أسماء قيادات متشددة في أوروبا في قائمة البريد الإلكتروني لمنفذ هجومي النرويج

ضمنها شخصيات معروفة بكراهيتها للإسلام

TT

عثر على أسماء عدد من الشخصيات اليمينية المتشددة في أوروبا، في قائمة البريد الإلكتروني لمنفذ هجومي النرويج، واللذين أوديا بحياة العشرات، ومن بين الأسماء التي عثر عليها أعضاء برلمانيون من اليمين المتشدد في بلجيكا، فلامز بلانغ، ومنهم البرلماني كريس يانسن وتانجون فايس. وقال بيان صدر عما يعرف باسم جبهة المعارضة للفاشية، ونشرته وسائل الإعلام في بروكسل عاصمة بلجيكا، إن هناك شخصية فنلندية معروفة بكراهيتها للإسلام وأيضا هناك زعيم جماعة حالقي الرؤوس في كل من باريس وروما، وهي جماعات معروفة بمواقفها المناهضة للأجانب.

وفي لاهاي، قالت وسائل الإعلام إن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا التزم الصمت حتى الآن، رغم إلحاح المعارضة على الحصول على جوابه، ردا على وصف زعيم اليمين المتشدد خيرت فيلدرز المساجد بأنها «قصور الكراهية». وقالت صحيفة «تراو» اليومية الهولندية، إن روتا الذي ذهب في عطلة، نأى بنفسه عن النقاش المضطرب حول إثارة الكراهية، والذي اندلع بعد الهجمات في النرويج. وبقي روتا بعيدا عن الأنظار رغم الدعوات من بعض أحزاب المعارضة له من أجل التعليق على ملاحظات فيلدرز الجدية اللاذعة. وفي نفس الإطار نقلت صحيفة «دي فولكس كرانت» الهولندية عن وسائل الإعلام التركية اعتبارها أن ما حدث في النرويج يؤكد تزايد عقدة الخوف من الإسلام أو الإسلام فوبيا. وقالت إن المحللين الصحافيين الأتراك اتهموا الأحزاب المعادية للهجرة ومنها حزب الحرية الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز بإثارة المشاعر المعادية للمسلمين، كما انتقدوا السياسيين الأوروبيين الذين لا يفعلون شيئا لضبط جماعات اليمين المتطرف. وقالت الصحيفة إن استطلاعا للرأي أظهر أن 70 في المائة من الأتراك يعتبرون أن أوروبا قد أصبحت معادية للمسلمين.

وسبق أن قال الدكتور أسامة شريبي، مدير مركز الاقتصاد التنموي لأفريقيا ومقره الولايات المتحدة الأميركية، إن ما جرى في أوسلو وقيام متطرف يميني بقتل أكثر من سبعين مواطنا نرويجيا، له علاقة مباشرة بما يكتبه ويقوله السياسي الهولندي المثير للجدل خيرت فيلدرز عن الإسلام والمسلمين. وخلال تصريح لإذاعة هولندا العالمية، أضاف الدكتور شريبي الذي سبق وأن مثل الحزب الشعب الليبرالي (يمين) في البرلمان الهولندي ما بين 1994 و2002، أن النقاش العام حول الإسلام في هولندا تغير كثيرا. وتوجهت أنظار معظم الصحف الهولندية إلى خيرت فيلدرز الذي كان محط إعجاب القاتل النرويجي. وقال البعض، إن رئيس حزب الحرية غير مسؤول عن المأساة النرويجية، ولكن ينبغي أن يكون واضحا للعيان الآن ما فعله بالضبط في نضاله ضد الإسلام. وأشار البعض الآخر إلى أن السياسيين في لاهاي لا يريدون أن يحرقوا أصابعهم بالسؤال عما إذا كان فيلدرز قد لعب بالنار، وذلك باستعماله لهجة قاسية حيال أسلمة مزعومة لأوروبا. في وقت بدأت جميع المنتديات على الإنترنت تشير إلى إعجاب مطلق النار النرويجي بفيلدرز. مع ذلك قرر النواب من جميع الأحزاب تجنيب فيلدرز من هذه الرياح. وقالت صحف هولندية إنه من غير المؤكد أن يخفف فيلدرز من لهجته القاسية بسبب ما حدث. ولن يقبل أن يغلق فمه بسبب أعمال شخص أحمق في النرويج. وتساءلت عما إذا كان على حزب الحرية أن يستخلص شيئا مما حصل. وقالت ليس صحيحا اتهام فيلدرز، ولكن يعتبر البعض أنه يتوجب عليه تحديدا أن يوضح لماذا أفكار النرويجي برييفيك ليست أفكاره هو. صحيفة «دي بيرس» نشرت مقالا مطولا طالب كاتبه فيلدرز بأن يوضح موقفه.

واستشهد الكاتب بعبارات قالها خيرت فيلدرز، وأعضاء آخرون في حزبه، واصفا إياها بأنها «خطابات حربية» ضد الإسلام، وضد النخبة اليسارية المتهمة بالتعاطف مع المسلمين، لا تختلف في جوهرها عن الخطاب الذي برر به القاتل النرويجي فعلته.

وكان الجاني أندرس برييفيك الذي قدم نفسه على أنه مشارك في حملة صليبية ضد ما سماه بالغزو الإسلامي لأوروبا قد خضع لجلسة تحقيق جديدة من طرف الشرطة النرويجية وشارك في إعادة تمثيل ارتكاب الجريمة. الشرطة أعلنت عزمها على القيام بفحص القدرات العقلية للمتهم، وأنها ستقدم التقرير الطبي لاحقا. برييفيك مسؤول عن مقتل تسعة وستين شخصا غالبيتهم الساحقة من الشبان، قتلوا في إطلاق النار الذي حصل في جزيرة أوتوياه، إضافة إلى ثمانية أشخاص قضوا في اعتداء بالسيارة المفخخة قرب مقر الحكومة. رئيس الحكومة ينس ستولتنبرغ أكد خلال مراسم تأبين أعضاء الحزب الذين سقطوا في الهجومين. إن ما حدث يمثل اعتداء على الديمقراطية في النرويج.