الأمسيات الرمضانية.. موعد جديد لآلاف السوريين للصلاة.. ثم التظاهر

أصوات الرصاص وتكبيرات المآذن امتزجت بالهتافات الداعية لإسقاط نظام الأسد

TT

على وقع أصوات الرصاص وتكبيرات المآذن يخرج يوميا آلاف السوريين وفي المدن والمحافظات كافة بعد صلاة التراويح، ليحيوا أمسياتهم الرمضانية في الشوارع داعين لإسقاط النظام، ومطالبين بالحرية.

صباح يوم أمس خرج الآلاف، بعد صلاة الفجر من منطقة الخالدية في محافظة حمص، ليتلوا صلواتهم في الشوارع التي امتزجت بالهتافات الداعية لإسقاط نظام الأسد، التي تردد صداها بعيدا، في أولى ساعات الصباح. الخالدية لا تزال مستيقظة منذ أيام، إذ يصل المتظاهرون اعتصاماتهم الليلية بمظاهراتهم الصباحية.

وكانوا قد تجمهروا وبالآلاف عشية الثالث عشر من رمضان رافعين لافتات كتب عليها «أي جيش سيردع حمص؟ وأي قمع سيوقف أبناءها؟» داعين للتمسك بسلمية التظاهر لإنجاح الانتفاضة.

وفي الرستن، خرج الآلاف للمناداة بالحرية وسط تحضيرات لافتة؛ إذ أضيئت خلال الاعتصام لوحات إعلانية كهربائية جيّرت لشعارات الثورة. وفي العاصمة دمشق، جابت المظاهرات مناطق القدم حي العسلي، وكفر سوسة حيث انطلقت مظاهرة حاشدة من جامع علي بن أبي طالب رفعت الشعارات المنددة بالعمليات الوحشية، التي يقوم بها النظام السوري بحق شعبه.

وفي درعا، خرج الآلاف بعد صلاة التراويح في مظاهرة حاشدة دامت ثلاث ساعات جابت معظم الشوارع، مطالبة بإسقاط النظام وبمحاسبة رموزه. وقد تخلل مظاهرة منطقة النعيمة إطلاق نار كثيف من قبل قوى الأمن لم يردع المعتصمين، الذين تحدوا الرصاص بأصواتهم الهادرة.

وعلى الرغم من الحصار الذي يفرضه النظام السوري على دير الزور، والقصف العشوائي للمنازل الآمنة، خرجت أكثر من مظاهرة، أبرزها في البوكمال، حيث نظمت مظاهرة حاشدة تحت النيران وقصف الدبابات خرجت من جامع عمر بن الخطاب، وتجمعت في ساحة الحرية، فقابلها النظام، وبحسب صفحة «الثورة السورية» عبر «فيس بوك»، بإطلاق نار كثيف على صدور المتظاهرين العارية، موقعا إصابات في صفوفهم.

ومن ريف دمشق، وفي منطقة الكسوة، احتشد الآلاف بعد صلاة التراويح منادين بالحرية وبإسقاط النظام وبنصرة أهل دير الزور وحماه ودوما وكل الأحرار. أما دوما فتحيي أمسيات رمضان على وقع أصوات المدافع، وقد توجه الشيخ أبو سليمان طيفور للمصلين والمتظاهرين مشددا على ضرورة التمسك بسلمية الثورة، وعلى مواجهة الرصاص بالصدور العارية، وقال: «بهذا الوعي الذي أظهره شعبنا في مدنه وقراه، سقطت كل محاولات النظام البائسة لاستجرار الشعب إلى تسليح الثورة، وبهذه السلمية التي توافق عليها كل الشارع ترنّحت مملكة الخوف أخيرا ووصلت إلى نهاياتها».

ومن حي الرمل الجنوبي في اللاذقية شمال سوريا، خرج أكثر من 2500 شخص مرددين «يا سوريا يا أبية بدنا فزعة للاذقية». بينما انطلقت المظاهرات في حي الصاخور في حلب وسط هتافات منددة بالنظام ورئيسه ومطالبة بالحرية. وشهدت منطقة كفر زربتا في حماه تظاهرة حاشدة انضمت إليها النسوة والأطفال الذين رفعوا لافتات حملت أسماء الشهداء الأطفال السوريين الذين وقعوا منذ انطلاق الانتفاضة في 15 مارس (آذار) الماضي.

ويستفيد الناشطون السوريون من زيادة التجمعات في المساجد، في أيام رمضان، من أجل حشد أكبر قدر من المحتجين، المطالبين بإسقاط النظام. ويقول الناشط الحقوقي والسياسي المعارض عمار القربي إن المظاهرات أضخم بكثير في رمضان «لأن الناس يسهرون حتى وقت متأخر من الليل أثناء الشهر، ويزيد إقبال الناس على المساجد».

وقال محمد، وهو طالب يدرس القانون عمره 26 عاما يشارك بالمظاهرات كل جمعة: «كل يوم في رمضان سيكون مثل يوم الجمعة». ويرد نظام الرئيس بشار الأسد على المظاهرات باستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين السلميين، ويستخدم ضدهم الدبابات والمفرقعات ودخلت أمس حلبة الصراع، الزوارق الحربية، كما حدث في اللاذقية.

وظهرت لقطات تلفزيونية تنشر على الإنترنت احتجاجات مناهضة للحكومة تجري ليلا في عدة مناطق، ومنها دمشق ومدينة دير الزور شمال شرقي البلاد ودرعا في الجنوب. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محصلة ضحايا الأحداث التي تشهدها سوريا منذ منتصف مارس (آذار) الماضي ارتفعت إلى 1785 مدنيا و410 من الجيش وقوى الأمن الداخلي.