وكالة «وفا» تتهم حماس بقمع مظاهرات تضامنية مع السوريين واللاجئين

«الرمل» مخيم غير رسمي يضم 11 ألف لاجئ معظمهم من حيفا ومحيطها

قناص يعتلي مبنى في حمص أمس
TT

هاجمت القوات السورية على مدار اليومين الماضيين مخيم الرمل الفلسطيني الواقع في حي الرمل الفقير جنوب مدينة اللاذقية في سوريا. وأدانت منظمة التحرير الفلسطينية بشدة اقتحام القوات السورية مخيم الرمل وقصفه وتهجير عدد من سكانه، بينما منعت حركة حماس التي يقيم معظم أعضاء مكتبها السياسي بمن فيهم رئيس المكتب خالد مشعل، في العاصمة السورية دمشق، متضامنين مع الشعب السوري، من التظاهر في غزة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» التي أوردت النبأ إن الشرطة في غزة اعتقلت مساء أول من أمس مجموعة من الشبان الذين تجمعوا في «مظاهرة تضامنية مع الشعب السوري والمخيمات الفلسطينية التي تتعرض لحملة عدوانية من نظام بشار الأسد». ونقلت «وفا»، عن شهود عيان، القول إن أفرادا من أمن حماس كانوا موجودين في ساحة الجندي المجهول في غزة واعتقلوا 10 شبان على الأقل عُرف منهم عرفات الحاج، محمد صيام، محمد إسماعيل، فادي الشافعي، وخليل الوزير.

ونقلت «وفا» عن بعض المعتقلين أنهم تعرضوا للضرب والإهانة، ووُجهت لهم ألفاظا نابية بعد احتجازهم عدة ساعات في المراكز الأمنية.

ومخيم الرمل، أو ما يعرف بمخيم اللاذقية، يقع على مساحة 22 ألف متر مربع، وأنشئ في عام 1952 على أراض مستملكة لصالح الهيئة العامة للاجئين العرب الفلسطينيين، ويقطنه اليوم ما يقرب من 11 ألف نسمة. ويقع المخيم، وهو مخيم غير رسمي في منظور السلطات السورية، داخل حدود مدينة اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وأنشئ لتوفير الإقامة للاجئين الذين جاءوا في معظمهم من مدينة حيفا وقرى في شمال فلسطين.

وتوجد في سوريا عشرة مخيمات معترف بها من قبل «الأونروا»، إضافة إلى مخيمات أخرى غير معترف بها وتُخدم على اعتبارها تجمعات فلسطينية (اليرموك، الرمل، حندرات). وبنيت أربعة من المخيمات الفلسطينية في سوريا قبل حرب 1967.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة أول من أمس: إن نحو 10 آلاف لاجئ فلسطيني يسكنون المخيم فروا خلال الاعتداء الذي دام 4 أيام بعد أن نفذت قوات الأمن الكثير من عمليات الاعتقال والترهيب. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، التي تقوم بتقديم مساعدات للاجئين الفلسطينيين: إنه ليس لديها معلومات عن مكان وجود الفلسطينيين النازحين من مدينة اللاذقية. وذكر ناشطون أن الكثير من النازحين فروا إلى الريف أو مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، أو إلى شمال شرقي البلاد.

وقال كريستوفر غونيس، المتحدث باسم الوكالة في القدس، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «نيويورك تايمز»: إن «سكانا منسيين أصبحوا الآن سكانا مختفين» وأشار إلى أن «الوضع مخيف للغاية».

وذكر غونيس أن القوات قامت بإطلاق النيران على المخيم وأن مسؤولين أمنيين طلبوا من السكان المغادرة، في إشارة على احتمالية حدوث عملية عسكرية. وبحلول يوم الثلاثاء، كان المخيم «مهجورا تماما»، بحسب ما أضاف، مشيرا إلى تقارير حديثة تعتمد على ما وصفها بالمصادر الموثوق بها. كما ترفض السلطات السورية حتى الآن دخول وكالة اللاجئين إلى مخيم الرمل، مما يعمل على ازدياد المخاوف من وجود بعض الجرحى أو كبار السن عالقين داخل المخيم.