«المستقبل» يرد على وصف حزب الله له بأنه «ميليشيا»: كفاكم حفرا للحفرة التي أنتم فيها

فتفت لـ «الشرق الأوسط»: كلام قاسم «وقاحة ما بعدها وقاحة»

TT

لاقت مواقف نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، لناحية اعتباره أن «حزب المستقبل اليوم هو ميليشيا بكل ما للكلمة من معنى» ردودا بالجملة من قبل كتلة المستقبل مجتمعة، وبالمفرق من نوابها، الذين شنوا هجوما معاكسا على حزب الله، معتبرين أن ما جاء على لسان قاسم في معرض شرحه لـ«الميليشيا» هو «ما ينطبق تماما على حزب الله».

في هذا الإطار، وصف النائب عن تيار المستقبل، أحمد فتفت، كلام قاسم، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «وقاحة ما بعدها وقاحة، على قاعدة (إن لم تستحِ فاصنع ما شئت)»، معتبرا أن هذا الخطاب «يأتي في الوقت الذي يشعر فيه حزب الله بأنه في ورطة؛ لذلك فهو يوزع الاتهامات يمينا ويسارا». وأشار إلى أن «هذه الاتهامات توحي وكأن حزب الله بصدد التحضير لعمل أمني ويقدم تمهيدات له؛ لأنه يدرك جيدا أنه لا سلاح لدينا ولا نؤمن باستخدامه وليس هذا أسلوبنا في التعاطي».

وأعرب فتفت عن اعتقاده أن «هذه الاتهامات نتيجة لحشرة حزب الله بموضوع المحكمة الدولية وأوضاع سوريا، وهم بالتالي يحتاجون لتوجيه الأنظار بعيدا عنهم باتجاه آخر». وأبدى خشيته «من أن يكون هذا الكلام مقدمة لعمل أمني خطير يتم تحضيره للبلد؛ لأننا سبق أن سمعنا هذا الخطاب قبل أحداث 7 مايو (أيار)».

كان قاسم قد وصف تيار المستقبل، خلال إفطار في بعلبك، أول من أمس، بأنه «ميليشيا»، وقال: «الميليشيا هي التي تحمل السلاح وتخرج إلى الشوارع، وهم فعلوا ذلك في طرابلس وبيروت وطريق الجديدة وأماكن مختلفة، والميليشيا هي التي تخرب عندما لا تكون قرارات الدولة أو مساراتها على خاطرهم، وهم فعلوا ذلك في مواقع مختلفة، والميليشيا هي التي تشوش فترفض الحكومة رئيسا وأعضاء قبل بيانها الوزاري ومن دون أن تعرف سياساتها؛ لأنها لا تريد أحدا أن يحكم غيرها، وإنما تريد أن تستخدم قوتها لتفرض سيطرتها وأن تكون هي الحكومة غصبا عن الجميع ومخالفة للقوانين، وهم مارسوا هذا الأمر».

وأضاف قاسم: «الميليشيا هي التي تخالف القوانين وتخفي أموال الدولة، وتخفي 11 مليار دولار دون معرفة تفاصيل صرفها، وتستخدم ميناء سوليدير لأغراض التسليح ضد سوريا، هذه هي الميليشيا»، متسائلا: «هل تريدون الدولة أم السيطرة كيفما كانت؟ ما بالهم إن حكموا سكتوا وإن خرجوا فجروا! وهذا يعني أنهم لا يريدون بناء لبنان ومشروع العبور إلى الدولة، الذي رفعوه سابقا، استطاعوا ترجمته بدقة بأنهم عبروا بالدولة، هذا هو مشروعهم وليس مشروع إقامة الدولة».

وفي ردود على كلام قاسم، رأت كتلة المستقبل النيابية أن كلام قاسم «ليس إلا محاولة فاشلة وبائسة لاتهام الآخرين بما هو فيه، وهو دليل إضافي للقدرة على التمادي في الرعونة الإعلامية والسياسية»، منبهة «الحزب والرأي العام إلى أن هذه المحاولات لم تعد تنطلي على أحد، فالقاعدة تقول إن من يجد نفسه في الحفرة يجب ألا يستمر بالحفر؛ لذا كفاكم حفرا للحفرة التي أنتم فيها». ورأت أن «هذه الاتهامات الباطلة هي محاولة مكشوفة من حزب السلاح، ظنا منه أنها قد تؤدي إلى تخفيض الضغط الإعلامي والسياسي عن الحزب الذي أصبح في دائرة القرار الاتهامي».