طهران: الطلبة يتظاهرون أمام السفارة البريطانية ويطالبون بقطع العلاقات الدبلوماسية

نددوا بسياسة لندن إزاء أعمال الشغب و«قمع انتفاضة المحرومين»

إيرانية تحمل صورة البريطاني الذي تسبب مقتله في إثارة أعمال الشغب في لندن خلال مظاهرة احتجاج أمام السفارة البريطانية في طهران، مساء أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

ما زال المسؤولون الإيرانيون ووسائل الإعلان الإيرانية يولون اهتماما ملحوظا بأعمال الشغب التي شهدتها لندن ومدن بريطانية أخرى خلال الأسبوع الماضي ووصفوها بأنها «انتفاضة المحرومين»، ودخل الطلبة الإيرانيون على الخط عندما تظاهر العشرات منهم أمام السفارة البريطانية في طهران للمطالبة بوقف «قمع الاحتجاجات» من قبل الشرطة البريطانية.

وتجمع مساء أول من أمس مجموعه من طلبه الجامعات أمام السفارة البريطانية في طهران، حيث «نددوا بسياسة الحكومة البريطانية القمعية تجاه المتظاهرين والمحتجين في لندن وعدد من المدن البريطانية»، حسب ما أوردته وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية.

وأفادت الوكالة بأن «الطلبة رفعوا شعارات ضد الحكومة البريطانية وأعربوا عن تضامنهم مع المتظاهرين، داعين أعضاء مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذا البلد الذي ينتهك باستمرار حقوق الإنسان»، وأضافت أن المحتشدين رفعوا «أمام السفارة صورا لضحايا المظاهرات في لندن، معربين عن أسفهم البالغ لصمت المنظمات التي تدعي بالدفاع عن حقوق الإنسان ولم تتحرك حتى الآن لإدانة هذه التصرفات الوحشية التي تقوم بها الحكومة البريطانية».

وتحاول الجمهورية الإسلامية، التي لديها سجل حافل في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، الرد على الانتقادات البريطانية المستمرة لها في هذا المجال، وتعمل لاقتناص أي فرصة تسنح لها لتوجيه انتقادات إلى بريطانيا وأميركا ودول الغرب عموما. وسعى المسؤولون الإيرانيون إلى تصوير أحداث الشغب في بريطانيا على أنها نسخة من ثورات «الربيع العربي».

ووجهت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، لسان حال الحرس الثوري الإيراني، في سابق تغطيتها للأحداث، انتقادات إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وذكرت في تقرير نشرته، أمس، أن «الإعلام البريطاني، وبخاصة قناة (بي بي سي) الإنجليزية وصفت المحتجين بالحمقى والمشاغبين لإعطاء شرعية لأعمال القمع التي قامت بها الشرطة البريطانية، و(أن) الحكومة بدلا من إجراء إصلاحات اجتماعية ومتابعة تحسين أوضاع المواطنين اليومية والمعاشية عمدت إلى مصادرة منازلهم الحكومية لتثير الكثير من علامات الاحتجاج».

وكان قائد قوات الحرس الثوري الإيراني (الباسيج) العميد محمد رضا نقدي، قد أعلن في وقت سابق عن استعداد إيران لإرسال قوات حفظ سلام إلى بريطانيا منتقدا مجلس الأمن إزاء الأحداث هناك.

وأعرب في خطاب ألقاه في اجتماع قادة قواته مؤخرا عن «استعداد كتائب عاشوراء والزهراء للتوجه إلى بريطانيا للحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا البلد». كما انتقد مجلس الأمن بسبب صمته إزاء «الانتهاكات» في بريطانيا، قائلا إن «مجلس الأمن يدين الدول الفقيرة ويصدر قرارات لصالح الدول الاستكبارية، ومن هذا المنطلق لا أحد يتوقع من هذا المجلس أن يقف إلى جانب الناس الفقراء والمتظاهرين العزل في بريطانيا».

وأوصت إيران رعاياها بعدم السفر إلى بريطانيا، حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانا تحذر فيه المواطنين من السفر إلى لندن، إلا في حالة وجود ضرورة، وتجنب الوجود في المناطق المضطربة فيها.