سيناتور يدعو لحجب المساعدات عن 3 وحدات قتالية إسرائيلية مختارة تقمع الفلسطينيين

مشاة البحرية الأميركية يتدربون في إسرائيل على حرب المدن

TT

في وقت كشف فيه النقاب عن قيام مشاة البحرية الأميركية (مارينز) بالتدرب في إسرائيل على حرب المدن، تحت إشراف وحدات قتالية خاصة في الجيش الإسرائيلي، وذلك بهدف «اكتساب خبرة تعينهم في الحرب في أفغانستان»، كشفت مصادر سياسية إسرائيلية، أمس، أن السناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ، باتريك ليهي، المعروف بدفاعه عن حقوق الإنسان، يدير حملة في الكونغرس لمعاقبة ثلاث وحدات قتالية مختارة في الجيش الإسرائيلي، جراء قمعها للفلسطينيين.

وقالت صحيفة «هآرتس»، التي أوردت هذا النبأ، إن ليهي يريد معاقبة وحدة الكوماندوز في سلاح البحرية المعروف باسم «شايتيت 13» التي هاجمت سفينة «مرمرة» وقتلت تسعة مدنيين أتراكا شاركوا في أسطول الحرية في مايو (أيار) 2010، ووحدة دوفدوفان المعروفة بالمستعربين، ووحدة «شلداغ» الجوية، لأنها جميعا تدير حربا ضد المدنيين الفلسطينيين في المناطق المحتلة. وهو يطالب بأن تحرم هذه الوحدات من الدعم الأميركي العسكري لإسرائيل وأن يحظر على أفرادها دخول الولايات المتحدة أو التدرب المشترك مع قوات أميركية.

والسناتور ليهي معروف بالمعارك التي يخوضها في الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، خلال 35 سنة من عضويته في مجلس الشيوخ الأميركي. ومن المعارك الشهيرة التي خاضها السعي لإغلاق معسكر الاعتقال الأميركي في غوانتانامو، وحجب مساعدات عن الجيش الباكستاني والمصري والأردني بسبب اتهامات شبيهة. وخلال الحرب العدوانية على قطاع غزة استقبل في بيته عددا من المتظاهرين الأميركيين الذين احتجوا على قصف المدنيين.

واعتبرت حملته في إسرائيل «ضربة قاسية». وقال مسؤول سياسي إسرائيلي للصحيفة إن «هذه خطوة شاذة تجاه إسرائيل في الكونغرس الذي يعتبر معقلا لأصدقاء إسرائيل، ولكنها تدل أيضا على تغيير جدي في الشارع الأميركي تجاه إسرائيل». وأضاف: «هذا التغيير ليس ملموسا في القضايا الكبرى حتى الآن، ولكنه نهج واضح. يسير ببطء ولكن إلى الأمام».

وأكدت الصحيفة أن مبادرة ليهي تتقدم رويدا رويدا منذ عدة شهور. وقد انتبهت إليها السفارة الإسرائيلية في واشنطن وبدأت في العمل على إفشالها بواسطة نواب آخرين. وعندما وصل إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، إلى واشنطن في الشهر الماضي، اجتمع مع ليهي الذي يعرفه منذ أن شغل منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. وحاول إقناعه بالتراجع عن هذه المبادرة، قائلا إن جهاز القضاء في إسرائيل يعتبر رقيبا وحسيبا قاسيا على ممارسات الجيش، وإن الفلسطينيين يستطيعون التوجه دائما إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية ضد هذه الممارسات، وهو أمر لا يوجد مثيل له حتى في الولايات المتحدة. ولكن ليهي رفض التعهد بالتراجع وقال إنه ينزعج من هدر حقوق الإنسان في أي مكان في العالم ويتعامل في الموضوع بمساواة. وأكد أنه يعتبر نفسه صديقا حميما لإسرائيل ويؤيد حقها في الدفاع عن نفسها، ولكن ليس بهدر حقوق الإنسان.

وكانت «القناة العاشرة»، وهي قناة تلفزيونية إسرائيلية تجارية ومستقلة، قد عرضت الليلة قبل الماضية تقريرا مصورا لجنود المارينز خلال تدريباتهم في إسرائيل على حرب المدن. وبدا أن الكشف عن هذه التدريبات تم بمبادرة أو موافقة الطرفين، إذ تعاونا مع المراسل العسكري للقناة ووصفا له أهداف تدريباتهم ودوافعها بالتفصيل.

وتجري التدريبات في قاعدة «تسئيليم» في منطقة النقب الصحراوية جنوب إسرائيل، وهي منطقة حارة تشبه حالة الطقس فيها الأحوال في مناطق القتال في أفغانستان. وقال ضابط المارينز روبرت هندبيرغ إن التدريبات تتركز بالأساس على القتال في مناطق مأهولة بالسكان.