تسريبات إسرائيلية حول «حل وسط» أوروبي لمشروع «العضوية» الفلسطيني.. وعريقات ينفي

كبير المفاوضين: لا أساس لها من الصحة وهي جزء من سلوك تفاوض حكومة نتنياهو

TT

ذكرت مصادر سياسية في إسرائيل أن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية، يجرون في هذه الأيام محادثات مكثفة تستهدف التوصل إلى صيغة متفق عليها بشأن مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، الذي تخطط منظمة التحرير الفلسطينية لطرحه على الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل. ووصفت هذه المصادر تلك الصيغة بأنها «حل وسط» ما بين المشروع الفلسطيني والمطلب الأميركي الرافض لأي اقتراح لتغيير مستوى التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة. غير أن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية نفى نفيا قاطعا ما نسبته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إلى مصادر لم تسمها. وقال عريقات الذي كان في طريقه إلى الأراضي الفلسطينية بعد مرافقته الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في جولته الأخيرة التي شملت البوسنة والهرسك العضو في مجلس الأمن الدولي، ولبنان التي سترأس المجلس في سبتمبر، إنه لا أساس لهذه الأخبار، من الصحة على الإطلاق. وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن هذه التسريبات هي جزء من سلوك التفاوض الإسرائيلي الذي يتم فيه 95 في المائة خارج الطاولة في محاولة لزرع الشكوك والتشويه.

وأكد عريقات أن السلطة سائرة قدما في خطتها للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة. وكرر ما قاله سابقا لـ«الشرق الأوسط» أن قطار نيويورك انطلق ولا رجعة فيه.

وقالت تلك المصادر، وفقا لتقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» في موقعها الإلكتروني، أمس، إن الاقتراح المتبلور يتحدث عن رفع مكانة منظمة التحرير الفلسطينية من «منظمة تحرر وطني بدرجة عضو مراقب»، كما هو حالها اليوم، إلى «منظمة تحرر وطني بدرجة عضو كامل العضوية». ففي هذه الحالة يستطيع الفلسطينيون التصرف كعضو كامل ولكن من دون تصويت، ويستطيعون الانضمام إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وفسر الإسرائيليون هذه الخطوة على أنها «مصلحة مشتركة لأوروبا وللسلطة الفلسطينية». وأوضحت المصادر قائلة: «الفلسطينيون يعرفون أن هناك أكثرية أوتوماتيكية في الجمعية العامة للأمم المتحدة لأي مشروع يقترحونه، ولكن قبولهم عضوا كاملا سيفشل لأن الولايات المتحدة ستستخدم حق الفيتو. ولن تكتفي واشنطن باستخدام هذا الحق، فهي تفضل أن لا تستخدمه وتجد حرجا في استخدامه أمام الدول العربية خصوصا بعد الهبات الشعبية هناك. وسيغضبها التصرف الفلسطيني الذي يحرجها مع العرب. والفلسطينيون لا يريدون إغضاب أميركا. كما أنهم لا يريدون أن يخسروا دولا أوروبية مركزية، مثل ألمانيا التي سبق وأعلنت أنها لن تؤيد المشروع الفلسطيني لأنها تعتبره (خطوة أحادية الجانب)، وبريطانيا وفرنسا اللتين لم تعلنا موقفهما الرسمي حتى الآن ويتوقع أن تعارض إحداهما على الأقل المشروع الفلسطيني. وأما الأوروبيون، فإنهم يحاولون عبور هذه المرحلة بمكسب فلسطيني ما، يستطيعون تأييده من دون الدخول في مشكلة مع واشنطن. فبهذا يوفرون على أنفسهم صداما مع إسرائيل أو مع العرب».

وقالت تلك المصادر إن لجنة المتابعة العربية تشارك هي أيضا في المحادثات الفلسطينية الأوروبية، مساندة الموقف الفلسطيني، وإن هذه المحادثات تجري بشكل مكثف جدا، لأن الأوروبيين يريدون إنهاءها قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية في الأسبوع المقبل وقبل زيارة وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، المقررة ليوم 27 الحالي وتلتقي خلالها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية، أمس، أن ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية أقاموا اتصالات مباشرة مع جهات فلسطينية، عارضين التراجع عن فكرة طلب الاعتراف الدولي بفلسطين مقابل استئناف المفاوضات الرسمية على أسس جديدة ومقابل إجراءات إسرائيلية جديدة مثل إطلاق سراح أسرى. وأضافت أن توني بلير، مبعوث الرباعية الدولية، يسعى هو أيضا لاستئناف المفاوضات ويطرح أفكارا مختلفة في الموضوع على الطرفين. وقالت إن بلير يقول لجميع الأطراف إن السبيل للخروج من المأزق هو اقتلاع المرض من جذوره، ويقصد أن تجميد المفاوضات هو أساس البلاء لكل ما جرى وينبغي استئناف هذه المفاوضات للتخلص منها.