«أبناء مبارك».. شباب يناصرونه في الضراء

ينظمون رحلات لحضور محاكمته ويحاولون إعادة اسمه لمحطة المترو

مصريون موالون للرئيس السابق حسني مبارك يحملون صوره ويطلقون الشعارات المؤيدة له خارج محكمة الجنايات بالقاهرة الجديدة أمس (إ.ب.أ)
TT

بترقب شديد وبذهول بالغ، تتابع سارة شاهناز، (26 عاما)، محاكمة الرئيس المصري السابق، فبالنسبة لها مبارك ليس رئيسا سابقا يقف في قفص الاتهام بل هو أب ومثل يحتذى به، فسارة التي تعمل موظفة تنفيذية في أحد فنادق شرم الشيخ، المدينة التي قضى فيها مبارك قرابة الستة أشهر قبل ترحيله للمحاكمة في القاهرة ترى أن ما يحدث هو محض هراء وأن مبارك بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وهو ما يختلف مع العديد من المصريين الذين يشاهدون المحاكمة بغبطة وسعادة شديدتين.

اللافت أن هناك المئات من مناصري مبارك الذين ينشطون ويدافعون عن مواقفه وسياساته، وكأنه لم يرحل بعد، على الرغم من مرور ستة أشهر على تخليه عن السلطة وما تبعه من انكشاف مئات من قضايا الفساد التي تورط فيها هو وأبناؤه وكبار رموز نظامه.

فعلى شبكة التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك»، التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة ضد مبارك، تنشط مجموعتان تناصران مبارك بشراسة، أولاهما مجموعة «إحنا آسفين يا ريس» التي دأبت على تنظيم مظاهرات مؤيدة له، لم تشهد حضورا كبيرا في ميدان مصطفى محمود، والثانية وهي الأكثر نشاطا الآن تحت اسم «ثورة غضب أبناء مبارك» التي تضم 11 ألف عضو وتطالب بإلغاء محاكمة الرئيس مبارك والإفراج عنه ورجوع اسمه على محطة مترو الإنفاق وجميع مؤسسات الدولة، وكذلك الدعوة إلى تكريمه رسميا من قبل القوات المسلحة.

المثير أن أبناء مبارك حاولوا في منتصف الأسبوع الماضي إرجاع اسمه لمحطة مترو الأنفاق التي تحمل اسمه في قلب العاصمة المصرية، حيث شطب أنصاره على كلمة «الشهداء» وهو الاسم الجديد للمحطة كاتبين بطريقة بارزة «مبارك»، وهو ما فعله عشرات غيرهم على مئات من الرسومات المناوئة لمبارك على جدران القاهرة.

وحرصت سارة برفقة زملاء لها من أبناء مبارك على السؤال عنه باستمرار، وقامت لمرات عدة بإرسال باقات الورود له، ذلك أن الزيارة لأبيها - على حد قولها - كانت صعبة بسبب حالته الصحية المتدهورة. لكنها قالت والدموع تملأ عينيها «لا أستطيع أن أنتقل إلى القاهرة لحضور جلسات المحاكمة، لكنني أتابعها كما لو كنت هناك»، لكن مجموعة «أبناء مبارك» حرصت على توفير أتوبيسات لتقل «أبناء مبارك» إلى مكان الجلسة على مرحلتين مجانا. وهم يتجمعون بشكل كبير أمام أكاديمية الشرطة حيث تعقد المحاكمة، رافعين لوحات تحمل صورة مبارك ومرددين شعارات مناصرة له، وهو ما يستفز أهالي الشهداء ومناهضي مبارك ويحول الأمر كله لساحة عراك.

ولا تعتقد سارة أن المحاكمة عادلة، ليس بسبب القضاء فهي تثق في عدالة القضاء المصري المشهود له بالنزاهة، لكنها فسرت قائلة «الوضع كله مش سليم»، ثم تابعت قائلة «هناك حالة تشف غريبة من الشعب المصري في رئيسه السابق».. ثم قالت بصوت يملؤه الشجن «لقد جاءوا به للمحكمة على سريره، أي ظلم هذا الذي يحدث لرجل خدم بلاده».

وتقول أمنية محمود، (35 عاما)، إنها ضد الإساءة إلى تاريخ مصر عامة وليس لمبارك فقط، حيث قالت لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر بضيق، تذكروا عزيز قوم ذل، فنحن بعيدون كل البعد عن الدين»، ثم أضافت: «مبارك رجل وقائد له إنجازات ولا يقارن بقادة آخرين استخدموا الجيوش ضد شعوبهم». «أنا مع فكرة المحاكمة السياسية، ولكني لست مع المحاكمة الجنائية، يمكننا أن نسأله ماذا فعل في ملفات سياسية معينة كالزراعة والصناعة والتعليم، ولكن لا يعقل أن نسأله عن أشياء جنائية غير واضحة الملامح»، ثم تابعت بصوت قوي يغلب عليه الثقة «التاريخ سيثبت أن مبارك لم يخطئ كما يتم تشويهه الآن».

وعلى صفحة «أبناء مبارك» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وبعد دقائق من انتهاء الجلسة الثانية من المحاكمة كتب أحد «أبناء مبارك» قائلا «ولا يوم من أيامك يا ريس ربنا ينصرك»، لكن أخرى ردت عليه على «تويتر» كاتبة «محاكمة مبارك تجعلني أشعر أن دماء أخي الشهيد لم تضيع هباء».