مصر: فرار عشرات المطلوبين إلى جبل «الحلال» عقب وصول قوات غير مسبوقة إلى العريش

الجيش والاستخبارات يدعمان عملية للتعامل مع المسلحين

إمام سلفي، وأب قبطي، وإمام صوفي يمشون يدا بيد في تعبير عن وحدتهم في ميدان التحرير بالقاهرة أول من أمس خلال مظاهرة جمعة «في حب مصر» (رويترز)
TT

أكدت مصادر قبلية بسيناء أن عناصر مسلحة من بين المطلوبين الأمنيين فرت إلى منطقة جبل «الحلال» (بالقطاع الأوسط من سيناء) عقب علمها بوصول قوات الدعم الأمني من الجيش والشرطة إلى مدينة العريش مدعومة بالعربات المدرعة والدبابات وحاملات الجنود، في إطار المشاركة في تنفيذ عملية وشيكة عبر مداهمات مفاجئة وخاطفة تستهدف القبض على المطلوبين والمشاركين في الهجوم الأخير على مبنى «قسم ثان العريش» الذي راح ضحيته 5 قتلى و20 جريحا في 29 يوليو (تموز) الماضي، ومنفذي العمليات التفجيرية والخارجين على القانون.

وقالت المصادر القبلية إن المطلوبين الأمنيين يعتقدون أن جبل «الحلال» هو أنسب أماكن الاختباء لوعورته ووجود العديد من المغارات به التي يسهل الاختباء بها، إضافة إلى فشل قوات الشرطة من قبل في اقتحامه.

فيما أوضحت مصادر أمنية مطلعة أن ساعة الصفر لانطلاق الحملات، التي ستشارك فيها تشكيلات كبيرة من القوات المسلحة والجيش، لم يتم تحديدها بعد، وأن تحرك الحملات الأمنية سيكون على ثلاثة محاور رئيسية تبدأ بمدينة العريش العاصمة لتطهيرها من البؤر والعناصر الإجرامية وتأمين مداخل ومخارج المدينة، يليها الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء، حيث تقوم الأجهزة الأمنية بعمليات تمشيط وتطهير لتلك المناطق.

وتشهد منطقة شبه جزيرة سيناء حالة من الانفلات الأمني تزايد منذ أحداث ثورة يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث جرى تفجير أنبوب الغاز المار عبر شبه الجزيرة إلى إسرائيل والأردن أكثر من مرة. ونشر في عدة وسائل إعلام قبل أيام بيان مزعوم وزعته جماعة أطلقت على نفسها اسم «تنظيم القاعدة في سيناء» طالب بإعلان سيناء إمارة إسلامية. ودعا لإحياء الجهاد قائلا إن «النظام الجديد الذي تولى مقاليد الأمور بعد تنحي مبارك اعترف بالاتفاقيات السابقة مع الكيان الصهيوني بما تحمله من معان باطلة شرعا».

وأكدت المصادر وجود عناصر تنتمي إلى تيارات دينية متشددة، ربما تستخدمها عناصر خارجية دون أن تدري في تحقيق مخططاتها على أرض سيناء تحت مسمى التيار الديني، تحاول زعزعة الأمن بسيناء مستغلة الأوضاع الأمنية بمصر بعد ثورة 25 يناير.

من جانبه، قال اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء، عقب أحداث الجمعة 29 يوليو الماضي إنه تم التنسيق بين المحافظة وممثل القوات المسلحة بالجيش الثاني الميداني واللواء أحمد جمال مساعد وزير الداخلية للأمن العام واللواء مدير الأمن حيث قدمت كل جهة دراسة للملف الأمنيمن وجهة نظرهاووضع التصور الخاص بهاللتعامل مع هذا الملف. وقد تم إعداد خطة لإحكام السيطرة على مدينة العريش وباقي مراكز ومدن المحافظة. وشدد المحافظ على دور المشايخ والعواقل وكبار القبائل والعائلات في حل المشكلات، وعلى دور أبناء المحافظة في دعم السلطة التنفيذية ومعاونتها على تنفيذ المهام.

وعند جسر «قناة السويس»، واصلت أجهزة الأمن إجراءات فحص المترددين على سيناء سواء المسافرون إليها أو القادمون منها، حيث يتم التدقيق في هويات السيارات والأشخاص، ويتم توقيف أي أشخاص مشتبه بهم. وقال مصدر أمني بمحافظة الإسماعيلية إن هذه الإجراءات تستهدف منع فرار أي عناصر مطلوبة من سيناء إلى الوادي.

ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن جهات أمنية أعدت تقريرا مهما حول المشتبه بتورطهم في الهجوم على «قسم ثان العريش» بسيناء الذي وقع أواخر شهر يوليو الماضي، وإن نيابة الإسماعيلية العسكرية الكلية ستتسلم التقرير، حيث سيحدد بشكل كبير مدى تورط المقبوض عليهم في أحداث العريش وعددهم 11 شخصا، بينهم فلسطينيان، والباقون يحملون الجنسية المصرية. ولم يستبعد المصدر وجود عناصر خارجية متورطة في تحريك هذه العناصر بهدف ضرب الاستقرار في مصر.