بارزاني يأمر بإرسال لواءين من البيشمركة إلى جلولاء والسعدية

برهم صالح لـ«الشرق الأوسط»: القوات العراقية مقصرة ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء الإرهاب

TT

كشف مصدر عسكري كردي عن أن وزرة البيشمركة أرسلت لواءين من قواتها إلى منطقتي جلولاء والسعدية بناء على أوامر من مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان والقائد العام لقوات البيشمركة الكردية، مشيرا إلى «أن تلك القوات لم تدخل بعد إلى المناطق المتأزمة أمنيا، ولكنها على استعداد للانتشار وتأمين الحماية الكاملة للسكان الكرد المهددين بالمنطقة».

وقال محمود سنكاوي عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في تصريح نقله الموقع الإعلامي للاتحاد «إن وزارة البيشمركة وبناء على أوامر صادرة من رئيس الإقليم حركت لواءين من البيشمركة نحو مدينة خانقين للانتشار في منطقتي جلولاء والسعدية للدفاع عن السكان الكرد هناك الذين يتعرضون إلى حملة إرهابية من قبل المسلحين»، مشيرا إلى أن وفدا من الاتحاد الوطني اجتمع مع مسؤول فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في خانقين لتدارس الأوضاع الأمنية الخطيرة في المنطقة، وتنسيق جهودهما المشتركة لاستعادة الأمن والهدوء إليها بعد سلسلة الهجمات والاغتيالات التي استهدفت السكان الكرد في كل من السعدية وجلولاء والتي وقع فيها لحد الآن أكثر من 500 قتيل حسب مصادر رسمية كردية، إضافة إلى تشرد أكثر من 1800 عائلة من تلك المناطق التي تعيش حاليا في مخيمات مؤقتة داخل حدود إقليم كردستان العراق.

من جهته، قال الدكتور برهم صالح رئيس حكومة الإقليم في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» من مكتبه بمدينة السليمانية «في الحقيقة نحن قلقون جدا مما يجري في هذه المناطق، فهناك هجمة إرهابية تستهدف الكرد تحديدا، وطالبنا الحكومة الاتحادية والقوات العراقية بالعمل الجدي من أجل مواجهة هذه التهديدات الإرهابية والمحاولات المغرضة التي تريد إثارة الرعب وإعادة مسلسل التطهير العرقي في هذه المناطق، فهذا الوضع الأمني الخطير لا يمكن قبوله في العراق الجديد، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي وأهلنا يذبحون في وضح النهار ومن دون وجود أي إجراءات رادعة للقوى الإرهابية التي تعيث فسادا وقتلا في تلك المناطق». وأضاف صالح «أستطيع أن أؤكد أن القوات الأمنية العراقية في المنطقة مقصرة بشكل واضح في تحمل مسؤولياتها بالدفاع عن أهلنا، ولذلك نحن نتطلع من الحكومة العراقية ومن منظومتها الأمنية أن تتعاون معنا لمعالجة هذا الوضع الخطير، وإنهاء معاناة أبنائنا في تلك المنطقة الذين ذاقوا الأمرين في عهد النظام السابق من سياسات التطهير العرقي والقتل والتهجير».

وحول إرسال قوات البيشمركة إلى المنطقة وما إذا كان ذلك بعلم وموافقة الحكومة العراقية، قال رئيس حكومة الإقليم «نحن نتابع الوضع بدقة شديدة، ونحن على اتصال مباشر ومستمر بالحكومة العراقية من أجل احتواء المخاطر التي تستهدف شعبنا الكردي في تلك المناطق، ونتطلع من الحكومة العراقية أن تضطلع بمهامها لمعالجة الوضع، فنحن لن نقف مكتوي الأيدي تجاه عمليات الذبح والقتل التي تستهدف أبناءنا هناك».

وكان السكان الكرد في المنطقة والكثير من الأوساط الشعبية بإقليم كردستان ومنظمات معنية بحقوق الإنسان منها فيدرالية المنظمات غير الحكومية في إقليم كردستان قد دعت إلى إرسال قوات البيشمركة الكردية فورا إلى المناطق المتنازع عليها، خصوصا جلولاء والسعدية، لوقف عمليات القتل الوحشية التي تستهدف السكان الكرد هناك، على حد وصفها. وفي هذا السياق عقدت فيدرالية المنظمات غير الحكومية في كردستان مؤتمرا صحافيا أمس حذرت فيه من «خطورة الوضع هناك، ووجود محاولات متعددة من القوى الإرهابية لمواصلة عمليات التعريب والتهجير التي كان النظام السابق ينفذها ضد الكرد في المناطق المتنازع عليها». وفي تصريح أدلى به رئيس الفيدرالية عدنان أنور بيك لـ«الشرق الأوسط» قال «ندعو السيد رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى الإسراع في توجيه قوات البيشمركة إلى تلك المناطق لحماية السكان المدنيين الكرد هناك، كما نطالب حكومة الإقليم بتوفير مخيمات خاصة لإيواء النازحين من تلك المناطق وتقديم المساعدات اللازمة لهم على غرار استقبالها للعوائل المسيحية التي تشردت من ديارها في السنوات السابقة جراء التهديدات الإرهابية ضدهم، فأهلنا أولى بالرعاية والاهتمام اليوم». ووجهت الفيدرالية الدعوة إلى كل من رئيس الإقليم ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتحمل مسؤولياتهما تجاه ما يجري في منطقتي جلولاء والسعدية، وجاء في البيان «نحمل السيد نوري الملكي باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة العراقية مسؤولية القيام بواجباته للحفاظ على حياة المواطنين الكرد في تلك المناطق، حيث إنهم يتعرضون لحملة وحشية من قبل الإرهابيين، رغم شعورنا بخيبة الأمل من الجيش العراقي الذي يتعامل مع الكرد بعقلية النظام السابق، فهذا الجيش مخترق من قبل أنصار النظام البائد. كما نوجه الدعوة إلى مصادر القرار بإقليم كردستان خصوصا السيد مسعود بارزاني رئيس الإقليم ونطالبه بأن يوعز فورا إلى وزير البيشمركة لتحريك قواته صوب تلك المناطق لأن السكان يعيشون في خطر حقيقي، وإذا ما تخلفت قوات البيشمركة عن التحرك السريع فإننا أمام مسؤولية تاريخية نتحمل تبعاتها جميعا، فحماية حياة وأمن المواطنين الكرد في تلك المناطق تقع على عاتقنا جميعا، وخصوصا قوات البيشمركة».