جمعة القماطي: بدأنا العد التنازلي نحو الحسم.. ولا تفاوض مع ممثلي القذافي

المنسق السياسي للمجلس الوطني الانتقالي لـ «الشرق الأوسط»: عناصر من الطابور الخامس والمنافقين تسللوا بالفعل إلى صفوف الثوار

جمعة القماطي المنسق السياسي بين المجلس الانتقالي وبريطانيا
TT

أكد جمعة القماطي، المنسق السياسي للمجلس الوطني الانتقالي مع الحكومة البريطانية خلال الـ6 أشهر الماضية، أن الإنجازات الميدانية التي حققها الثوار في غرب ليبيا في أيام قليلة تعتبر نوعية وكاسحة، وستكون حاسمة في تقرير نهاية القذافي، وقال: «إننا بدأنا في مرحلة العد التنازلي نحو الحسم». كما أوضح القماطي أنه قد تم تجاوز أزمة اغتيال عبد الفتاح يونس، وهناك إصرار كبير على ضرورة وحدة الصف الوطني الليبي والتركيز على الهدف الأكبر وهو إسقاط القذافي وأبنائه. وحول إمكانية وجود خونة في صف الثوار أكد القماطي أن عناصر من الطابور الخامس والمنافقين قد تسللوا بالفعل إلى صفوف الثوار، وأضاف أن «الكثير من الموجودين في صفوف القذافي وفي الدوائر القريبة منه يعملون مع الثورة والثوار».

وعن الأداء السياسي للمجلس الانتقالي بين المنسق السياسي للمجلس أنه «كان وما زال عاليا جدا، حيث استطاع من خلال شخصياته ووفوده تحقيق مكاسب سياسية واعترافات رسمية سياسية به كسلطة شرعية». كما أكد القماطي أنه لا «يوجد أي استعداد لدى المجلس الوطني الانتقالي أو شخصيات وطنية للتفاوض مع ممثلي القذافي على أي نوع من الصفقات».

وأشاد القماطي بموقف التونسيين والمصريين ودعم قطر والإمارات والكويت لثورة ليبيا، كما استنكر ما تقوم به السلطات الجزائرية من دعم للقذافي. كما بين أن أغلب اللاجئين الليبيين قد بدأوا يعودون إلى مدنهم في الجبل الغربي.

وجمعة القماطي، الذي هو أكاديمي بالأساس، هو وجه معروف لدى الليبيين في الداخل والخارج من خلال ظهوره المتواصل لأكثر من 8 سنوات على القنوات الفضائية العربية والعالمية كمعارض مندد بنظام القذافي ويدعو إلى سقوطه. ولم يزر القماطي ليبيا منذ 31 عاما. وحاليا متفرغ لعمله كمنسق سياسي بين ليبيا وبريطانيا. وقد خص «الشرق الأوسط» بحوار صحافي أجريناه معه في لندن هذا نصه..

* كيف تسهمون في عمل المجلس الانتقالي، وما هو دوركم؟

- طوال الـ6 أشهر الماضية كان دوري أساسا التنسيق في العلاقة السياسية بين المجلس الانتقالي والحكومة البريطانية، كذلك الاتصال السياسي بعدة حكومات وبرلمانات أوروبية منها آيرلندا والنرويج وآيسلندا والسويد. والأهم هو الدعم الإعلامي مع زملاء آخرين لثورة الشعب الليبي بالحضور المستمر في الفضائيات والحديث مع المؤسسات الصحافية في كل العالم وتغطية ونقل تفاصيل الثورة، وهذا لعب أيضا دورا تعبويا للثوار والشعب الليبي في الداخل.

* الموقف البريطاني من المجلس الانتقالي هل هو دعم حقيقي؟ وما الذي يميزه عن الدعم الأميركي؟

- هو دعم حقيقي بالتأكيد، والذي يميزه أن بريطانيا كانت من أوائل الدول التي بينت موقفا واضحا وقويا مع الشعب الليبي منذ الساعات الأولى، وكان لها دور في إصدار قراري مجلس الأمن 1970 و1973، كما استضافت بريطانيا أول اجتماع موسع لمجموعة الاتصال حول ليبيا، وتعتبر بريطانيا مشاركا رئيسيا في الحملة العسكرية لتطبيق قرار مجلس الأمن، وأعلنت مؤخرا اعترافها الكامل بالمجلس كحكومة شرعية وسحبت اعترافها بالقذافي، وموقفها القوي ضد القذافي أثر إيجابيا على مواقف عدة حكومات أخرى.

