تعزيزات عسكرية تونسية قرب المعبر الحدودي في رأس الجدير

تحسبا لاحتمالات معارك للسيطرة على المنفذ الذي يربط نظام القذافي بالعالم

TT

تكاد الحركة تنعدم عبر المعبر الحدودي برأس الجدير، الرابط بين تونس وليبيا، في أعقاب معارك ضارية دارت في المناطق الغربية المجاورة للمنفذ البري، وسط أنباء سربها الثوار عن محاولة القذافي الهروب وعائلته إلى تونس.

ويبدو أن تلك المعارك تستهدف السيطرة على المنفذ الذي يمثل النقطة الوحيدة التي لا تزال تربط نظام القذافي مع العالم الخارجي. وكانت المواجهات قد احتدمت خلال الأيام الأخيرة بين طرفي النزاع في ليبيا، وخصوصا على الجبهة الغربية وبالتحديد في مدينة الزاوية، التي لا تبعد عن رأس الجدير سوى 130 كلم و40 كلم عن العاصمة الليبية طرابلس.

وتميل الكفة في هذه المواجهات نحو الثوار، حيث ذكر شهود عيان أنهم تمكنوا من السيطرة الكاملة على المنطقة. ويحاول الثوار منذ أول من أمس الزحف نحو الحدود التونسية ليتمكنوا من قطع الطريق الرابطة بين تونس وطرابلس، وهو ما يعني أن طريق الإمدادات لنظام القذافي أصبح في خطر. وقد اضطر ضباط الأمن وأعوان الجمارك التابعون لقوات القذافي إلى الانسحاب من المعبر الحدودي برأس الجدير، وتراجع الكثير منهم نحو طرابلس.

ونتيجة لهذه المعارك، وتحسبا لرد فعل قد يكون قويا من نظام القذافي، إذا ما فقد المنفذ الحدودي الوحيد الذي يربطه بالعالم الخارجي، فقد تدفق أكثر من خمسة آلاف لاجئ إلى تونس، خصوصا بعد الغارة الجوية التي نفذها حلف الناتو على مدينة زليطن، والتي خلفت 85 قتيلا.

وفي متابعة الجانب التونسي للوضع على الحدود مع ليبيا قال مصدر عسكري تونسي لوكالة الأنباء التونسية الرسمية: «إن سيطرة الثوار على الزاوية تطرح فرضيتين: إما النية للتوجه نحو العاصمة طرابلس، وإما السيطرة على معبر رأس جدير، وما ينتج عنه من (خنق) نظام القذافي، باعتبار هذا المعبر شريانا رئيسيا لليبيا». وتابع قائلا: «إن الأهمية الاستراتيجية لهذا المعبر ستجعل المعارك بين طرفي النزاع حادة وشديدة، إذا ما اتضحت نية الثوار للسيطرة عليه، وهو ما يدعو إلى تأمين التعزيزات العسكرية اللازمة إذا اقتضت الضرورة ذلك».