بن حاج لـ «الشرق الأوسط»: الأمن الجزائري وعدني بالحقيقة حول مقتل ابني

القيادي في «جبهة الإنقاذ» المحظورة: ما دمت لم أر جثته بعيني فالأمر مجرد كلام صحف

TT

قال علي بن حاج، الرجل الثاني في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الجزائرية المحظورة، إن أجهزة الأمن وعدته، أمس، بإعطائه الخبر اليقين بخصوص مصير نجله عبد القهار بن حاج، الذي كتبت الصحافة بأن مصالح الأمن قتلته في وقت كان يستعد فيه لتنفيذ عملية تفجيرية. أما تنظيم القاعدة الذي انتمى إليه، فقال بأنه فجر نفسه حتى لا يأخذه الأمن حيا.

وذكر بن حاج، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أمس، أن عقيد الدرك الوطني في منطقة الثنية (50 كلم شرق العاصمة)، حيث يشاع أن عبد القهار قتل: «أبلغني أمس (أول من أمس) أنه سيوافيني اليوم (أمس) بالمعلومات الصحيحة بشأن مقتل ابني من عدمه». وذكر بأن الضابط استقبله في مكتبه رفقة شقيقه ومرافقه عبد الحميد، قبل 3 أيام «وأكد لي أن التحريات جارية للتأكد مما إذا كان ابني قتل».

وكتبت صحف محلية ووكالات أنباء أجنبية في 28 من الشهر الماضي، أن عبد القهار بن حاج واثنين من رفاقه من أعضاء الجماعات المسلحة، قتلتهم قوات الأمن في مدينة الثنية. وكانوا داخل سيارة متجهين إلى العاصمة لتنفيذ عملية انتحارية، حسب المصادر الصحافية التي قالت أيضا إن مصالح الأمن تأكدت من هوية عبد القهار (23 سنة)، بفضل تجارب الحمض النووي.

وأوضح بن حاج أثناء الاتصال الهاتفي، أنه توجه إلى مركز الشرطة القريب من بيته في الضاحية الجنوبية للعاصمة، للاستعلام حول مصير ابنه بعد نشر خبر مقتله، «ولكن ضباط الشرطة أكدوا لي أنهم لم يبلغوا بأي شيء بخصوص الحادثة المزعومة، وبعد أيام تنقلت بنفسي إلى محكمة بومرداس (تتبع لها الثنية إداريا) فقال وكيل الجمهورية (قاض) بأن ليس هناك شيء رسمي بحوزته حول مصرع ابني، ثم تنقلت إلى فرقة الدرك بالثنية لذات الغرض فتلقيت نفس الجواب».

وأفاد بن حاج بأنه «لا يصدق الرواية الأمنية التي تنشرها الصحافة المحلية والأجنبية حول مقتل ابني، وما دمت لم أر جثته بعيني فهو مجر كلام صحف فقط». وأضاف: «عندما أتسلم الجثة حينها أعرف هل فجر نفسه فعلا أم هم الذين فجروه. وكيف عرفوا أنه كان متجها إلى العاصمة ليفجر نفسه؟ هل حققوا معه بعد وفاته؟.. ليس سهلا أن أصدق شيئا كهذا وأبتلعه دون مناقشة».

وتستبعد مصادر على صلة بالقضية، تسليم الجثة لابن حاج لأنها تكون قد تحولت إلى أشلاء في حال فجر نفسه.

وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مطلع الشهر، في بيان، أن عبد القهار الملقب بـ«معاوية» وشاب آخر يلقب بـ«أبو نسيبة»، فجرا نفسيهما عندما اعترض رجال الأمن طريقهما. والتحق عبد القهار بالعمل المسلح عام 2006.

يشار إلى أن علي بن حاج (57 سنة)، دخل السجن في 1991 وعمر عبد القهار آنذاك عام ونصف العام. وخرج منه في 2003 ثم عاد إليه في 2005 ليمكث فيه 8 أشهر. وصرح القيادي الإسلامي للصحافة أن الملاحقات الأمنية ضده أحد أسباب انضمام ابنه إلى الجماعات المسلحة.