* كان دور فرنسا رياديا في الأزمة الليبية، فهي أول من بادر بالتدخل وبدعوة العالم إلى التدخل، هل ما زالت تلعب نفس الدور؟

- فرنسا كانت سباقة في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي وحيد لليبيا قبل أي دولة، وكان لطائراتها العسكرية دور حاسم في منع القذافي من إحداث مجزرة في بنغازي يوم 19 مارس (آذار) حين ضربت قوات القذافي التي تغلغلت في غرب المدينة بجيش جرار. وما زال دورها رئيسيا، سياسيا وعسكريا.

* منذ أشهر كان رحيل القذافي محور مؤتمرات وندوات دولية، هل تعترفون بأنكم تسرعتم بالحديث عن هذه النقطة؟ وهل من المبكر الآن تناولها؟

- لا يمكن أن يكون الحديث عن مرحلة ما بعد القذافي مبكرا، فلا بد من مرحلة الإعداد والترتيب الآن فنحن لا نريد أن نفاجأ بانهيار النظام مع غياب بديل لتجنب أي فراغ سياسي وأمني، وضمان سلاسة الدخول في مرحلة انتقالية تقود بعد ذلك إلى مرحلة جديدة دائمة دعائمها نظام سياسي دستوري وطني ديمقراطي.

* تناقلت عدة وسائل إعلام الحديث عن مفاوضات بين ممثلين للمتمردين وآخرين للنظام الليبي أول من أمس، الثلاثاء، في جزيرة جربة التونسية، بحضور مبعوثين فنزويليين، كما وصل أمين عام الأمم المتحدة لليبيا، عبد الإله الخطيب، إلى تونس يوم الاثنين الماضي، حيث أعلن أنه أتى للمشاركة في المفاوضات. لكن في نيويورك نفت الأمم المتحدة أي مشاركة في مفاوضات محتملة بين طرابلس والمجلس الوطني الانتقالي. ما هو الخبر الصحيح؟

- ما جرى في تونس هو عبارة عن محاولة لقاء بين عبد الإله الخطيب ومجموعة من المحامين والمثقفين الليبيين من أبناء مدينة طرابلس، ولم يكن بينهم أي عضو من المجلس الوطني الانتقالي، ولا يمثل أي نوع من التفاوض، هم من الوطنيين المعارضين، ونفهم اللقاء في إطار حرص عبد الإله الخطيب على التعرف أكثر على الشخصيات المهمة التي لها حضور اجتماعي في طرابلس لعلها تساعد في تثبيت الأوضاع أفضل بعد رحيل القذافي في طرابلس. هي مشاورات وليست مفاوضات، ولا يوجد أي استعداد لدى المجلس الوطني الانتقالي أو شخصيات وطنية للتفاوض مع ممثلي القذافي على أي نوع من الصفقات، لأن مبدأ رحيل القذافي وأبنائه جميعا عن السلطة وعن ليبيا هو محل إجماع ليبي، وأن القذافي ينهار بسرعة وأيامه معدودة وبالتالي لا مجال لأي تفاوض معه إذا ما أراد أن يرتب عملية خروجه من ليبيا عليه أن يبلغ الأمم المتحدة.

* يصرح القذافي وممثلوه من وقت لآخر بأنه يسيطر على الأحداث وسينتصر.. هل ما زال يتمتع بقوة تسمح له بالصمود؟

- هذا يأتي من باب الدعاية الإعلامية ويهدف إلى رفع معنويات أتباعه وضرب معنويات الشعب الليبي وإيهام أنصاره بأنه ما زال قويا ومسيطرا حتى لا ينفضوا من حوله، ولكنه كان عاجزا عن إظهار أي دلائل ميدانية، أو أن يطلع صحافيين أجانب على مواقع حقيقية تحت سيطرته، فمثلا يدعي أنه أعاد السيطرة على مصراتة، وأحيانا يقول إن بنغازي قد تحررت من المعارضة.. وهي ادعاءات مضحكة أكثر منها حقيقية.

