة الزاوية الساحلية أمس بعد قتال دام 6 ساعات ضد قوات القذافي، وأن مقاتلي المعارضة دفعوا القوات الحكومية إلى التراجع نحو 7 كيلومترات عن مواقعها السابقة لتنشأ جبهة مواجهة جديدة على بعد نحو 5 كيلومترات شمال قرية بئر شعيب. وأقاموا نقطة تفتيش على الطريق، وتجمع نحو 150 مقاتلا من المعارضة وأخذ بعضهم يطلق النيران في الهواء احتفالا بهذا التقدم. من ناحيته، قال موسى إبراهيم للصحافيين في طرابلس: إن الزاوية «تحت سيطرتنا تماما». وأضاف أن «مجموعة صغيرة من المتمردين» حاولت التحرك إلى جنوب الزاوية، لكن القوات الليبية أوقفتهم سريعا. وأكد أن أقل من 100 مقاتل من المعارضة المسلحة دخلوا المدينة من الجنوب وحاولوا الانضمام إلى 50 معارضا داخل المدينة «تم التعامل معهم». وتقع الزاوية على بعد أقل من 50 كيلومترا غرب طرابلس على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الحدود التونسية، وهو خط إمداد حيوي لليبيا، لكن تونس بدأت في تشديد رقابتها على تهريب البنزين. وهذه البلدة هي مسقط رأس كثير من مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون على الجبهة الغربية، وسبق أن انتفضت الزاوية مرتين منذ مارس (آذار)، لكن قوات القذافي أخمدت الانتفاضتين، لكن الزاوية التي توجد بها مصفاة للنفط وميناء على البحر المتوسط ما زالت في أيدي القوات الحكومية.

وقال نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، أول من أمس: إن المعارضة لا تستطيع السيطرة على الزاوية والطريق الساحلي الغربي. وأضاف أن سيطرة المعارضة على الزاوية «محض أحلام». وقال القائد العسكري للمعارضة، مختار الأخضر: «إن شاء الله سنهاجم الزاوية خلال يوم أو يومين». إلى ذلك، أعلنت مصادر طبية عن أن ما لا يقل عن 21 مقاتلا من المعارضة والقوات الحكومية قُتلوا في المعارك للسيطرة على ميناء البريقة النفطي خلال اليومين الماضيين.

وقال عامل متطوع في مستشفى قرب إجدابيا ينقل إليها المصابون من البريقة، إن 15 مقاتلا من المعارضة لقوا حتفهم وأصيب نحو خمسين، وأضاف أنه جرى نقل جثث ستة من جنود قوات القذافي للمستشفى الجمعة.

وذكرت مصادر من المعارضة أن ما لا يقل عن ستة من مقاتلي المعارضة قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حول جبهة شرقية أخرى في مصراتة وهي أقرب لطرابلس.

وقال متحدث باسم المعارضة من ميدان المعركة في البريقة، إن قواتها تقاتل من المناطق السكنية في البريقة الجديدة للوصول إلى الميناء الذي يبعد 15 كيلومترا وأنها دمرت دبابتين حكومتين.

وسيطرت قوات المعارضة على المنطقة السكنية في البريقة الجديدة الخميس، ولكن قوات القذافي ما زالت تسيطر على مرفأ التصدير ومحطة التكرير في البريقة. وتبادلت المعارضة والقوات الحكومية السيطرة على البريقة أكثر من مرة خلال القتال الذي اندلع في الشرق قبل أشهر.

وقال قائد لقوات المعارضة يدعى فوزي بوقطيف «نتقدم من المنطقة السكنية، يوجد عدد قليل من دبابات القذافي ودمرنا اثنين منها». وتأمل المعارضة أن تسيطر على البريقة التي تبعد 750 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة طرابلس لتبدأ تصدير النفط من هناك.

وفي مصراتة، وهي ميناء على البحر المتوسط تسيطر عليه المعارضة منذ أشهر ويبعد نحو 580 كيلومترا، قتل ستة من مقاتلي المعارضة في معارك الجمعة. ولا توجد معلومات عن خسائر القوات الحكومية.

وقتل ثلاثة معارضين غرب المدينة، حيث يقاتلون للسيطرة على زليتن التي تبعد 160 كيلومترا شرق طرابلس. وقتل ثلاثة معارضين آخرين في معارك مع قوات القذافي في بلدة تاجوراء شرق مصراتة.

وقال خالد الكعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، إن قوات المعارضة لم تدخل مدينة البريقة، وأبلغ مؤتمرا صحافيا أن أكثر من 20 معارضا قتلوا في قتال حول المدينة. ويتشبث القذافي بالسلطة على الرغم من الحملة الجوية التي تشنها طائرات حلف شمال الأطلسي منذ ما يقرب من خمسة أشهر، وعلى الرغم من العقوبات الاقتصادية المشددة، وعلى الرغم من حرب ممتدة مع قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بحكمه المستمر منذ 41 عاما.

وسيطرت المعارضة على مناطق واسعة من الأراضي الليبية، لكنها منقسمة وتحارب على ثلاث جبهات. وبوسع المعارضين في الجبال الغربية حشد بضعة آلاف من الرجال إذا استطاعت وحداتهم المنفصلة توحيد قواتها.