البغدادي المحمودي يدعو إلى وقف لإطلاق النار.. ويقول إن مصير القذافي لن يكون موضع تفاوض

الثوار الليبيون يعلنون سيطرتهم على مصفاة الزاوية.. والنظام ينفي

ثوار ليبيون في جنازة ثلاثة من رفاقهم قتلوا خلال معركة في البريقة، وذلك في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
TT

أعلن الثوار الليبيون أمس لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم سيطروا على المصفاة النفطية في مدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كلم فقط غرب طرابلس، بينما نفى رئيس الوزراء الليبي هذه المعلومات.

وقال قائد ميداني للثوار في الزاوية إن مسلحي المعارضة المسلحة نجحوا مساء أول من أمس في «السيطرة على المصفاة» الاستراتيجية لنظام العقيد معمر القذافي، كما سيطروا على مناطق سكنية حول المصفاة.

وأعلن المتمردون، الاثنين، سيطرتهم على «معظم» المدينة، غير أن قوات القذافي كانت لا تزال تقصف المنطقة بصواريخ «غراد» ما يستتبع تبادلا مدفعيا كثيفا بين الجانبين.

ونفى رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي هذه المعلومات. وقال في مؤتمر صحافي «لا شك أن مصفاة الزاوية تحت سيطرتنا».

ودعا المحمودي إلى «وقف لإطلاق النار» والحوار، واستبعد في الوقت نفسه رحيل القذافي. وقال «حان الوقت لوقف فوري لإطلاق النار».

وأكد أن حكومته تجري اتصالات للتوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي يهز البلاد منذ فبراير (شباط) الماضي.

وقال المحمودي «الآن ونظرا لبعض المعطيات ومطالب شعبنا والحكومة يمكننا القول إن الحل السياسي السلمي هو الحل الوحيد». إلا أنه أكد من جديد أن «مصير القذافي لن يكون موضع تفاوض». وتابع «نحن مستعدون للحوار فورا من أجل إنهاء هذه الأزمة فورا. أجرينا منذ أيام اتصالات للتوصل إلى حل سياسي قريبا»، من دون أن يضيف أي تفاصيل.

وردا على سؤال عما إذا كان النظام أجرى مفاوضات مع المتمردين، تهرب المحمودي من إعطاء رد واضح، وقال «إذا كنتم تؤيدون حلا سلميا فستسمعون أخبارا سارة في الأيام المقبلة».

وكان مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية قال مساء الثلاثاء إن المتمردين يسيطرون على الجزء الأكبر من الموقع النفطي الذي يمتد على مساحة 60 هكتارا، ويحاولون طرد آخر جنود القذافي الذين ما زالوا موجودين في المصفاة.

لكن بعد معارك استمرت أربعة أيام في الزاوية ما زال المستشفى بين أيدي قوات النظام. واعترف المتمردون بوجود «صعوبات» في استعادته بسبب وجود «مرضى مدنيين» في داخله.

من جهة أخرى، قال الثوار الليبيون إنهم «حددوا مواقع كل القناصة» الموالين للقذافي في الزاوية.

وعلى بعد نحو 30 كيلومترا غرب الزاوية، استولى المتمردون على كل صبراتة تقريبا باستثناء شرق المدينة الذي ما زال موالون للقذافي يطلقون منه قذائف «هاون»، كما قال عبد السلام عثمان، الناطق العسكري باسم المتمردين في الغرب.

وأضاف أن المتمردين تساندهم غارات جوية لحلف شمال الأطلسي قتلوا في المنطقة 25 جنديا موالين للقذافي وأسروا أربعين آخرين.

إلى ذلك، تمكن الثوار الليبيون أمس من فرض سيطرتهم على بلدة غريان (100 كلم جنوب طرابلس) في خطوة جديدة على طريق الزحف نحو العاصمة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وقال الثوار إن «القوات الموالية للعقيد القذافي أجبرت على الانسحاب من البلدة الواقعة على الطريق الرئيسي الذي يربط بين الجنوب وطرابلس».

وفي غضون ذلك، أعلنت قوات المعارضة المسلحة المناوئة للعقيد القذافي في جيب مصراتة الساحلي على البحر المتوسط، أمس، أنها توغلت 40 كيلومترا جنوبا باتجاه مدينة سرت حيث تحدث المتمردون عن السيطرة عن نقطة استراتيجية على هذا المحور، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وذكر بيان أصدرته المعارضة المسلحة «تم تقدم الثوار في هذه الجبهة حتى منطقة أبو قرين بعد جسر السدادة بنحو أكثر من 40 كيلومترا»، وذلك على مقربة من تاورغاء.

وبحسب البيان الذي وقعه «مركز المعلومات للمجلس العسكري لمصراتة» قتل أربعة من الثوار خلال تقدمهم.

وقال البيان إن الثوار قاموا «بتمشيط المنطقة وتم تحرير عائلات من مدينة مصراتة كانت تحتجزها كتائب القذافي هناك لاستغلالها كدروع بشرية».

