الصدر يمهل مستخدمي الأطوار الغنائية من «الرواديد» حتى العيد لكتابة توبة خطية

ردا على ظاهرة استغلال «الردات الحسينية» للمناسبات الدينية تجاريا

TT

رغم إعلان عدد من رجال الدين الشيعة رفضهم وتحريمهم لظاهرة انتشار الأطوار الغنائية لدى الرواديد الذين تخصصوا في ما يسمى بـ«ردات المنبر الحسيني» التي بدأت تغزو المواكب والمسيرات الراجلة للزوار الشيعة إلى المراقد الدينية المقدسة لديهم، فإن الإجراءات ظلت عند حدود رفض الظاهرة دون أن يترتب على ذلك الحد من انتشارها.

ومما زاد من سرعة انتشار الظاهر وتفاقمها كثرة المناسبات الدينية وما يرافقها من فعاليات فنية مما جعل مساحة الأغاني الشبابية الحديثة تزحف بشكل لافت على الأسلوب التقليدي للردات الحسينية، لا سيما بعد انتشار أقراص السي دي وتحولها إلى تجارة رابحة باسم الدين. وفي تطور يمكن أن تكون له تداعيات هامة على هذا الصعيد فقد أمهل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس الاثنين، الرواديد الذين يستخدمون الأطوار الغنائية في أناشيدهم حتى عيد الفطر لكتابة توبة خطية والتعهد بعدم تكرارها. ونقل بيان صادر عن مكتب الصدر في مدينة النجف وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمهل بعض الرواديد الذين يستخدمون الأطوار الغنائية في أناشيدهم حتى عيد الفطر المقبل لكتابة توبة خطية والتعهد بعدم تكرارها وإتلاف ما سبق من الأناشيد المحرمة». وطالب الصدر طبقا للبيان الرواديد بـ«الالتزام بمركزية مكتب الشهيد الصدر بالعنوان العقائدي وتحت فتوى والده حصرا».

وكانت ظاهرة الرواديد أو الأغاني التي ترافق المناسبات الشيعية قد انتشرت على نطاق واسع بعد أن كانت ممنوعة على عهد النظام السابق. وبينما رافق الاحتلال الأميركي للعراق انفتاح شمل استخدام الأطباق اللاقطة (الدشات) وإطلاق الفضائيات والصحف مع هامش واسع من الحرية فقد زحفت الأغاني الحديثة بما فيها الأغاني الراقصة على الردات الخاصة بالمنبر الحسيني، والتي كانت تقتصر على الأشعار الدينية التي يكتبها شعراء متخصصون بمثل هذه الأمور، بينما القضية اختلفت الآن بحيث بدأ الكثير من شعراء الأغنية يكتبون شعرا حسينيا وبالعكس.

يذكر أن الصدر اتخذ خلال الشهور الأخيرة الكثير من الإجراءات التي تهدف إلى إعادة هيكلة التيار الصدري التي تمثلت بطرد العشرات ممن كانوا ينتمون إلى جيش المهدي الذي أعلن استمرار تجميده حتى في حال بقاء القوات الأميركية في العراق مع إطلاق يد لواء اليوم الموعود الذي يعد الجناح العسكري لجيش المهدي.