الجزائر: 29 جريحا في انفجار مركز للشرطة في تيزي وزو

السلطات نسبت التفجير الانتحاري لـ«القاعدة المغاربية»

TT

تعرض مركز للشرطة في وسط مدينة تيزي وزو (شرق الجزائر) فجر أمس للتفجير بواسطة سيارة مفخخة خلف 29 جريحا بحسب حصيلة رسمية، في حين أفادت مصادر من موقع التفجير أن عدد الجرحى تجاوز الـ33. وينسب العمل الإرهابي لإحدى المجموعات التابعة لـ«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية أن مبنى الأمن الحضري الأول بمدينة تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، اهتز في حدود الرابعة والنصف من صباح أمس، على وقع تفجير سيارة مفخخة. ونقلت عن «مصدر أمني» بأن الأمر يتعلق بعملية إرهابية خلفت 29 جريحا، 15 منهم من عناصر الشرطة، والبقية مدنيون. وأصيب شاب بحروق بليغة كان بالقرب من مكان التفجير.

وأوضح ممرض من مستشفى تيزي وزو، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن مصلحتي المستعجلات والجراحة العامة بالمستشفى، شهدتا حالة استنفار بعد التفجير. وقال إن غالبية الجرحى تم الاحتفاظ بهم للعلاج، ونقل أفراد الشرطة المصابون بجروح بليغة، على جناح السرعة، إلى العيادات التابعة للأمن بالعاصمة. وأوضح الممرض أن بعض الجرحى عادوا إلى بيوتهم بعد تلقي الإسعافات.

وأفاد أشخاص يسكنون بالقرب من مبنى الأمن المستهدف أن بعض سكان العمارة المحاذية لمقر الأمن أصيبوا بجروح. وتسبب الانفجار في تحطم نوافذ شقق العمارة وأبواب المحلات التجارية، ونتج عنه هلع غير مسبوق بوسط مدينة تيزي وزو التي ظلت بمنأى عن عمليات التفجير الاستعراضية منذ 3 سنوات، خلافا للقرى والمناطق المعزولة التي تتبع لها إداريا، والتي تعد من أهم معاقل الإرهاب وشهدت في السنوات الماضية اعتداءات خلفت عدة قتلى وجرحى.

وتفيد التحريات الأولية أن الهجوم نفذه انتحاري بواسطة سيارة يابانية محملة بكمية كبيرة من المتفجرات. وأحدث التفجير خسائر مادية بمبنى الأمن تمثل في تحطم الجدار الخلفي. وقال شهود عيان إن حراس المبنى من رجال الشرطة أطلقوا النار صوب السيارة عندما كانت متوجهة بسرعة نحوهم لكنهم لم يمنعوا السائق من تفجيرها. وعثر رجال الشرطة العلمية الذين انتشروا في محيط التفجير على أشلاء الانتحاري، التي نقلت إلى المخبر لتحديد هويته. ويعتقد بأنه أحد الأشخاص المبحوث عنهم من طرف رجال الأمن لانتمائه إلى جماعة إرهابية.

وتنسب قوات الأمن العملية إلى تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، الذي يملك قواعد خلفية بمناطق ولاية تيزي وزو، التي تنتشر بها الجبال والغابات والوديان مما جعلها معقلا مميزا للإرهابيين. وانخرطت الجماعات الإرهابية في التفجيرات الانتحارية منذ 11 أبريل (نيسان) 2007، تاريخ أول عملية انتحارية بالمتفجرات استهدفت قصر الحكومة وخلفت 50 قتيلا.