مسؤول كردي لـ «الشرق الأوسط» : قوات البيشمركة لم تدخل بعد جلولاء والسعدية

تشكيل قوات «دفاع شعبي» في المنطقتين

TT

كشف المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس إقليم كردستان أن قوات البيشمركة لم تدخل بعد إلى المناطق المتأزمة في حدود قضاء خانقين (جلولاء والسعدية)، «وأن ما جرى هو وضع قوات اللواء الثالث الموجود منذ فترة بالمناطق المتنازع عليها في حالة الإنذار القصوى، وأن قيادة البيشمركة حركت اللواء الثاني باتجاه المنطقة لتعزيز قدرات ذلك اللواء المستقر هناك، وما عدا ذلك لم تدخل أي قوات من البيشمركة إلى تلك المنطقة بعد».

وقال اللواء جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط»: «عقدنا أمس الثلاثاء اجتماعا مشتركا في قاعدة الحرية بمدينة كركوك للجنة الوزارية الصغرى التي تضم قائد القوات البرية العراقية الفريق أول الركن علي غيدان وحسين العوادي قائد الشرطة العراقية وأنا والفريق نوشيروان من وزارة البيشمركة وممثلا عن السفير الأميركي في بغداد للتباحث حول التطورات الميدانية في منطقة جلولاء والسعدية، وأبلغنا الحاضرين مخاوفنا الشديدة من اتساع الهجمة الإرهابية التي تستهدف المكون الكردي في تلك المنطقة، وقدمنا قائمة بأسماء أكثر من خمسمائة قتيل وقعوا ضحايا لتلك الهجمات غير المسبوقة منذ عدة سنوات في المناطق المتنازع عليها، وبينا لهم أن أعداد الضحايا وخصوصا من الكرد قد فاق بأضعاف مضاعفة عدد ضحايا التفجيرات الإرهابية، وقدمنا تقريرا باسم الجانب الكردي إلى قادة العراق العسكريين وممثلي السفارة الأميركية أكدنا فيه أن الوضع أصبح خطيرا جدا وأنه لم يعد قابلا للتحمل، خصوصا مع استمرار الحملة الإرهابية ضد السكان الكرد التي تستهدف قتلهم وذبحهم، وحددنا في تقريرنا عدة مطالب أساسية لحل المشكلة، منها استحصال موافقة الجهات العليا على مشاركة ألوية البيشمركة في عمليات الحماية الأمنية بالمنطقة لوقف التدهور الأمني المستمر هناك، وشددنا على ضرورة أن تكون جميع العمليات والدوريات الأمنية في المنطقة مشتركة وليس انفراديا، وطالبنا بإعادة العائلات المهجرة من تلك المناطق إلى ديارهم وتقديم التعويضات العادلة عن الخسائر الناجمة عن نزوحهم، وكذلك تعويض عائلات ضحايا القتل، وتشكيل لجنة لمتابعة الوضع ميدانيا وبشكل يومي، وإبلاغ اللجنة الوزارية العليا بعقد اجتماع عاجل لاتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة تلك الحملة الإرهابية التي تستهدف أكراد المنطقة».

ووجّه أمين عام وزارة البيشمركة والمتحدث الرسمي باسمها انتقادات شديدة إلى الحكومة الاتحادية العراقية لانتهاكها نصوص الاتفاقات المشتركة بين قيادة قوات البيشمركة والقيادة العسكرية العراقية والقوات الأميركية في ما يتعلق بأمن المناطق المعروفة بـ«الأمن المشترك» في محافظات الموصل وكركوك وديالى التي تعتبر من المناطق المتنازع عليها». وأضاف: «دون الالتفات إلى تلك الاتفاقيات المشتركة وبقرار انفرادي ودون علم اللجنتين الوزاريتين العليا والصغرى أرسلت الحكومة العراقية اللواء الرابع من الفرقة الأولى إلى المنطقة، إضافة إلى تحريك ثلاثة أفواج أخرى من الفرقة الخامسة إلى منطقة السعدية دون استحصال موافقة الأطراف الأخرى حسب الاتفاقيات الموقعة». وأشار متحدث البيشمركة إلى أن «إرسال ونشر تلك القوات العسكرية العراقية في المنطقة يثير قلق ومخاوف العائلات الكردية القاطنة هناك، لأن جميع العمليات الإرهابية من القتل والتهجير تحدث في حدود سيطرة هذه القوات العسكرية العراقية ضد السكان المدنيين».

وعلى الصعيد ذاته أعلن في المنطقة عن تشكيل حركة جماهيرية شعبية تطلق على نفسها اسم «القوة المتطوعة للدفاع عن كردستان»، وأصدرت بيانا موجها إلى شعب كردستان وكل الأحزاب السياسية الكردستانية والعراقية وجميع منظمات المجتمع المدني العاملة في العراق تطالب فيها بمساندة قضيتهم من أجل حماية حقوق المواطنين الكرد في «كركوك وجلولاء وقزربات (السعدية) وقرتبة وتوزخوماتو ومندلي». وأعلنت الحركة عن فتحها باب التطوع لجميع أبناء كردستان للدفاع عن تلك المناطق جنبا إلى جنب مع قوات البيشمركة الموجودة هناك، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية».