انتقاد أميركي لتقرير حول الغارات التي تشنها طائرات بدون طيار في باكستان

«سي آي إيه» شنت 291 ضربة خلال 7 سنوات

TT

قال مكتب صحافة التحقيقات المنظمة غير الحكومية التي تتمركز في لندن في دراسة إن الضربات التي تشنها طائرات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في باكستان أدت إلى موت مئات المدنيين منذ بدء تطبيق هذه السياسة في 2004 للقضاء على المقاتلين الإسلاميين، وقالت الدراسة إن «سي آي إيه» شنت 291 ضربة بطائرات بدون طيار خلال 7 سنوات بينها 236 منذ تولي باراك أوباما الرئاسة في الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) 2009. وأشارت إلى أن 126 مقاتلا إسلاميا تأكد قتلهم، موضحة أن ما بين 385 و775 مدنيا سقطوا في هذه الضربات بينهم 164 أو 168 طفلا.

وتابع التقرير أن «عدد الضحايا المدنيين تراجع خلال السنة الماضية، لكن المكتب يملك أدلة تتمتع بالمصداقية على مقتل 45 مدنيا على الأقل في عشر ضربات خلال تلك الفترة».

وانتقد المسؤولون الأميركيون دراسة مكتب صحافة التحقيقات المنظمة غير الحكومية التي تتمركز في لندن. وقالت الدراسة إن هناك الكثير من الضربات التي تشنها طائرات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) على ما يعتقد أنهم مقاتلون إسلاميون بينما تؤدي الضربات في الواقع إلى مقتل المزيد من المدنيين.

وصرح مسؤول أميركي رفيع المستوى، طالبا عدم الكشف عن اسمه، بأن «الأرقام التي ذكرتها هذه المنظمة غير صحيحة». وأضاف «العام الماضي، تم القضاء على 600 مسلح بما في ذلك أكثر من عشرين من قادة الإرهاب في ساحة المعركة».

وأوضح المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية في رسالة أنه «في تلك الفترة الزمنية نفسها، لا يمكننا تأكيد وقوع أي إصابات غير قتالية». ونفى مسؤول أميركي آخر، طلب أيضا عدم الكشف عن هويته، ما جاء في التقرير، معتبرا أنه لا أساس له من الصحة وأن الأرقام الواردة فيه «أرقام خاطئة». وقال المسؤولون إن وكالات الاستخبارات اتخذت الاحتياطات اللازمة لتجنب قتل مدنيين وإن الطائرات الروبوتية مجهزة بصواريخ وكاميرات فيديو وأجهزة استشعار يمكنها التأكد أكثر من أي هدف لضمان الدقة.

وقال المسؤول الأول إن «هذا السلاح هو سلاح استخباري جيد ويسمح لنا بالتصدي لتهديد عاجل ومميت في مكان لا يمكننا الوصول إليه». وأضاف أن «الهدف يكون بعيدا عادة والعمليات الأرضية لا يمكنها أن تحقق الدقة المرجوة. ما هو البديل لهذا النوع من الصرامة على افتراض أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يرغبون في السماح لتنظيم القاعدة وأصدقائه بالقيام بمؤامرة والقتل بحرية؟!».

ويقول المسؤولون إن «أحد أعلى الأصوات التي تدعي وقوع كل هذه الخسائر في صفوف المدنيين محام باكستاني رفع دعوى قضائية لوقف العمليات ضد عدد من أخطر الإرهابيين في العالم».

وأضافوا أن «دعايته مصممة على تحميل المسؤولية للأميركيين العاملين في باكستان وأفغانستان، وبرنامجه واضح وضوح الشمس».

وتابع أحد هؤلاء المسؤولين أن «هناك ما يثير القلق من صلات محتملة للمحامي مع الاستخبارات الباكستانية».