صحافيون وسينمائيون سوريون يوثقون سرا الانتفاضة بدلا عن الإعلام الممنوع من التغطية

أطلقوا مؤسسة «الشارع للإعلام» ويبيعون شرائطهم لقنوات إعلامية

TT

بكثير من الحذر والجرأة تواظب مجموعة من الصحافيين والسينمائيين المستقلين السوريين، على توثيق أحداث الثورة السورية بكل دقائقها عبر أفلام وشرائط توثيقية معدة لتعرض على شاشات فضائية عربية وأجنبية، في ظل غياب الوسائل الإعلامية وعدم قدرتها على التغطية الميدانية للثورة السورية بعد منعها من قبل السلطات الرسمية. يعمل هؤلاء الصحافيون الذين جمد عملهم داخل الصحف والوسائل الإعلامية، التي كانوا يعملون بها بهدف تضييق الخناق عليهم وإسكاتهم ومنعهم من نقل الخبر والصورة الحقيقية لما يجري في الشارع السوري، على نقل واقع الحدث السوري بصورة «غير ملتبسة»، ويدينون قوات الأمن السورية عبر الصوت والصورة وبمقاطع فيديو «احترافية» وغير مختزلة، تنقل أعمال العنف والقتل والذبح والتعذيب التي يمارسها الجنود السوريون بحق الشعب والمواطنين العزل. يقدم الفريق بمتابعة احترافية على تصوير مشاهد من الشوارع والأحياء التي تنطلق فيها المظاهرات الحاشدة ضد نظام بشار الأسد، وعلى توثيق مواقع القصف والتدمير بصورة نقية وواضحة كي «لا يقال إن الأحداث مفبركة» كما أكد لـ«الشرق الأوسط» أحد الصحافيين الذي رفض ذكر اسمه لدواع أمنية ولسرية العمل. المؤسسة سموها «الشارع للإعلام»، مبررين وجودهم كبديل عن الإعلام «الممنوع» من التغطية. وتعمل بشكل دائم على الرغم من كل العقبات التي يواجهها فريق العمل من المصورين الميدانيين إلى المعلقين والصحافيين والمنسقين ويبلغ عددهم 10 أشخاص، ومؤسستهم التي لا مكان «محدد» لها - كما أكد لنا الشاب - «غير ربحية»، تبيع أعمالها إلى كل من «العربية» و«الجزيرة» و«فرانس 24»، وتعمد إلى تمويل نفسها من عائدات البيع والباقي يقدم إلى الأهالي المنكوبين من جراء العنف والتدمير. ويعتبر الشاب العشريني الذي يعمل صحافيا أن «كاميرات الهاتف الجوال لا تكفي وحدها، لتقديم صورة واضحة عن الأحداث التي يشهدها الشارع السوري، منذ 15 مارس (آذار) 2011 حتى اللحظة. لذلك، قررت مجموعة من السينمائيين والصحافيين السوريين العمل في الشوارع السورية لتقديم مواد إعلامية تبين للعالم كل مواقف صناع الأحداث، عبر مقابلات مصورة، وكيف تصنع الأحداث من خلال أفلام ليوميات الشوارع السورية الآن»، مشيرا إلى أن «ما أنجز حتى الآن تصوير أكثر من 30 مقابلة مع رموز المعارضة السورية، كرياض سيف، وهيثم المالح، وسهير الأتاسي، وعلي العبد الله، ومشعل تمو، وفداء حوراني، ومنتهى الأطرش... ومقابلات مع ناشطين شباب من كافة تنسيقيات الثورة السورية». ويضيف: «كما أنجزنا فيلما يتحدث عن كيفية صناعة الجمعة في مدينة حماه مدته 23 دقيقة، وفيلما آخر عن مجزرتي 1982 و3 - 6 - 2011 في حماه، وعلاقتهما بالمدينة والأحداث الحالية، مدته 27 دقيقة، وفيلما قصيرا عن علاقة المتظاهرين في منطقة القابون في ريف دمشق، مع رصاص رجال الشرطة والأمن، وفيلم (آزادي) عن علاقة الأكراد في سوريا بالأحداث». وتقوم المجموعة أيضا بإنتاج عمل برنامج «حوارات من الساحة السورية» الذي يعرض على قناة «العربية». وأكد لنا الشاب أنهم سيطلقون موقعا إلكترونيا في الأيام القليلة المقبلة وسيصدرون جريدة باسم «الشارع» ويجري العمل على اختيار «اللوغو» ووضع بعض اللمسات الأخيرة. وهم يعملون حاليا على فيلمين عن مدينة حمص ومحيطها، فيهما مشاهد من جنازات وقتل الناس وشهادات لأناس عانوا من دوامة العنف العسكرية وشهادات لأناس قطعت أعضاؤهم.