* هل يوجد في ليبيا فعليا مناصرون للقذافي؟

- نعم يوجد قلة قليلة من المناصرين للقذافي ربما لا تتجاوز عشرات الآلاف من بين 6 ملايين، دوافع دعمهم الامتيازات المادية التي حققوها خلال الـ4 عقود الماضية، كما أن المقاتلين في صفوفهم من الليبيين يعيشون عزلة إعلامية ومعلوماتية كاملة، فهم ممنوعون من مشاهدة أي فضائية غير قناة القذافي، وعند أسرهم يقولون إن القذافي قال لهم إن قوات فرنسية أو أوروبية غزت ليبيا، أو إن مقاتليهم من أنصار «القاعدة».

* ما موقفكم من شرعية وجود حلف شمال الأطلسي؟ ومتى ترون أن تدخله يجب أن ينتهي؟

- «الناتو» يقود الحملة العسكرية التي خلفها تحالف دولي يضم أكثر من 45 دولة ولم يتدخل من ذاته في ليبيا كحلف، فهو لا يملك الشرعية لذلك. كما أنه يطبق قرار مجلس الأمن 1973. ولا ننسى أن هذا القرار صدر بناء على طلب من الجامعة العربية. ونحن نتوقع أن هذه الحملة العسكرية ستنتهي فور سقوط نظام القذافي وخروجه من طرابلس.

الأمر الآخر المهم هو أنه لا توجد أي قوات أجنبية فوق التراب الليبي، فهي حملة جوية فقط ولن نقبل بدخول أي قوات أجنبية غازية ومحتلة ليبيا في أي وقت، وهذا محل إجماع من الليبيين. وما يجري في ليبيا له خصوصية مختلفة تماما عما جرى في أفغانستان والعراق اللتين تعرضتا لاحتلال مباشر، وفي حالة العراق تم تنصيب دبلوماسي أجنبي لكي يقود البلاد لفترة انتقالية.. كل هذه الأمور لن تحدث أبدا في ليبيا.

* ما رأيكم في المواقف العربية من الثورة الليبية؟

- إجمالا جيدة جدا؛ مع ضرورة التمييز، فموقف تونس شعبا وحكومة هو من أقوى المواقف نظرا لما قام به إخواننا التونسيون من استقبال وإيواء ومساندة لقرابة مليون ليبي انتقلوا إلى تونس بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة، كذلك موقف الشعب المصري والحكومة المصرية، ولا يمكن تجاهل الموقف الداعم القوي للثورة الليبية من قبل دولة قطر، قيادة وشعبا، والإمارات والكويت، وأيضا من قبل المغرب، شعبا وقيادة، وكذلك السودان والأردن ولبنان، وبقية الحكومات العربية كانت لها مواقف إيجابية باستثناء الجزائر والسلطة السياسية المتحكمة في الجزائر التي اختارت دعم القذافي ضد إرادة الشعب الليبي في الحرية مع التأكيد على أن الشعب الجزائري يقف مع إخوانه الليبيين قلبا وقالبا.

* هل تتلقون كمعارضة دعما ماديا من جهات خارجية؟ وما هي الجهات التي تتسلمه وتتصرف فيه؟

- الدعم المادي الأساسي جاء من أشقائنا في قطر والكويت والإمارات، وكذلك تركيا، بينما قدمت دول أوروبية أخرى تبرعات وقروضا بضمان الأرصدة الليبية المجمدة لديها، مع التنويه بأن الشعب الليبي يملك نحو 186 مليار دولار من الأرصدة المجمدة خارج ليبيا. والأموال تسلم إلى المجلس الانتقالي الوطني، وتشرف على آلية صرفها لجنة دولية انبثقت عن اجتماع روما لمجموعة الاتصال حول ليبيا وهي أوروبية وعربية. وتذهب هذه الأموال إلى تغطية الخدمات الأساسية منها الصحة والأمن العام والرواتب والغذاء.

