أوباما يبدأ جولة داخلية لاستعادة شعبيته في مواجهة الجمهوريين

حاكم تكساس يصعد بين مرشحي الجمهوريين للسباق نحو البيت الأبيض

TT

بدأ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، الاثنين، جولة بالحافلة لمدة 3 أيام إلى ولايات الوسط والغرب الأميركي في محاولة لاستعادة شعبيته، والتواصل مع الناخب الأميركي ومواجهة الهجوم الذي يشنه المرشحون الجمهوريون لسباق الرئاسة الأميركي ضده وضد أدائه الاقتصادي.

ويواجه أوباما انخفاضا كبيرا في شعبيته بعد أسابيع من المحادثات المضنية مع الكونغرس لإبعاد شبح الإفلاس عن الاقتصاد الأميركي وعقد صفقة لتخفيض الإنفاق الحكومي ورفع سقف الاقتراض، بالإضافة إلى إعلان وكالات تصنيف الديون لخفض تقييمها للجدارة الائتمانية للولايات المتحدة لأول مرة، حيث اعتبرها المحللون ضربة موجعة للكرامة الوطنية الأميركية.

يواجه أوباما أيضا حملات هجوم ضارية من المرشحين الجمهوريين لسباق انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2012 التي تتركز على توجيه الهجوم إلى الوضع الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة والأداء السيئ لإدارة أوباما في الملف الاقتصادي.

وقد اختار الرئيس أوباما 3 ولايات الوسط والجنوب التي تشمل ولاية منيسوتا وإيوا وإلينوي. وهي نفس الولايات التي دعمت موقف أوباما في الانتخابات الرئاسية عام 2008 في مواجهه خصمه الجمهوري جون ماكين، خصوصا ولاية إيوا التي سلمت لأوباما أيضا مفتاح الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أمام منافسته هيلاري كلينتون. وهي الولايات التي استضافت منافسيه الجمهوريين الطامحين للفوز في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية في العام المقبل، وحقق خلالها مرشحون مثل ميشيل باكمان، وميت رومني، شعبية كبيرة، وشنوا هجوما كبيرا على أداء إدارة أوباما، داعين الناخبين إلى عدم إعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية.

وبدأ أوباما جولته بولاية منيسوتا ثم ولاية إيوا، حيث يسعى أوباما إلى توضيح أبعاد صفقة رفع سقف الاقتراض وتخفيض الديون مع الكونغرس دون رفع الضرائب وتأثير هذه الصفقة على حيوية برامج مثل التعليم والرعاية الصحية وكفاءة تقديم الرعاية الصحية للفقراء وكبار السن.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس أوباما يسعى إلى مناقشة الوضع الاقتصادي والتأكيد على حيوية الدور الذي تلعبه المدن الريفية الأميركية في ضمان نمو الاقتصاد الأميركي وتوفير الغذاء، واستقلالية إمدادات الطاقة. ويناقش أوباما أصحاب الأعمال الصغيرة والمنظمات المحلية والأسر الريفية في الوضع الاقتصادي والعقبات التي تواجه أعمالهم ومناقشة الأفكار والمبتكرات والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتسريع وتيرة خلق فرص عمل.

وأوضح جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن أوباما يسعى إلى بذل كل ما في وسعه لتعزيز النمو الاقتصادي واستعادة الثقة في مستقبل أميركا واستعادة الشعور بالتفاؤل في مستقبل الأجيال القادمة، وقال: «إنها إحدى مسؤوليات الرئيس أن يمضي بعض الوقت خارج واشنطن ليتحدث إلى الناخبين حول الاقتصاد وتأثيره على القرارات السياسية»، ونفى أن يكون اختيار هذه الولايات له علاقة بحملات ونفوذ الحزب الجمهوري ومرشحيه.

ويسعى أوباما من خلال هذه الجولة إلى استعادة شعبيته التي انخفضت بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، حيث ذكرت دراسة لمعهد غالوب، أمس، أن شعبية الرئيس باراك أوباما قد انخفضت إلى مستوى غير مسبوق. وأوضحت الدراسة أن 54 في المائة من الأميركيين غير راضين عن أداء أوباما مقابل تأييد 39 في المائة فقط له. وترجع أسباب انخفاض شعبية أوباما إلى الوضع الاقتصادي المتراجع واستمرار الركود الاقتصادي بعد أسابيع صاخبة من القلق داخل الأسواق الأميركية والعالمية من ضعف وتراجع الاقتصاد والأسهم الأميركية.

في الوقت نفسه، أظهرت أحدث استطلاعات الرأي لشبكة «فوكس نيوز» أن 44 في المائة من الناخبين يعارضون انتخاب أوباما لفترة ولاية ثانية ويوافق 42 في المائة على أدائه لوظيفته وإعادة انتخابه.

من جهة اخرى صعد نجم ريك بيري حاكم ولاية تكساس الذي قد يتفق عليه الجميع، في الحملة للفوز بالترشيح الجمهوري للسباق إلى البيت الأبيض، التي أصبحت محصورة على ما يبدو بين ثلاث شخصيات، هم بيري وميت رومني رجل الأعمال المعتدل وميشيل باكمان المتشددة وأبرز شخصيات حركة حزب الشاي.

ويرجح أن يشكل بيري، المحافظ من الناحيتين المالية والاجتماعية، تحديا كبيرا لكل من باكمان التي تأتي من أقصى اليمين، وحاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني، المعتدل الذي يتصدر الاستطلاعات حاليا، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

أما تيم بولنتي، الحاكم السابق لولاية مينيسوتا، فقد تخلى عن السباق الرئاسي بعد أن جاء في المرتبة الثالثة متأخرا كثيرا عن باكمان ورجل الكونغرس الليبرالي رون بول. ورغم أن الاستطلاعات غير ملزمة وغير علمية فإنها تعتبر على نطاق واسع مؤشرا على أفضل الأشخاص الذين يمكن أن يحفزوا قاعدة نشطاء الحزب والفوز في أول مجموعة من سباقات الترشح التي ستجري مطلع العام المقبل.وصرحت باكمان لبرنامج «هذا الأسبوع» على شبكة «إيه بي سي» أن تقدمها في الاستطلاعات يشكل «رسالة كبيرة إلى واشنطن»، بعثها الأميركيون الذين يشعرون بالإحباط من بطء وتيرة الانتعاش الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما.

كما ردت على الانتقادات التي تصفها بأنها متطرفة جدا، وأكدت أنها استقطبت الديمقراطيين والمستقلين «لأنني أتحدث عما يهم الناس فعلا، ألا وهو إنعاش الاقتصاد وخلق الوظائف».

إلا أن بيري الذي أعلن ترشيحه أثناء إجراء الاستطلاعات في ولاية أيوا، بإمكانه تحدي أوباما في إحدى نقاط ضعفه وهي خلق الوظائف، حيث إن ولاية تكساس التي هو حاكمها قادت البلاد في خلق الوظائف رغم التباطؤ الاقتصادي.