العبيدي لـ«الشرق الأوسط»: مستعدون لحوار مع المعارضة.. لكن قضية القذافي تخص الشعب دون سواه

وزير خارجية ليبيا يعترف بمحاولات سابقة للاتصال.. وينفي علمه بحدوث مفاوضات سرية

عبد الرزاق زواري وزير التطوير الإقليمي (يسار) يستقبل وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي في تونس (إ.ب.أ)
TT

نفى عبد العاطي العبيدي، وزير الخارجية الليبي، علمه بما تردد أمس عن حدوث اتصالات واجتماعات سرية غير معلنة في جزيرة جربة التونسية، بين مسؤولين موالين للعقيد معمر القذافي وممثلين عن المجلس الوطني الانتقالي المناهض للقذافي.

وأكد العبيدي، في حوار خاص أدلى به لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس، أنها المرة الأولى التي يسمع فيها عن وجود مثل هذه الاجتماعات. لكنه قال في المقابل: إن الحكومة الليبية مستعدة للدخول في مفاوضات جادة مع الثوار الليبيين والمجلس الانتقالي الوطني الممثل لهم، من دون أي شروط مسبقة.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها العبيدي، نافيا وجود أي محادثات من أي نوع في تونس، لكنه مع ذلك أبقى الباب مفتوحا نحو إمكانية عقد محادثات ثنائية مع الثوار الليبيين.

وأكد العبيدي أن المستقبل السياسي للعقيد القذافي هو أمر يخص الشعب الليبي وحده، في إشارة ضمنية إلى رفض القذافي، حتى الآن، التنحي عن الحكم أو التخلي عن السلطة التي يقودها منذ نحو 42 عاما.

وجدد التأكيد أن الحكومة الليبية ترى أن التفاوض يجب أن يكون وفقا لخارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الأفريقي قبل شهور عدة، ورفضها الثوار لأنها لا تتضمن النص على تخلي القذافي عن السلطة، وتكتفي فقط بالدعوة إلى وقف إطلاق النار فورا في ليبيا، مع توفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات إلى المتضررين من العمليات العسكرية الدائرة هناك منذ شهر مارس (آذار) الماضي، مشددا على أن ليبيا ستظل دولة موحدة بغض النظر عما ستؤول إليه التطورات السياسية والعسكرية الراهنة، مشيرا إلى أن هناك أفقا لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.. وفيما يلي نص الحوار..

* هل يمكن أن تنفي أو تؤكد نبأ حدوث اجتماع سري في تونس بين ممثلين للحكومة الليبية والثوار المعارضين؟

- لا علم لي بهذا.

* عفوا! - والله ما عندي علم بالخبر، وما عندي علم بشيء.

* لكن بشكل عام، هل لدى الحكومة الليبية استعداد للحوار مع المجلس الوطني الانتقالي؟

- نعم، مستعدون.

* وهل هناك شروط مسبقة لهذا الحوار؟

- المقترحات مطروحة من قبل الاتحاد الأفريقي.

* لكن هذا يعني أنه لا مساس بالقذافي كرمز لليبيين؟

- نعم، طبعا هذا صحيح، لكن المبادرة فيها بنود أخرى موزعة.

* هل ثمة في الأفق أي إمكانية لحل تفاوضي؟

- نعم هذا هو المتوقع، والذي نتمناه أن نجد طريقا لوقف سفك دماء الليبيين العزيزة علينا.

* هل تحاولون الاتصال بشكل مباشر أو غير مباشر بالمعارضة أو المجلس الانتقالي؟

- نعم تمت محاولات وهناك اتصالات تمت.

* عفوا لم أفهم! - نعم، قلت لك إنه جرت هناك اتصالات بالفعل، لكن الأهم أن الاتصال يكون رسميا ومسؤولا.

* هل تعني أن هذه اللقاءات التي تمت لم تكن رسمية ومسؤولة؟

- لا، غير واضحة، وليس فيها جدول أعمال معين، لكن إذا أعدت وعرضت على مؤتمرات الشعب الليبي فلا بأس.

* تعني أنها فقط مرحلة جس نبض كما يقولون؟

- هو هذا، هو هذا.

* كيف ترى كدبلوماسي قدير نهاية الأزمة في ليبيا؟

- والله ليبيا ستبقى موحدة ونتعشم ونعتمد على عقول الليبيين أينما كانوا في تنفيذ هذا الهدف النبيل.

* لكن المجلس الانتقالي يقول إنه مستعد أيضا للحوار بشرط تنحي القذافي؟

- قلنا إن كل ما يعني العقيد القذافي هو قضية الشعب الليبي دون سواه.

* ومن ثم أنتم ترفضون الاقتراب من هذا الموضوع؟

- هو ليس مطروحا في المبادرات كلها، ولا بد من التعاون مع الدولة الليبية للوصول إلى حوار وطني ليبي.