نتنياهو يبعث بـ 40 رسالة إلى قادة دول كي يعارضوا الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة

باراك يصادق على أضخم مشروع استيطان في قلب الضفة الغربية منذ سنين طويلة

فلسطينيون يرفعون صور أقاربهم المعتقلين في سجون إسرائيل، خلال مظاهرة للمطالبة بالإفراج عنهم، أمام مقر الهلال الأحمر الدولي، في غزة، أمس (أ.ف.ب)
TT

لأول مرة منذ سنين طويلة، صادق وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، على مباشرة البناء في 277 وحدة سكنية في مستعمرة أريئيل القائمة في قلب الضفة الغربية قرب مدينة نابلس.

ورغم أن هذا القرار يفسر في إسرائيل على أنه محاولة من باراك لإرضاء حزب الليكود الحاكم، وهدفه تسهيل انضمامه مع نواب حزبه (الاستقلال) الأربعة إلى الليكود في الانتخابات القادمة، فإنه يحمل طابعا سياسيا واضحا في هذا الوقت بالذات، عشية الأبحاث في الأمم المتحدة حول المشروع الفلسطيني للاعتراف بالدولة. فالمعروف أن الفلسطينيين يطالبون برفع مكانة السلطة الفلسطينية من تنظيم سياسي (منظمة التحرير الفلسطينية) ممثل كتنظيم مراقب إلى دولة ممثلة كعضو كامل على حدود 1967. والإسرائيليون، الذين يحاربون بكل قوتهم هذا الاعتراف، يريدون التذكير بأنهم أصحاب السيطرة على الأرض وبأن حدود 1967 وهمية. فالمستوطنة المذكورة، أريئيل، تقوم على الأراضي الفلسطينية التي تمتد 22 كيلومترا إلى عمق الضفة الغربية.

والمشروع الاستيطاني المذكور، كان قد أقر للمرة الأولى قبل سنتين، إلا أن باراك لم يصادق على بدء البناء فيه آنذاك بسبب الاحتجاج الفلسطيني والدولي. واليوم يجدها فرصة للمصادقة عليه، وقد يصادق على مشاريع أخرى في الضفة الغربية، وفقا لردود الفعل على قراره. وكان وزير الداخلية الإسرائيلي، إيلي يشاي قد صادق على مشاريع بناء في القدس الشرقية المحتلة أيضا، في إطار سياسة التحدي للمشروع الفلسطيني.

المعروف أن حكومة نتنياهو تواصل جهودها لإجهاض المشروع الفلسطيني في الأمم المتحدة. وقد كشف أمس أن نتنياهو بعث بأربعين رسالة إلى قادة دول كثيرة في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، يطالبهم فيها بالتصويت ضد المشروع الفلسطيني في الشهر القادم. والكثير من بين هذه الدول كانت قد وعدت السلطة الفلسطينية بالتصويت إلى جانب مشروع الاعتراف، وبعضها رفعت التمثيل الفلسطيني إلى درجة سفير. ويطمح نتنياهو لأن تتراجع هذه الدول عن مواقفها، وتعارض المشروع أو تمتنع عن التصويت. ويسعى لتجنيد الولايات المتحدة لممارسة ضغوط على هذه الدول أو بعض منها. وبعث نتنياهو بهذه الرسائل عبر عدد من وزرائه ودبلوماسييه. فنقل الرسالة إلى كل من البرازيل والبيرو، نائبه موشيه يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية. وسافر وزير شؤون المخابرات، دان مريدور، إلى المكسيك وجمايكا، حاملا الرسالة نفسها. وحمل يوسي بيليد، وزير الدولة لشؤون القدس مذكرات إلى غواتيمالا وكوستاريكا وأوروغواي. وحمل محافظ بنك إسرائيل، ستانلي فيشر، مذكرة شخصية إلى صديقه الحسن وتارا، الرئيس الجديد لساحل العاج.

وتأتي رسائل نتنياهو إضافة إلى جهود وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، الذي يقوم بزيارات ويجري اتصالات مع دول أوروبا الشرقية، ويدعي أن غالبيتها وافقت على معارضة المشروع الفلسطيني. وكذلك جهود نائبه داني أيالون، والمسؤولين في الخارجية. وحاول ليبرمان تجنيد رئيسة حزب «كديما» المعارض، تسيبي لفني، لهذه المعركة. فاجتمع بها الليلة قبل الماضية في القدس، ودعاها إلى الانضمام إلى الائتلاف الحكومي لمواجهة التحديات القائمة في الداخل والخارج. وفي محاولة لإغرائها بذلك، قال إن تجاوبها معه سيفتح الطريق أمام تعاون بين حزبيهما في المستقبل.