اليمن: قائد عسكري «مؤيد للثورة» ينجو من محاولة اغتيال

نائب الرئيس اليمني يحذر من الانزلاق في الفوضى.. والمعارضة والحوثيون يتقاسمون السلطة في الجوف

TT

يستمر التدهور الأمني في اليمن، حيث جرت، أمس، محاولة اغتيال تعرض لها قائد عسكري بارز، في حين هاجم مسلحون إحدى جهات ساحة الاعتصام بصنعاء، وقد سقط عدد من الجرحى في هذه التطورات الأمنية، في الوقت الذي وقعت فيه المعارضة اتفاقا مع الحوثيين لتقاسم السلطة وإدارة شؤون محافظة الجوف بشرق البلاد.

وقالت مصادر في محافظة عمران بشمال صنعاء، إن العميد الركن حميد القشيبي، قائد اللواء العسكري 310، نجا من محاولة اغتيال بواسطة عبوة ناسفة زرعت في سيارته، غير أنه تم اكتشافها بمجرد وضعها واعتقال الشخص الذي قام بزراعتها، ويعد القشيبي من أوائل القادة العسكريين الذين أعلنوا تأييدهم للثورة الشبابية الشعبية، ولواؤه العسكري يتبع الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر.

إلى ذلك، تواصلت المواجهات بشمال صنعاء بين ألوية الحرس الجمهوري المرابطة هناك والسكان المحليين في المنطقة الذين يؤيدون الثورة، وذكر شهود عيان بمنطقة نهم أن المواطنين تمكنوا من تدمير مدرعة عسكرية، وسقط 6 جرحى، وذلك أثناء محاولة الحرس الجمهوري التوغل في منطقة نهم. وفي منطقة أرحب، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات جوية أمس على قرية «الرجو» في أرحب، متسببا في دمار واسع، وحالة من الهلع بين الأطفال والنساء، ونزوح مئات الأسر من منازلها إلى الكهوف في الجبال المحيطة بالقرية، وسقط عدد من الجرحى، وتضررت عشرات المنازل والمنشآت العامة. وأضافت مصادر محلية أن القصف تسبب في تدمير مسجد أثري يعود إلى عام 1070 للهجرة، كما ألحق القصف أضرارا بليغة في المسجد الجديد في القرية. وأشارت المصادر إلى أن مئات الأسر من أهالي القرية، نزحت عن منازلها إلى الكهوف خوفا من تجدد القصف على القرية.

وفي صنعاء، قال شهود عيان إن مجموعة من المسلحين ألقوا قنبلتين على جنود كانوا يحرسون متظاهرين مناهضين للحكومة في صنعاء أمس السبت.

وأصيب جندي واثنان من المتظاهرين، أحدهم مصاب برصاصة في عنقه. وقال أحد الشهود لوكالة الأنباء الألمانية إن المسلحين كانوا يقودون سيارة تحمل لوحات سيارة شرطة. ويأتي الهجوم في ظل محاولة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إحياء اتفاق خروج توسطت فيه دول خليجية، من خلال وضع شروط جديدة. وتشمل هذه الشروط الجديدة أن يترك قائد الجيش المنشق علي محسن الأحمر، وزعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر البلاد أولا. ونقلت وسائل إعلام محلية عن يحيى أبو أصبع، وهو زعيم معارض، قوله إن كلا الرجلين وافق على مطالب صالح «من أجل مصلحة اليمن». ورفض صالح ثلاث مرات الاستقالة بموجب الاتفاق الذي توسطت فيه ست دول. ويتلقى صالح العلاج في السعودية إثر إصابته في هجوم على قصره الرئاسي في أوائل يونيو (حزيران) الماضي أسفر عن إصابته بحروق شديدة.

على صعيد آخر، توصلت المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» وتحديدا حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، إلى اتفاق مع الحوثيين بمحافظة الجوف لتقاسم السلطة وإدارة شؤون المحافظة.

وقال الشيخ الحسن أبكر، مسؤول حزب الإصلاح في الجوف لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاق وقع بين الطرفين في ضوء وساطة قادها العميد علي القيسي وبعض المشايخ والشخصيات القبلية والسياسية البارزة في البلاد، وإن الاتفاق يقضي بوقف المواجهات المسلحة ورفع نقاط التفتيش من جانب الطرفين والإبقاء فقط على نقطة واحدة لكل طرف وليست مهمتها التفتيش.

وأضاف أبكر أن الجميع توافق على أن يكون الشريف الحسين بن علي الضمين (إصلاح)، محافظا للمحافظة، وتسمية بقية القيادات الإدارية وغيرها في السابع عشر من الشهر الحالي، وأن كل طرف اختار «3 وجهاء»، شخصيات، من أجل الإشراف على تنفيذ الاتفاق، ويصادف الموعد الذي حدد لإعلان وتسمية القيادات الإدارية في الجوف، يوم تعتزم المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» إعلان تشكيل الجمعية الوطنية والمجلس الانتقالي لإدارة شؤون البلاد للمرحلة الانتقالية لما بعد حقبة الرئيس علي عبد الله صالح.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات مطلع العام الحالي في اليمن، سقطت محافظة الجوف بيد المناوئين للرئيس صالح من قوى المعارضة والحوثيين، غير أن الجانبين ما لبثا أن تقاتلا بضراوة من أجل السيطرة على المحافظة، وسقط خلال المواجهات عشرات القتلى ومئات الجرحى من الجانبين، حتى توقيع الاتفاق، وتعد الجوف ثاني محافظة يمنية خرجت عن سيطرة الحكومة المركزية في صنعاء، بعد محافظة صعدة.

من جهة ثانية، يتواصل مسلسل انضمام المدنيين والعسكريين إلى الثورة الشبابية المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح، حيث أعلن 40 قياديا في فرع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بمحافظة حجة بشمال غربي صنعاء، تأييدهم للثورة الشعبية السلمية.

من ناحية أخرى، حذر نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي من «العواقب الوخيمة التي قد تطال الجميع في حال أي تهور أو انزلاق إلى الفوضى والخراب»، على حد تعبيره خلال لقائه أمس، بالقائمة بالأعمال في السفارة البريطانية بصنعاء، فيونا جيب، التي ناقش معها «القضايا والمواضيع المتصلة بالأوضاع والمستجدات الراهنة في ظل الظروف والأزمة التي استفحلت وأخذت المدى الذي انعكس على حياة الناس بصعوباته الكبيرة وسلبياته السيئة».

وتناول هادي مع الدبلوماسية البريطانية «طبيعة الاتصالات والمشاورات التي تجري بين مختلف الأطراف والعمل بكل ما هو ممكن من أجل إيقاف التدهور الاقتصادي والأمني وصيانة الحقوق العامة والخاصة وبما يحفظ أيضا حقوق الإنسان اليمني أينما كان».