تونس: تراجع الثقة في الحكومة المؤقتة حسب أحدث استطلاع للرأي

سيدي بوزيد على رأس قائمة المناطق التي لا تثق في المستقبل

TT

كشف استطلاع للرأي أنجزه منتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية في تونس عن تراجع الثقة السياسية تجاه رئيس الحكومة المؤقتة، الباجي القائد السبسي، إلى حدود 26.5% خلال شهر أغسطس (آب) الجاري، بعد أن كانت الثقة فيه في حدود 62% خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي.

وطال التراجع في عنصر الثقة السياسية عودة الأمن، وانعدام الثقة في المستقبل والأحزاب السياسية بما يوحي أن تونس مقدمة، حسب المحللين السياسيين، على فترة صعبة قبل نحو شهرين من انتخابات المجلس التأسيسي المقررة يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) القادم.

فبالإضافة إلى تراجع الثقة في الحكومة المؤقتة إلى أدنى درجاتها منذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي بعد فشلها في حل الكثير من الملفات على غرار محاسبة رموز الفساد وتطهير القضاء، فإن نسبة الثقة في عودة الأمن وإعادة الاستقرار الاجتماعي تراجعت بدورها إلى 32.4% بعد أن كانت في حدود 57.9%.

وارتفعت نسبة حذر التونسيين من بعضهم البعض من 32.4% إلى 42.2%. وتضاعفت نسبة عدم الثقة مرات، وارتفعت من 8.3% إلى 28.9%.

وحسب التوزيع الجغرافي لتوفر الثقة في المستقبل، فقد احتلت المناطق التي احتضنت ثورة 14 يناير (كانون الثاني) الماضي المراتب الأولى إذ سجلت أعلى نسبة بولاية (محافظة) سيدي بوزيد وذلك بـ62.1% من الفئة المستجوبة تليها سليانة في المرتبة الثانية بـ53%، وولاية جندوبة بـ52%، وكلها مصنفة ضمن المناطق البعيدة عن الساحل، وهي الأكثر فقرا في تونس.

ونالت الأحزاب السياسية نصيبها من انعدام الثقة بفعل التجاذب السياسي بين اليسار واليمين، والجدل الدائر بينها حول الكثير من المواضيع التي لا يعطيها الشارع التونسي الكثير من الاهتمام.

وتراجعت نسبة الثقة في الأحزاب من 47.6% خلال شهر أبريل الماضي إلى 29.8% حاليا وزادت نسبة التحفظ والريبة من تلك الأحزاب من 21.7% إلى 29.8%. وارتفعت نسبة عدم الثقة في الأحزاب السياسية من 26.9% إلى 41% ويفسر بعض المتابعين للمشهد السياسي اهتزاز الثقة في الأحزاب السياسية بعجزها عن ابتكار خطاب سياسي يطمئن التونسيين، وتفرغها للنزاعات الجانبية البعيدة عن مشاغلهم.

وطال الشعور بانعدام الثقة الكثير من المؤسسات من بينها المؤسسة العسكرية والأمن اللتان لم تسلما من الانتقادات، فقد كانت نسبة الثقة في الجيش في أوجها إبان الأيام الأولى للثورة وقدرت بـ81.7%، وأصبحت حاليا لا تزيد عن 66.3%.

وجاءت ولاية (محافظة) القصرين، التي سقط فيها عدد هام من الشهداء، في المرتبة الأولى حيث سجلت أعلى نسبة من انعدام الثقة في الجيش بنحو 79.9%، تلتها ولاية سليانة في المرتبة الثانية بنسبة 76.8%. وتراجعت ثقة التونسيين كذلك في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، وانخفضت النسبة من 54.6% خلال شهر أبريل الماضي إلى 20.7% حاليا، وزادت نسبة انعدام الثقة في الهيئة من 19.4% إلى 44.2%.