اليمن: قتلى وجرحى في مواجهات بين الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع

وزارة الدفاع اليمنية تتهم الفرقة الأولى المنشقة بتجنيد «الأفغان العرب»

TT

انفجرت مواجهات مسلحة عنيفة، أمس، بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والقوات المؤيدة للثورة الشبابية الشعبية السلمية، كما توصف في اليمن، في إحدى ضواحي العاصمة صنعاء، وأوقعت المواجهات قتلى وجرحى من الجانبين، في وقت استمرت فيه المواجهات المسلحة في أرحب بشمال صنعاء وفي أبين بجنوب البلاد، في ظل اتهامات ساقتها السلطات لشخصيات بارزة في المعارضة بتجنيد «إرهابيين» لقتال القوات الحكومية. وذكر شهود عيان أن مواجهات عنيفة دارت فجر أمس بين قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس، وقوات الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، والتي تؤيد وتساند الثورة المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس صالح. وقالت المصادر: إن جنديين، على الأقل، قُتلا، وجرح عدد غير محدود في المواجهات التي دارت في ضاحية ضلاع همدان بغرب صنعاء، وقال المواطنون في المنطقة: إن الجانبين استخدما المدفعية والرشاشات في المواجهات التي وقعت في منطقة تعتبر خط تماس بين القوات الموالية والمعارضة في صنعاء. هذا وتتواصل المواجهات المسلحة في شمال صنعاء بين قوات الحرس الجمهوري والمسلحين القبليين المؤيدين للثورة، في وقت واصلت فيه القوات الحكومية قصف القرى السكنية في المنطقة، في حين وجهت منظمات حقوقية نداء استغاثة من أجل السماح للسكان بالوصول إلى جثامين أبنائهم المسلحين وسحبها ودفنها، وقالت منظمة «هود» لحقوق الإنسان: إن عددا من جثث المقاتلين بدأ في التحلل. وقال المحامي في المنظمة، عبد الرحمن برمان لـ«الشرق الأوسط»: إن المنظمة تعمل مع الصليب الأحمر من أجل إقناع القوات العسكرية بوقف القصف من الجهة الجنوبية الشرقية، كي يتمكن الأهالي من سحب الجثث، غير أنه أكد عدم وجود أي تجاوب من قبل قوات الجيش.

وأضاف برمان لـ«الشرق الأوسط» أن القتال يدور هناك بين الحرس الجمهوري والمسلحين القبليين، وأن الأول يعمد إلى قصف القرى عندما لا يستطيع تحقيق أي نتائج ميدانية على رجال القبائل، مشيرا إلى أن القصف استهدف، أيضا، الكهوف التي لجأ إليها السكان، وأن أكثر الأضرار جراء القصف منيت بها الآبار الارتوازية؛ حيث أكد تدمير قرابة 16 بئرا ارتوازية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وفي محافظة أبين، قُتل قرابة 11 شخصا، بينهم 3 جنود، في أحدث المواجهات الدائرة هناك بين قوات اللواء العسكري «25 ميكا» ومسلحين تقول السلطات إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة.

في موضوع آخر، قالت وزارة الدفاع اليمنية: إن عمليات التجنيد التي تقوم بها الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، المؤيدة للثورة «غير قانونية»، وحذر مصدر في الوزارة من «الانجرار وراء ما يجري من عملية تجنيد باسم الفرقة»، واعتبرها عملية «تستغل حاجة بعض المواطنين للحصول على درجة وظيفية للتغرير بهم في عملية تجنيد غير قانونية».

وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «إن ما يتم من تجنيد باسم الفرقة حاليا يعتبر خارجا عن الأطر القانونية المنصوص عليها في قانون الخدمة في القوات المسلحة وخارج خطة التجنيد لوزارة الدفاع، وإن هذه الممارسات، بما تمثله من مخالفة صريحة ومتعمدة للقانون، خدعة لأولئك الشباب لتوريطهم، باسم التجنيد والتسبب في ضياع مستقبلهم، من خلال إيهامهم بالتجنيد الذي ليس له أي أساس قانوني ولا توجد له أي اعتمادات مالية».

وأكد المصدر العسكري أن «الأشخاص الذين يتم استقطابهم لهذا التجنيد لن يتم تسجيلهم أو ترقيمهم رسميا من قبل الدائرة المختصة»، ودعا «الآباء وأولياء أمور الشباب والمشايخ والوجاهات والشخصيات الاجتماعية إلى التنبه لمثل هذه الممارسات الخارجة عن القانون، ولما من شأنه ضمان عدم وقوع الشباب في وهم التجنيد وضياع مستقبلهم»، وقال: «إن وزارة الدفاع غير ملزمة بدفع رواتب من يتم تجنيدهم بهذه الطريقة لعدم وجود براءة مالية من وزارة المالية»، وإن الوزارة «في حالة احتياجها للتجنيد ستعلن عن ذلك رسميا من خلال القنوات الرسمية وبموجب القانون والشروط المحددة في اللوائح المتعلقة بهذا الجانب».

على صعيد آخر، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية الشيخ عبد المجيد الزنداني بإرسال أكثر من 300 مقاتل ممن يُعرفون بالأفغان المجاهدين، وقالت الوزارة، على موقعها على شبكة الإنترنت: إن الزنداني استدعى المقاتلين من مختلف المحافظات وقام بإرسالهم إلى منطقة أرحب لمقاتلة قوات الحرس الجمهوري.

وفي محافظة أبين، أعلن مصدر عسكري يمني مقتل 3 عسكريين و7 مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في تجدد المعارك بين الجيش والمسلحين ليل السبت - الأحد في محيط مدينة زنجبار. وقال المصدر: «إن مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة شنوا هجوما على اللواء (25 ميكانيكي)، غير أن أفراد اللواء تصدوا للهجوم، مما أدى إلى مقتل 5 من مسلحي (القاعدة) واستشهاد 3 جنود». وأضاف أن عددا من عناصر «القاعدة» جُرحوا. وأوضح المصدر، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «مسلحي (القاعدة) تبادلوا إطلاق نار مع أفراد اللواء 119 المرابط في منطقة دوفس جنوب زنجبار، مما أدى إلى مصرع اثنين (آخرين) من عناصر (القاعدة) وإصابة جنديين نقلا إلى عدن» كبرى مدن الجنوب.

من جهة ثانية، احتجز مسلحو «القاعدة» 15 شخصا من سكان مدينة زنجبار بتهمة التعامل مع السلطات، وفق ما أفاد أحد سكان المدينة. وقال: «إن مسلحي (القاعدة) قاموا باعتقال أكثر من 15 شخصا خلال اليومين الماضيين وتوجيه تهمة إبلاغ الجيش بمواقعهم وتم إيداعهم في الدور الأرضي بمكتب محافظة أبين سابقا». وأضاف أن بعضهم «تعرض للتعذيب والضرب المبرح». وقال مصدر في بلدة جعار المجاورة إن 3 أشخاص بينهم اثنان من باعة شجرة القات تم احتجازهم من قبل عناصر «القاعدة» وإيداعهم جبل خنفر، الواقع شمال المدينة.