برلماني إيراني: طهران قررت استئناف العلاقات مع مصر.. ونريد من القاهرة خطوة مماثلة

بروجردي اعتبر الخلافات مع مصر من الماضي.. ونفى محاولة بلاده نشر التشيع

TT

أعلن النائب الإيراني البارز علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، أن طهران قررت استئناف العلاقات الدبلوماسية مع مصر، داعيا القاهرة إلى اتخاذ قرار مماثل. وأعرب المسؤول البرلماني، الذي زار القاهرة مؤخرا، عن رغبة بلاده في تطوير العلاقات الاقتصادية والسياحة مع مصر، واعتبر الخلافات القديمة خلال عهد الرئيس المصري السابق قد أصبحت من الماضي، كما نفى تدخل بلاده في شؤون الدول العربية أو محاولتها نشر المذهب الشيعي.

ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، أمس، عن بروجردي في تصريحات أدلى بها لقناة «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية أن «أجواء منفتحة وجديدة تسود العلاقات الإيرانية - المصرية»، مشددا على أن «طهران اتخذت قرارها بإعادة العلاقات مع القاهرة، التي يجب أن تتخذ قرارا مماثلا».

وحول زيارته الأخيرة إلى مصر، قال «كانت هناك عدة لقاءات مع الشخصيات والمسؤولين المصريين على هامش هذه الزيارة التي جاءت لتوجيه دعوات إليهم لحضور مؤتمر دعم فلسطين الذي سيعقد في طهران خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وأضاف بروجردي أن «العلاقات بين إيران ومصر كانت موجودة ولكن بفارق الوضع في مصر الثورة حاليا ومصر مبارك، حيث لم يكن يسمح سابقا لأي وفد مصري بزيارة طهران أو العكس»، مشيرا إلى أن هناك تبادلا لوفود كثيرة بين البلدين، وأن هناك وفدا برلمانيا إيرانيا آخر زار مصر من قبل، واعتبر أن «المناخ السابق لم يعد سائدا».

وأشار بروجردي إلى إمكانية تطوير العلاقات السياحية بين الجانبين، واعتبر أن ذلك «سيساهم في إنعاش الاقتصاد المصري وتوفير فرص العمل»، منوها برغبة إيران في تسيير رحلات جوية مباشرة بين طهران والقاهرة، وذلك نظرا لوجود عدد كبير من السياح الراغبين في زيارة مصر.

وكانت العلاقات المصرية - الإيرانية قد شهدت توترا مع قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وقرار الرئيس المصري الأسبق أنور السادات باستضافة شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي، وردت طهران بتسمية أحد شوارعها باسم الإسلامبولي، نسبة إلى خالد الإسلامبولي العقل المدبر لاغتيال السادات.

وأشار بروجردي إلى أن «الثورة الإيرانية شهدت استبدال جميع عناصر النظام البائد بعناصر ثورية كما سهل إيجاد التحول الجذري والحقيقي»، مشيرا إلى أن «مصر ما زالت تعيش فترة انتقالية حيث لا وجود لبرلمان أو رئيس جمهورية أو حكومة منتخبة، كما أن هيكل النظام السابق ما زال قائما، وأفكار عهد مبارك ما زالت تتحكم بالقرارات هناك، الأمر الذي تتطلب وقتا طويلا لإحداث التحول وبصورة تدريجية».

وزعم أن «الاختلافات السابقة بين إيران ومصر لم يعد لها محل من الإعراب، كالملف الأمني والاختلاف على تسمية شارع باسم معين»، معتبرا أن هذه الاختلافات «يجب أن تطوى مع الفترة السابقة» داعيا إلى «اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ليجسد إرادة الشعبين»، لإعادة العلاقات بين البلدين.

كما ادعى بأن «الشعب المصري، سواء المواطنون أو النخب، متحمس أكثر لإقامة علاقات طيبة مع إيران»، معتبرا أن «قطار العلاقات بين البلدين قد بدأ حركته، حيث تم اتخاذ الكثير من الخطوات حتى يعلن الجانبان رسميا استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما».

ولم يفت المسؤول الإيراني التحذير من الضغوط و«المؤامرات الأميركية - الصهيونية والإقليمية للالتفاف على الثورة الشعبية في مصر ومنع حصول التحول الحقيقي فيها».

وحول الملف السوري، أشار بروجردي إلى مناقشة الأوضاع في سوريا مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال لقائهما في القاهرة، معتبرا أن الطرفين «متفقان على ضرورة الإسراع في إجراء الإصلاحات في سوريا وتغيير الوضع القائم وإيجاد الهدوء والاستقرار والأمن في سوريا»، وجدد تصريحاته بأن «سوريا جزء مهم من محور الممانعة في المنطقة ومن المهم للغاية حفظ هذا المحور القوي والمهم في مواجهة الكيان الصهيوني.. وأن سوريا صامدة بوجه العدو الصهيوني وتساند المقاومة الفلسطينية منذ سنين طويلة.. وأن أميركا والكيان الصهيوني قد خسرا مصر في الشرق الأوسط، ويريدان تغيير النظام في سوريا لإعادة التوازنات التي اختلت بعد سقوط مبارك».

وأشار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني إلى أنه نفى خلال اللقاء مع العربي «ما يثار حول تدخل إيران في شؤون البلدان العربية ومحاولتها نشر التشيع بالإضافة إلى مخططات إخافة دول المنطقة من إيران»، زاعما أن «إيران تريد العلاقة مع مصر عن طريق مؤسساتها أو تجارتها أو سياحتها». وأضاف أن «إيران تحترم جميع المذاهب وتفتخر بأنها وقبل أكثر من نصف قرن، شهدت تأسيس دار التقريب للتوحيد بين الشيعة والسنة».