عقيد سابق في الجيش الليبي: نظام القذافي يتداعى.. وخلافات بين أجنحته

ميلاد قال إن أغلب الجنود أميون.. ودور المرتزقة قتل من يحاولون الفرار

TT

كشف عقيد بالجيش الليبي، استسلم قبل شهرين للثوار، عن انقسامات داخل نظام معمر القذافي الذي بات، بحسبه، على وشك الانهيار. وقال العقيد وسام ميلاد، متحدثا في معسكر في مصراتة يعتقل فيه أسرى الحرب، إن قوات القذافي تبقى متماسكة بالإكراه وتحت ضغط المرتزقة، مشيرا إلى انقسامات داخلية عدة.

وأضاف في تصريحات أدلى بها لوكالة الصحافة الفرنسية «أعتقد أن النظام سيتداعى قريبا»، مقدما صورة نادرة عن القوات الموالية للقذافي التي تتشكل على حد قوله من ثلاثة أجنحة بين النظاميين والميليشيات والمرتزقة.

وقال في حديثه «بين الميليشيات بدأ الجنود الليبيون يتقاتلون مع المرتزقة الأجانب، وهناك مشكلات كثيرة».

وأضاف «القذافي يخسر الآن بسبب ذلك»، مشيرا إلى سلسلة من الخسائر العسكرية مني بها النظام مؤخرا. وأي بوادر انقسامات في صفوف قوات القذافي ستكون بمثابة مؤشر مشجع للكثير من بلدان حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي أشارت إلى عدم إمكان تحقيق حل عسكري حاسم للحرب الليبية المستمرة منذ ستة أشهر.

ومنذ بداية الثورة لجأ التحالف الغربي إلى العقوبات والضغوط الدبلوماسية فضلا عن القوة العسكرية لمحاولة شق صف الدائرة المقربة من القذافي على أمل انهيار النظام.

كما أن احتمال أن ينعكس استخدام المرتزقة سلبا قد يشير إلى نفاد الخيارات أمام النظام الذي كان يعول قبلا على احتياطات نفطية ضخمة. والمعروف أن القذافي يلجأ لمقاتلين مدفوعي الأجر من تشاد والنيجر وموريتانيا وبلدان أخرى بمنطقة الساحل، غير أن الدور الذي تضطلع به تلك القوات تحديدا ليس واضحا. وقال ميلاد «في وحدتي كان هناك الكثير من المرتزقة. ولكنهم لا يقاتلون مع الجيش، بل يطوقونه ولا يسمحون لأحد بالفرار. وإن قمت بذلك قتلوك».

غير أن ميلاد حذر من أن القذافي يستغل بنجاح المقدرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للإبقاء على نظامه. وأضاف «أغلب الجنود أميون. يتم تدريبهم بشدة ويقولون لهم إن القذافي أهم إنسان في الكون وإن حياتكم متوقفة على بقائه، إن بقي القذافي بقيتم وإن لم يبق انتهيتم»، وتابع «أغلبهم يقاتلون لأنهم يصدقون فعلا أنه لا بد من بقاء القذافي».

ومع ارتفاع حصيلة الضحايا ثمة بوادر على أن الجهد الحربي للقذافي أصبح قادرا على التكيف مع ما يمنى به من انتكاسات. ويقول ميلاد «البعض يقاتلون ليس لأنهم يحبون القذافي بل بدافع الثأر لأن أقارب لهم قتلوا».