قيادي معارض لـ «الشرق الأوسط»: المعارضة لن تدخل في أي حوار حتى تنقل السلطة إلى نائب الرئيس

تجدد المواجهات والقصف المدفعي لقوات الحرس الجمهوري على منطقتي أرحب ونهم في شمال صنعاء

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يزور في مستشفى بالعاصمة السعودية الرياض جريحا في الانفجار الذي استهدف مسجد المجمع الرئاسي في اليمن والذي اصيف فيه الرئيس نفسه بالانفجار ومجموعة من المسؤولين والوزراء والعسكريين (أ.ف.ب)
TT

تجددت المواجهات والقصف المدفعي لقوات الحرس الجمهوري على منطقتي أرحب ونهم في شمال صنعاء أمس، وأسفر القصف عن تدمير عدد غير قليل من المنازل، بينها منزل قيادي بارز في المعارضة اليمنية.

وقالت مصادر محلية في أرحب لـ«الشرق الأوسط» إن قوات عسكرية تتبع اللواء العسكري 62 التابع للحرس الجمهوري حاولت أمس، التوغل بريا في بعض القرى بالمنطقة، غير أن المواطنين تصدوا لها ودمروا عددا من الآليات العسكرية، وذكرت المصادر أن عددا من المسلحين من أبناء المنطقة سقطوا جرحى خلال تصديهم لعملية التوغل، في حين ترددت معلومات عن سقوط عدد من القتلى في أوساط السكان.

ولم تقتصر عمليات الحرس الجمهوري على أرحب، بل امتدت لتشمل منطقة نهم المجاورة، حيث استخدمت صواريخ «الكاتيوشا» في قصف القرى السكنية، وضمن المنازل التي دمرت، منزل القيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وتكتل «اللقاء المشترك»، حاتم أبو حاتم، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن منزله يبعد عن منطقة المواجهات نحو 25 كيلومترا وأن المنزل يقطنه شريكه في المال بالمنطقة هو وأسرته وأن أضرارا كبيرة لحقت به، وخاصة أنه من المباني القديمة، غير المسلحة.

وأرجع أبو حاتم ما يجري في أرحب ونهم إلى قيام المواطنين بطريقة سلمية بمنع لواءين للحرس الجمهوري من التحرك من المنطقة صوب صنعاء وحضرموت لقمع الاحتجاجات السلمية المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، وإلى استخدام الألوية العسكرية للقوة المسلحة في قصف المناطق الآهلة بالسكان.

وقال القيادي المعارض لـ«الشرق الأوسط» إن المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» لن تدخل في أي حوارات مع أي طرف، وذلك تلبية لطلب شباب الثورة في الساحات، وحتى يتم نقل السلطة إلى نائب الرئيس الفريق الركن عبد ربه منصور هادي، وأضاف أنه لا توجد أي مبادرة لحل الأزمة اليمنية باستثناء المبادرة الخليجية التي يرفض الرئيس صالح التوقيع عليها.

إلى ذلك، نفى الشيخ عبد المجيد الزنداني، الداعية اليمني المعروف ورئيس جامعة الإيمان، الأنباء التي تناولتها وسائل الإعلام الرسمية بشأن إرساله لمئات المقاتلين العائدين من أفغانستان إلى منطقة أرحب لقتال القوات الحكومية هناك.

وقال الزنداني، في بيان صادر عن مكتبه، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «ننفي هذه المزاعم جملة وتفصيلا فهي كذب محض ولا أساس لها من الصحة، ولقد أصبح الجميع في الداخل والخارج يعلم أن هذه الافتراءات هي من الألاعيب التي تنتهجها السلطة لاستعداء الخارج ضد معارضيها وبهدف التشبث بالحكم»، وأن «ما تروج له وسائل الإعلام الرسمية هو جزء من الحملة الظالمة التي تشنها السلطة منذ شهور على فضيلة الشيخ نتيجة لمواقفه الشرعية إزاء ما يجري في البلاد ومنها موقفه المؤيد والمساند والداعم لثورة الشباب السلمية التي قامت في وجه الظلم والاستبداد، وانتهاك الدستور والقانون». وأضاف البيان: «نجدد تأكيدنا على أن موقف فضيلة الشيخ واضح ومعلن مرارا وتكرارا وهو تحريم الاعتداء على المواطنين الآمنين في مدنهم وقراهم وبيوتهم وحرمة دماء اليمنيين جميعا». وأهاب مكتب الشيخ الزنداني بـ«إخواننا وأبنائنا منتسبي القوات المسلحة والأمن أن يمارسوا مهامهم وفقا للدستور والقانون وأن يقفوا ضد الرغبات الشخصية التي يريد بها البعض الانحراف بالقوات المسلحة والأمن عن القيام بواجبها الشرعي والوطني في حماية الوطن وأبنائه»، وحمل «الجهات التي تقف وراء نشر وترويج هذه الافتراءات الكاذبة كافة التبعات المترتبة على ذلك». على صعيد آخر، انفجرت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، سيارة ملغومة داخل باحة المجمع الحكومي لمديرية المطمة في محافظة الجوف بشرق البلاد، وقالت المصادر إن الانفجار تزامن مع انعقاد اجتماع لجماعة الحوثي داخل المجمع في المديرية التي تخضع لسيطرتهم.

وذكرت مصادر محلية أن الانفجار أسفر عن مقتل سائق السيارة وإصابة عدد آخر بجروح، غير أن مصادر في المنطقة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين قاموا بتطويق المنطقة على الفور ومنعوا الدخول أو الخروج منها.

وجاء التفجير الانتحاري بعد بضعة أيام على توقيع الحوثيين والمعارضة ممثلة في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي لاتفاق لوقف المواجهات المسلحة بين الطرفين منذ بضعة أشهر عندما سقطت المحافظة في يد الثوار وخرجت عن سيطرة الحكومة المركزية في صنعاء.

وتوقعت مصادر محلية أن يكون تنظيم القاعدة متورطا في التفجير الانتحاري، في ضوء عمليات سابقة نفذها التنظيم ضد الحوثيين في الجوف وصعدة العام الماضي.