رئيس «المتابعة العربية»: هناك تناقض بين نضالنا والحراك الإسرائيلي.. ونريد أن نحافظ على خصوصيتنا

قال معلقا على «ثورة الخيام» في تل أبيب: جماهيرنا تضع تصورات جديدة لنضال مستمر

TT

يرى محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، أنه لا يمكن للجماهير العربية أن تنخرط في الحراك الشعبي الإسرائيلي الحالي ضد الحكومة الإسرائيلية، بسبب اختلاف أشكال وأهداف النضال العربي عن الإسرائيلي. وقال زيدان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «قضايانا مختلفة تماما، لا يمكن أن نتفق حول أهداف واحدة وبرنامج واحد».

وأضاف: «لن نلتقي معهم، طبيعة نضالنا مختلفة، نحن نخوض نضالا متواصلا منذ عشرات السنين، ونضالهم مؤقت وسطحي ومحدود ويمكن أن تستجيب له الحكومة خلال يوم واحد، أو أن ينتهي مع أي توتر في المنطقة». وتابع القول: «لكن نضالنا مختلف، بل هناك تناقض بين النضالين.. الحل لمشكلة السكن التي يعانون منها ستكون على حساب الأرض العربية، كما يحدث في القدس ويخططون في النقب.. هذا في الحقيقة بحاجة إلى نضال عربي مضاد لهذا الحراك الإسرائيلي».

ورغم ذلك أقر زيدان بأنه يمكن الاستفادة من زخم الحراك الإسرائيلي (ثورة الخيام)، وقال إن أوساطا وجماهير عربية، تزور الخيام الإسرائيلية لكن لا تنام فيها، وتشارك في بعض المظاهرات لكن بشكل محدود.

وقبل يومين شاركت مجموعات كبيرة من الشبان والشابات العرب في مظاهرة إسرائيلية في حيفا، انطلقت من دوار إميل حبيبي عند مدخل حي وادي النسناس، ورفع المتظاهرون شعارات «الشعب يريد إسقاط الغلاء»، و«الأموال للأحياء وليس للمستوطنات»، و«الشعب يريد عدالة اجتماعية»، و«بدنا حقوق للعمال.. مش أصحاب رؤوس الأموال». وعقب زيدان: «تركنا لجماهيرنا حرية المشاركة لكن دون زخم كبير».

وكان الحراك الشعبي الإسرائيلي، قد بدأ في منتصف يوليو (تموز) الماضي، ضد غلاء أسعار الشقق السكنية التي ارتفعت بنسبة بلغت 64 في المائة منذ سنة 2008، لكن سرعان ما تحول إلى ثورة كبيرة تشبه الثورات العربية وتطالب بالعدالة الاجتماعية في إسرائيل.

ويرى زيدان أن عدم الانخراط في المظاهرات الإسرائيلية، بشكل كبير، حافظ على خصوصية النضال الفلسطيني والعربي ومطالبه المتعلقة أساسا بالأرض والسكن والتمييز الكبير بين الإسرائيليين والعرب، موضحا: «نريد أن نحافظ على خصوصيتنا، هذه هي الطريقة الصحيحة». وأضاف: «لكن هذا لا يمنع أننا استفدنا منهم، لقد بدأنا نضع تصورات جديدة لتحرك جديد ونضال مستمر حتى نتمكن من تثبيت حقنا في وجودنا وأرضنا».

ويعتقد زيدان أن الإسرائيليين تعلموا أصلا من الثورات العربية، غير أن ما قادهم لهذا الحراك، كان إهمال السلطة للقضايا الاجتماعية نتيجة السياسات الاستعمارية. وأوضح: «لديهم أزمة داخلية معقدة وكبيرة، بسبب أن الأموال الكثيرة تصب في خدمة الاحتلال الاستيطاني وليس حل المشاكل الداخلية». ورغم هذا الموقف العربي، يسعى الإسرائيليون لجر العرب إلى مظاهراتهم، ويخطط قادة الحملة الاحتجاجية لتوزيع نشاطاتهم الجماهيرية هذا الأسبوع على الريف في البلدات المركزية في الشمال وفي الجنوب، لتشمل 16 بلدة، أربع منها عربية (الناصرة وسخنين والطيبة وأم الفحم).

وقال زيدان: «يمكن أن نشارك في بعض القنوات، مثل إضراب للأطباء موحد ضد غلاء الكهرباء.. وكذلك الموقف إزاء السولار أيضا لا مانع من أن يكون موحدا، أما في ما يخص المسألة الأساسية، الأرض والمسكن، فثمة تناقض يستحيل معه أن نلتقي».

مسألة أخرى تجعل زيدان رافضا لفكرة الانخراط في المظاهرات الإسرائيلية، وهي سهولة انفضاضها حتى دون أن تحقق نتائجها المرجوة. وقال: «حتى لدى المتظاهرين أنفسهم، فالأمن هو المسألة الأساسية، يكفي نتنياهو أن يفتعل توترا في المنطقة وسترى كيف يفكون خيامهم بأنفسهم ويعودون لمنازلهم».