واشنطن قلقة من استخدام «قاعدة اليمن» لسم قاتل في هجماتها ضدها

الخطة تقوم على وضع «الريسين» حول متفجرات وتفجيرها بأماكن مغلقة مثل الأسواق التجارية والمطارات

TT

تشعر إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقلق من سعي تنظيم القاعدة ولا سيما جناحه في اليمن إلى استخدام سمّ الريسين القاتل في شنّ هجمات ضد الولايات المتحدة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إن «المسؤولين الأميركيين قلقون بشكل كبير من أن الجناح الإقليمي الأكثر خطرا للقاعدة يحاول إنتاج سمّ الريسين القاتل الذي سيوضع في رزم حول متفجرات صغيرة لشنّ هجمات ضد الولايات المتحدة».

وذكرت تقارير استخبارية سرية أن عملاء «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» المتمركزة في اليمن يسعون منذ سنة للحصول على بذور الخروع لاستخدامها في إنتاج الريسين، وهو عبارة عن مسحوق أبيض سام قاتل في حال تنشقه أو ابتلاعه.

وقال المسؤولون إن لديهم معلومات حول عمل «القاعدة» على نقل بذور الخروع إلى محافظة شبوة اليمنية، وتقوم الخطة على وضع السم حول متفجرات وتفجيرها بأماكن مغلقة مثل الأسواق التجارية والمطارات وقطارات الأنفاق. غير أن المسؤولين قالوا إن خطر الهجوم بالريسين ليس فوريا، وإن «القاعدة» لا تزال تعاني حول كيفية استخدامه، كما أن مفعول السم يزول في ظلّ ظروف جافة، واليمن دولة حارة وجافة مما يزيد من التحديات التي يواجهها التنظيم، في حين أنه لا يسهل امتصاصه عبر الجلد.

وأضافت أن «الهدف من ذلك على ما يبدو وضع هذا السم حول قنابل صغيرة يمكن تفجيرها لنشر الريسين وهو مسحوق أبيض قاتل إلى حد أن جزءا ضئيلا منه يمكن أن يقتل إذا تم استنشاقه أو دخل إلى مجرى الدم». وقالت الصحيفة إن «الهدف على ما يبدو هو تفجير المتفجرات في أماكن مغلقة مثل المراكز التجارية أو المطارات».

وقال التقرير إنه تم إبلاغ أوباما وكبار المساعدين الأمنيين بهذا التهديد العام الماضي وتم إخطارهم بآخر المستجدات منذ ذلك الوقت ولكنها أضافت أن مسؤولين أميركيين كبارا صرحوا بأنه لا يوجد ما يشير إلى قرب وقوع هجوم. وأشارت الصحيفة إلى وجود قيود على جدوى الريسين كسلاح لأنه يفقد فعاليته في الجو الرطب والمشمس كما هو الحال في اليمن ولا يسهل امتصاصه عن طريق الجلد مثل عناصر الأعصاب الأخرى. وقالت الصحيفة إن الانهيار الفعلي للحكومة اليمنية مكن «القاعدة» من توسيع سيطرتها في هذا البلد وتعزيز علاقاتها العملية مع حركة شباب المجاهدين الإسلامية المتشددة في الصومال. ونقل مسؤولون أميركيون أن الريسين كان من بين التهديدات التي تعقبتها قوة عمل حكومية سرية أنشئت بعد اكتشاف محبرة طباعة مفخخة بشحنة كانت متجهة إلى مدينة شيكاغو في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2010.

وتعمل قوة العمل السرية عن كثب مع الاستخبارات السعودية ووكالات استخبارية يمنية، وتستخدم معلومات عن صومالي متهم بالإرهاب اعتقل في أبريل (نيسان) الماضي لإحباط الخطر.

وأشار المسؤولون إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بات الجناح الأخطر لـ«القاعدة» مع تراجع قوة التنظيم في باكستان بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن والغارات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار بالمناطق القبلية.