مناطق لبنانية تتشح يوميا بالسواد تضامنا مع الشعب السوري

الجماعة الإسلامية تتحرك علنا.. و«المستقبل» يحشد للمظاهرات

مظاهرة في صيدا بلبنان لنساء يحملن لافتات تندد بالأعمال القمعية للنظام السوري (أ.ب)
TT

يوما بعد يوم، يكبر حجم المظاهرات المتضامنة مع سوريا في لبنان، بعد أن فك رئيس تيار المستقبل، الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري «صيامه» عن الكلام في الشأن السوري معلنا أنه «لم يعد ممكنا السكوت عما يتعرض له الشعب السوري». وتشهد الكثير من المناطق اللبنانية ذات الكثافة الإسلامية السنية مظاهرات يومية بعد صلاة التراويح باعتبار أنها «سكتت بما فيه الكفاية وحان وقت الوقوف وقفة واحدة لإدانة المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري».

قد تكون المناطق التي تشهد الاعتصامات هي هي، ولكن الأعداد تتضاعف يوما بعد يوم. يخرج العشرات حاملين الرايات السوداء واللافتات المؤيدة للشعب السوري، ينضم إليهم آخرون يجوبون الشوارع مرددين الهتافات الداعية لإسقاط النظام في سوريا ويغادرون بعد نحو الساعة إلى منازلهم في حال لم تتصد لهم مظاهرة مواجهة داعمة للنظام. عندها قد يضطرون للمكوث أكثر، تعلو الأصوات، فتدخل القوى الأمنية لتفض التجمعات.

ليل أول من أمس، خرجت مسيرة تضامن مع الشعب السوري انطلقت من أمام مسجد البيرة في منطقة عكار في شمال لبنان، جابت الشارع الرئيسي للبلدة بمشاركة حشد من أبناء المنطقة ونازحين سوريين حملوا اللافتات ورددوا الهتافات المتضامنة مع الشعب السوري. المتجمهرون دعوا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «للوقوف إلى جانب الشعب السوري والتدخل لوقف حمامات الدم في سوريا».

وفي منطقة القبة في طرابلس يوميا بعد صلاة التراويح، اعتصامات تجوب المنطقة يرفع فيها المشاركون الأعلام والرايات السوداء واللافتات المؤيدة للشعب السوري. أول من أمس كانت مناطق «باب التبانة»، بحنين، المنية على الموعد حيث خرج العشرات مرددين الهتافات الداعية لإسقاط النظام والمستنكرة للأحداث التي تجري في سوريا.

أما في البقاع، فتتصدر تعلبايا وسعدنايل المحسوبتان على تيار المستقبل أي تحركات داعمة للشعب السوري. بالأمس رفع المتظاهرون لافتات تحيي «الشعب السوري وصموده بوجه الآلة العسكرية التي يستعملها النظام السوري ضد مواطنيه»، كما رفعوا أيضا شعارات تطالب الدول العربية «بعدم السكوت عن الجرائم التي ترتكب بحق السوريين». ويواكب التحركات الشعبية في الشوارع اللبنانية حضور أمني واسع خوفا من انفلات الوضع في أية لحظة مواجهة بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه في لبنان.

وقد تكون المظاهرة التي نظمتها الجماعة الإسلامية مؤخرا في شارع الحمرا في بيروت، مقابل السفارة السورية، الأبرز التي شهدها لبنان دعما للشعب السوري، فهي الأولى التي تتبناه الجماعة، وبالتالي حزب أو جماعة سياسية محددة. ولا تنفي مصادر واسعة الاطلاع في تيار المستقبل أنها «تساهم وبفعالية بالإعداد لهذه المظاهرات وحتى بالحشد لها»، لافتة إلى أنها «حتى الساعة تتردد بالدعوة لمظاهرة باسم تيار المستقبل تجنبا لاستدراج أحزاب أخرى للمواجهة في الشارع». وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «طفح الكيل ولا بد لنا من الوقوف إلى جانب الشعب السوري ولكننا في الوقت عينه نرفض أن ننقل الأزمة السورية إلينا لأن هذا ما يسعى إليه النظام السوري وحلفاؤه في لبنان».

ويشدد النائب عن الجماعة الإسلامية عماد الحوت بدوره على أن «كل التحركات التي تقوم بها الجماعة تعبيرا عن دعمها لمطالب الشعب السوري ليست تدخلا في الداخل السوري إنما هي تعبير ديمقراطي سلمي عن موقفها مما يحدث»، مضيفا: «وكل ما نقوله إن هذه المطالب محقة ونحن ندعمها وإنما إدارة هذه الأزمة هي أمور داخلية سورية ليس لنا دخل فيها». ويقول الحوت: «ما نراه في سوريا هو خيار أمني بالمطلق يتخذه هذا النظام، إذ نرى أن هناك 250 دبابة تقتحم منطقة كدير الزور أو حماه وكأنه زحف نحو القدس»، متسائلا: «هل الذي يقتل شعبه بالدبابات عاجز عن أن يقتل رجاله؟». وأضاف: «النظام السوري حتى الآن لم يقدم أي دليل حسي حول وجود مجموعات مسلحة».