معارض ليبي: الأهالي داخل طرابلس ينتظرون قدوم الثوار بعد إمدادهم بالأسلحة

حالة من القلق والتوتر تخيم على كتائب القذافي في العاصمة.. ومعارك عنيفة في بلدة عجيلات

TT

قال عادي المنصور، نائب مدير مكتب قناة «ليبيا الأحرار» في بنغازي، إن الثوار المناوئين لنظام العقيد الليبي معمر القذافي تمكنوا من السيطرة على مدينة بدر الواقعة بالجبل الغربي، كما أن هناك حشودا كبيرة من الثوار في مدينتي صبراتة (شمال ليبيا)، والأصابعة (120 كيلو من طرابلس) التي تعد مركز تجمع كتائب القذافي، والتي يستعد الثوار لتحريرهما خلال الأيام المقبلة.

وأوضح المنصوري، أن الرأي العام في ليبيا لم يقابل باستحسان ما شاع عن إعلان القذافي تنحيه حيث قال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس بعد كل هذه الانتصارات والتقدم على كل الجبهات يأتي هو ويتنحي، الثوار لا يريدون إعطاء القذافي الفرصة للتنحي بل يريدون أن يهزموه في طرابلس، وهم من سيلقون القبض عليه، الثوار معنوياتهم عالية، وينتظرون النصر قبل نهاية شهر رمضان».

وأكد المنصوري أن الثوار المعارضين للقذافي داخل طرابلس وصلت إلى أغلبهم الأسلحة، لاستخدامها حين اقتراب الثوار من طرابلس، حيث سيطوق الثوار الكتائب من الداخل والخارج، مشيرا إلى أن هناك حالة من القلق تخيم على كتائب القذافي في طرابلس، كما دعا القذافي قواته بالخارج إلى العودة لتطويق العاصمة.

ولفت المنصوري إلى أن قوات القذافي لم تعد تمثل خطرا على الثورة، وذلك لضعفها أمامهم، وتقطع سبل وطرق الإمداد في ما بينهم، كما أن مرتزقة القذافي الذين ينضمون إلى الكتائب ما هم إلا أناس غرر بهم ووعدهم القذافي بوعود كاذبة، مشيرا إلى أن القذافي وعدهم بأنهم بعد النصر سيحصلون على شقق وسيارات وأموال، بخلاف أنه يعطيهم في اليوم 1000 دينار ليبي.

وأضاف المنصوري أن الثوار تمكنوا أيضا من السيطرة على معسكر أسلحة تابع لكتائب القذافي في مدينة مزدة (غرب طرابلس)، موضحا أن الثوار غنموا العديد من الأسلحة خلال تمشيطهم لهذا المعسكر.

من جهته، قال حسن الجهمي، مؤسس «صفحة 17 فبراير» الخاصة بالثورة الليبية، إن المعلومات المؤكدة التي وصلت إلينا من الجبهات أفادت بأنه خلال أمس جرت اشتباكات بين الثوار وكتائب القذافي في مدينة الزاوية وتمكن الثوار من السيطرة على مصفاة بترولية بالمدينة، مما أدى إلى انسحاب كتائب القذافي إلى الخلف، موضحا أن الثوار أعطوا الفرصة للكتائب الموجودة في منطقة شعبية المثلث لتسليم أنفسهم، إلا أنهم لم يستسلموا واستمروا في الضرب، والآن يسيطر الثوار على 80 في المائة من المدينة.

وأضاف الجهمي، تمكن الثوار من السيطرة على معسكر أسلحة تابع لكتائب القذافي في مدينة صبراتة وتم تمشيطه بالكامل من كل الأسلحة التي ضمت إلى الثوار.

وتابع الجهمي: «في مدينة طرابلس قامت قوات القذافي بتشديد الحراسة على بوابات المدينة، وتشكيل دوريات حراسة بشكل مكثف، بعد أن وردت أنباء عن تسرب أسلحة للثوار في طرابلس».