وتقع تاورغاء على بعد 40 كيلومترا جنوب مصراتة. وسيطرت عليها قوات المعارضة المسلحة قبل أسبوع بعد هجوم خاطف.

وبحسب البيان، يكون المعارضون قد تقدموا إلى مسافة 80 كيلومترا باتجاه الجنوب من مصراتة على الطريق الصحراوي بمحاذاة الساحل المتوسطي وباتجاه مدينة سرت بالمنطقة التي ترجع إليها أصول القذافي وحيث معقل أنصاره.

وأعلن الثوار الليبيون أمس أيضا أنهم سيطروا على بلدة مهمة في جنوب غربي ليبيا، كما قال أحد ممثليهم في بنغازي لوكالة الصحافة الفرنسية. وصرح بذلك محمد وردوغو، أحد مسؤولي مجموعة من المقاتلين يتحدر معظمهم من الطبس القبائل المتمركزة جنوب غربي ليبيا والموجودة أيضا في شمال النيجر ومنطقة تيبستي في تشاد.

وقال «هاجم رجالنا، الأربعاء، بعد الظهر بلدة مرزوق، وبعد معارك عنيفة استمرت أكثر من ساعة تمكنا من السيطرة على بلدة مرزوق وحاميتها العسكرية». وأضاف أن نحو 12 من القوات الموالية للقذافي قتلوا وأسر 5 ضباط بينهم عميد وعقيد.

وأوضح أن الثوار استولوا أيضا على آليات عسكرية وسيارات رباعية الدفع وأسلحة ثقيلة وذخائر، مشيرا إلى سقوط قتيل من المهاجمين.

وأضاف المتحدث «مرزوق باتت بكاملها خاضعة لسيطرتنا غير أن الكهرباء والماء انقطعتا عنها والوضع الإنساني مترد».

ولم تؤكد مصادر مستقلة تصريحات وردوغو، الذي تحدث بالنيابة عما يطلق عليه «كتيبة درع الصحراء» التي يقودها بركة وردوغو طوباوي.

ويوجد ممثلون عن تلك المجموعة من مقاتلي الطبس منذ عدة أيام في بنغازي معقل الثوار الليبيين للحصول على دعم المجلس الوطني الانتقالي. ولدى الطبس ممثل سياسي في المجلس الوطني الانتقالي. ومرزوق هي ثاني مدن منطقة فزان التي تعد سبها كبرى مدنها.

وتشكل منطقة فزان نقطة اتصال حيوية على الطرق المؤدية إلى النيجر وتشاد جنوبا والجزائر غربا وطرابلس شمالا.

كما تعد فزان، ومدينة سبها خصوصا، موقعا هاما للإمدادات بالنسبة لقوات القذافي حيث تلعب قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد القذافي دورا سياسيا واقتصاديا محوريا.

ويواصل الثوار تضييق خناقهم على طرابلس وقد استعادوا زمام المبادرة على خطوط الجبهات الأخرى، فيما تعد فزان منطقة حيوية بالنسبة للنظام حيث توفر له أحد آخر خطوط الإمداد من النيجر بدعم من قبائل الطوارق في المنطقة. وخاضت قوات المعارضة الليبية قتالا إلى الغرب وإلى الشرق من العاصمة طرابلس ضد القوات الموالية للقذافي من أجل السيطرة على منشآت نفطية حيوية لتحقيق النصر في الحرب الأهلية المستمرة منذ ستة أشهر.

وقالت المعارضة إن 18 من مقاتليها قتلوا وأصيب 33 آخرون على مدى اليومين الماضيين في مدينة البريقة الواقعة شرق طرابلس في معركتهم لطرد قوات القذافي من الميناء والمصفاة النفطية بالمدينة التي تشهد قتالا منذ عدة أيام.

وقال محمد الزواوي، المتحدث باسم المعارضة الليبية، إن 15 من مقاتلي المعارضة قتلوا يوم الثلاثاء بينما قتل الثلاثة الآخرون الأربعاء.

وعرض التلفزيون الحكومي الليبي لقطات قال إنها لمؤيدين للقذافي في ميناء البريقة يوم الأربعاء وهم يهتفون بالولاء للزعيم الليبي.

وفي صبراتة، احتفل مقاتلو المعارضة الليبية بالسيطرة على البلدة الواقعة على الطريق الساحلي بين طرابلس والحدود التونسية أمس بعد معارك على مدى أربعة أيام مع قوات الحكومة.

وقال فريق من «رويترز» في صبراتة الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا غرب طرابلس إن مجموعة من 200 من قوات المعارضة موجودين في وسط المدينة يطلقون النار في الهواء من البنادق والمدافع المضادة للطائرات احتفالا بالسيطرة عليها.

وقال مقاتلون وسكان لـ«رويترز» إن المعارضين يسيطرون حاليا على 90 في المائة من بلدة صبراتة القديمة وطردوا لتوهم قوات القذافي من أحد أحيائها.