إسرائيل تحاول إقناع قائد الجيش الصيني بأن تبني مصنعا للطائرات الحربية في بكين

خلال زيارته لتل أبيب

TT

يحاول وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، وقادة الجيش إقناع الجنرال تشن بينغ ده، رئيس الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصيني، الذي يقوم بزيارة رسمية لتل أبيب، بأن تتولى شركة الصناعات الجوية التابعة للجيش الإسرائيلي مشروع بناء مصنع كبير للطائرات الحربية في الصين.

وقالت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس، إن زيارة قائد الجيش الصيني هذه تأتي ردا على زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في شهر يونيو (حزيران) الماضي، التي علم باراك خلالها بالمشروع الصيني. وبادر باراك ورئيس أركان جيشه، بيني غانتس، وممثلو الصناعات الجوية الإسرائيلية إلى إقناع ضيفهم الصيني بـ«جدوى تنفيذ إسرائيل لهذا المشروع من النواحي المهنية والتكنولوجية والمادية». وأخذوه بجولة في مصانع الشركة لإطلاعه على قدراتها.

وكان بينغ ده قد وصل إلى إسرائيل أول من أمس في زيارة رسمية تدوم أربعة أيام، للتباحث في العلاقات المتنامية بوتائر سريعة بين الطرفين. وأعلن عن رغبة بلاده في «الارتقاء بالروابط الودية بين الجيشين الصيني والإسرائيلي إلى مستوى جديد»، كما قال خلال اجتماع مع باراك. وأضاف أن «تعميق التعاون الصيني - الإسرائيلي يسهم في السلام والاستقرار الإقليميين»، مؤكدا على أن العلاقة بين الجيشين شهدت نموا كبيرا في السنوات الأخيرة.

ومن جانبه أعرب باراك عن أمله في أن «يعمل البلدان معا للتصدي لجميع أنواع التهديدات والتحديات المشتركة». وعندما سئل عن أي تهديدات وتحديات مشتركة بين الصين وإسرائيل، أجاب: «الإرهاب الإسلامي».

وفسر مسؤول عسكري هذا الجواب قائلا: «معروف أن الصين تواجه تهديدات من المناطق الغربية فيها، حيث توجد أقلية إسلامية تطالب بالاستقلال وتمارس في بعض الأحيان عمليات إرهاب وتتعاون مع مصادر إسلامية متطرفة في آسيا». وتعد زيارة تشن الأولى من نوعها لرئيس أركان الجيش الصيني. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، المضيف الرسمي للجنرال بينغ ده، إن لهذه الزيارة أهميتها التاريخية في تعزيز العلاقات بين الجيشين.

المعروف أن التعاون بين الصين وإسرائيل في المجال العسكري بدأ منذ سنة 1993، بعدما استؤنفت العلاقات الدبلوماسية بينهما. وتطورت هذه العلاقات بشكل كبير، لدرجة توقيع صفقة ضخمة تقوم إسرائيل بموجبها بتحديث طائرات صينية من الصناعات الروسية القديمة. ولكن الولايات المتحدة تدخلت يومها وقصمت هذه الصفقة. واضطرت إسرائيل إلى دفع غرامة قدرها 350 مليون دولار إلى الصين تعويضا عن الإلغاء. واستؤنفت العلاقات في ما بعد، ولكنها تعرضت لأزمة أخرى في سنة 2005، عندما تدخلت الولايات المتحدة وألغت صفقة إسرائيلية صينية أخرى، تقوم إسرائيل بموجبها ببيع الصين رادارات حديثة للطائرات بلا طيار. ولم تكتفِ الولايات المتحدة بذلك، بل أصرت على فصل المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس يارون، من منصبه عقابا له على هذه الصفقة. وتم إقصاؤه بالفعل من منصبه.

ولكن تحسن العلاقات الصينية - الأميركية في السنوات الأخيرة، بعدما امتنعت الصين عن استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن حول العقوبات ضد إيران، أدى إلى تحسن موازٍ في العلاقات العسكرية بين تل أبيب وبكين. وفي السنوات الأخيرة أرسلت الصين إلى إسرائيل عددا كبيرا من الضباط الذين شاهدوا تدريبات إسرائيلية عسكرية ميدانية، تحت لافتة «الإفادة من الخبرات الإسرائيلية في مجال مكافحة الإرهاب». واعترف الملحق العسكري في السفارة الصينية في تل أبيب، تشين مو، بهذا قائلا في مقابلة مع الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي، وأضاف: «نحن نتعلم منكم كثيرا في مجال مكافحة الإرهاب». وهناك تعاون بين الطرفين في اللوجيستيكا العسكرية أيضا.

وكان تشين مو قد أشار بداية إلى أن الجيش الصيني يقيم علاقات مع 150 جيشا في العالم، ولكنه أضاف أن العلاقات مع إسرائيل تتخذ طابعا مميزا في عدة مجالات، و«لولا أن هناك طرفا ثالثا (يقصد الولايات المتحدة) يتدخل لتقليص هذه العلاقات لكانت الأقوى والأفضل مع جيوش العالم».