من ناحية أخرى، وخلال اتصال هاتفي أجرته معه قناة «ليبيا الأحرار» التابعة للمجلس الانتقالي الوطني الليبي المعارض لطرابلس، أكد العقيد جمعة إبراهيم، الناطق العسكري باسم جيش الثوار في منطقة الجبهة الغربية، على السيطرة الكاملة للثوار على مدينة بدر، بعد معارك استمرت يومين، أسفرت عن وقوع العديد من مرتزقة القذافي في الأسر وفرار الآخرين في الصحراء.

واعتبر العقيد إبراهيم، أن السيطرة على مدينة بدر خلقت طريقا آمنا للثوار، أوله مدينة بدر وآخره طرابلس، مؤكدا وقوع باقي مناطق الجبل الغربي في أقرب وقت، ومشيرا إلى أن باقي كتائب القذافي لم تعد تمثل قوة على الثوار، وما يشاع من وجود تعزيزات قوية ما هو إلا إشاعات، موضحا أن هذه التعزيزات تتمثل في انضمام أفراد من المظللين إلى الكتائب، أو وصول أسلحة خفيفة لا تشكل أي ضرر.

في غضون ذلك، أكدت مصادر صحافية تمكن كتيبة استطلاع تابعة للثوار من تنفيذ عمليات قتل وأسر للعديد من المرتزقة، والاستيلاء على 3 سيارات عسكرية تابعة للقذافي، في منطقة الهيشة الواقعة بالقرب من سرت، مسقط رأس القذافي، وأفادت التقارير بأن كتائب القذافي تقوم بإقامة سدود رملية وستائر ترابية لتعزيز موقفها وقت المواجهات مع الثوار.

إلى ذلك، دارت معارك عنيفة، أمس، بين الثوار والقوات الموالية للقذافي في بلدة جديدة من الغرب الليبي بين الحدود التونسية وطرابلس، على ما أفاد الناطق العسكري باسم الثوار، العقيد أحمد عمر الباني.

وقال الباني، خلال مؤتمر صحافي في بنغازي، إن «معارك عنيفة تجري حاليا في بلدة عجيلات، حيث تحاول قوات الثوار تحرير المنطقة». وتقع عجيلات على مسافة 50 كلم غرب طرابلس، وتبعد بضعة كيلومترات جنوبا عن مدينتي صبراتة وصرمان.

وقال المتحدث إن صبراتة وصرمان «تحت سيطرتنا كليا». لكنه أقر بأنه «لم يتم بعد تحرير جميع المدن الواقعة بين الحدود التونسية وصرمان»، مؤكدا أن «تحرير عجيلات سيشكل منعطفا هاما». ولم يتم تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.

من جهة أخرى، أفاد المتحدث أن مدينة الزاوية الواقعة على مسافة 40 كلم غرب طرابلس، التي بات الثوار يسيطرون على «القسم الأكبر منها» بعد معارك عنيفة مستمرة منذ عدة أيام، «تتعرض لقصف عنيف من قوات القذافي من الشرق، غير أن السكان لا يخشون هذا القصف ولن يغادروا المدينة». وقال باني إن «القذافي يحتفظ بخطوط تموين نحو الشرق بين طرابلس وسرت وكذلك إلى الجنوب نحو مدينة سبها».

وعلى الجبهة الشرقية في مدينة البريقة النفطية، واصل الثوار تقدمهم، وقال المتحدث إن «المنطقة السكنية تحت سيطرة والثوار بالكامل، والمعارك تجري في المنطقة الصناعية». وأضاف: «لن نغير استراتيجيتنا في البريقة» بعدما أطلقت قوات النظام الأحد صاروخ أرض - جو من طراز «سكود» على مواقع للثوار في المنطقة.

وعلق على ذلك قائلا إن هذا القصف يثبت أن «الطاغية خائف ويائس»، واختتم: «اطمئنوا، فأنتم في أمان» في بنغازي، مؤكدا أن مدى هذه الصواريخ لا يصل إلى المدينة.