في إطار مساعيه الهادفة لتأمين تأييد واسع من مختلف دول العالم بشأن «طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين» في مجلس الأمن، لانتزاع الاعتراف بدولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، حط الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) رحاله أمس في بيروت قادما من البوسنة والهرسك، طلبا لدعم لبنان الذي يرأس مجلس الأمن في سبتمبر (أيلول) المقبل لينهي بذلك السنتين المتتاليتين اللتين مثل فيهما المجموعة العربية في المجلس. ويتوقع أن يحيل عباس طلب العضوية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد في سبتمبر (أيلول) المقبل، لا سيما مع صعوبة طرحه في مجلس الأمن حيث ستكون الولايات المتحدة جاهزة لاستخدام حق النقض «الفيتو» في ظل تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن قبول الأمم المتحدة طلب فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الدولية من شأنه أن يعطل احتمال التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين.
وبعيدا عن هذا المسعى، تكتسب زيارة أبو مازن إلى لبنان أهمية واسعة، علما بأنها ليست الأولى في عهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كونها تتزامن مع اعتراف لبنان أخيرا بدولة فلسطين بعدما كان قد أقر في عام 2008 «رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين من منظمة أو ممثلية التحرير الفلسطينية. ويرفع أبو مازن بعد ظهر اليوم العلم الفلسطيني على مبنى السفارة تنفيذا للقرار الوزاري علما بأن لبنان يعد الدولة العربية الأخيرة بعد سوريا التي تعترف بدولة فلسطين رسميا.
ويعقد أبو مازن اليوم سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين والقيادات الفلسطينية على أن يشارك في إفطار يقيمه على شرفه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وشدد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات على أهمية هذه الزيارة، مشيرا إلى أنها «تصادف مرحلة حرجة ودقيقة تمر فيها المنطقة والقضية الفلسطينية خاصة على أبواب استحقاق الذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية والسعي لحشد الدعم والتأييد الدولي لتمرير الطلب الفلسطيني». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، اعتبر أبو العردات أن «كون لبنان رئيسا لمجلس الأمن سيسهل الأمور خاصة أنه يدعم القضية الفلسطينية حتى النهاية»، وأضاف «الزيارة تصب في خانة تنسيق المواقف بين البلدين وتعزيز العلاقات بما يخدم مصالح الدولتين»، مشددا على أن «اعتراف لبنان بالدولة الفلسطينية لا يلغي دور الأونروا وواجباتها تجاه اللاجئين كما لا يؤثر لا من قريب أو من بعيد على تمسك اللاجئين بحق العودة إلى أرضهم».
ومن المتوقع أن يطرح عباس مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته الرسمية مسألة المخيمات الفلسطينية واللاجئين في لبنان، ويطالب بمعاملتهم كلاجئين مؤقتين سيعودون إلى ديارهم فور تطبيق القرارات الدولية بما فيها حق العودة. وأفادت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع لـ «الشرق الأوسط»، أنه «سيتم استعراض الوضع الفلسطيني في لبنان من كافة جوانبه انطلاقا من الورقة المشتركة التي سبق ورفعها وفد مشترك من فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية إلى رئيس الحكومة اللبنانية دولة الرئيس نجيب ميقاتي.