* اللاجئون الليبيون على الحدود التونسية، ماذا يفعل المجلس الانتقالي من أجلهم؟

- هم بدأوا يعودون إلى مدنهم في الجبل الغربي وبالتالي تقلص عددهم إلى حد ما، والمجلس الوطني الانتقالي لا يملك أموالا طائلة لتغطية جميع حاجياتهم، لكن جمعيات خيرية عربية وليبية ودولية، وعلى رأسها الهلال الأحمر التونسي والهلال الأحمر القطري، وجمعيات من دول عربية أخرى إلى جانب جهود رجال الأعمال ميسوري الحال من الليبيين، وحاول المجلس التنسيق للجهود الإغاثية وعلاج عدد كبير من المرضى والجرحى وتقديم مساعدات أخرى.

* هل توصل المجلس إلى معلومات جديدة حول مقتل القائد العسكري للمعارضة عبد الفتاح يونس؟

- في هذا الموضوع هناك لجنة تحقيق مستقلة ستكشف كل ملابسات الحادث، وهناك أشخاص تم توقيفهم ربما هم متورطون مباشرة أو بشكل غير مباشر في عملية القتل، وهناك عملية إعادة تشكيل للمكتب التنفيذي للأخذ في الاعتبار أي أعضاء قد يكون لهم تجاوزات أو حتى تقصير أدى بطريقة غير مباشرة إلى عملية الاغتيال، فلا بد من التعامل مع هذه القضية بكل شفافية وتأكيد على مبدأ أن القانون فوق الجميع وأن المخطئ أو المقصر لا بد أن يتحمل مسؤولية خطئه أو تقصيره مهما كان موقعه.

* ما رأيكم في من يقول بوجود خونة في صفوف الثوار؟

- بالتأكيد هناك عناصر من الطابور الخامس والمنافقين الذين تسللوا إلى صفوف الثوار ولكن أعدادهم قليلة، ويتم إبعادهم والتحفظ عليهم عند اكتشافهم، ومن الطبيعي أن نتوقع عمليات اختراق، تماما كما أن الكثير من الموجودين في صفوف القذافي وفي الدوائر القريبة منه يعملون مع الثورة والثوار، وهم من الذين يقومون الآن وسيقومون في الساعات الأخيرة بدور وطني حيوي وهام.

* إقالة مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، للهيئة السياسية للثوار في بنغازي بعد ما وصفت بقصور من قبل بعض الأعضاء في التعامل مع حادث مقتل القائد العسكري للمعارضة عبد الفتاح يونس. هل ترون أن هذا القرار صائب؟

- نعم قرار إعادة تشكيل الهيئة السياسية من جديد برئاسة د. محمود جبريل هو القرار الصائب والسليم الذي يتوقعه الجميع لأنه كانت هناك أخطاء وتجاوزات في آلية وفكرة استدعاء أو إلقاء القبض على اللواء عبد الفتاح يونس، وبالتالي لا بد لمن ارتكب هذه الأخطاء تحمل مسؤوليته وأولها الانسحاب من الموقع والوظيفة التي ارتكبوا تحت مظلتها هذه الأخطاء. وهذه هي الشفافية والمحاسبة الديمقراطية التي نريدها في ليبيا بعد القذافي، والتي يجب أن تطبق منذ الآن.

* هل من الممكن أن يحدث شرخ داخل المجلس الانتقالي بسبب الهيئة الجديدة مما قد يؤدي إلى صدام بين الأطراف السياسية والعسكرية بعد سقوط القذافي؟

- لا.. لقد تجاوزنا أزمة اغتيال عبد الفتاح يونس وهناك إصرار كبير على ضرورة وحدة الصف الوطني الليبي والتركيز على الهدف الاستراتيجي الأكبر وهو إسقاط القذافي وأبنائه مع إحقاق الحق وإنصاف المظلومين ومعاقبة المذنبين.

* هل هناك أطراف خارجية تساعد القذافي على الصمود أمام الثوار؟

- نحن على ثقة أنه لولا استخدام القذافي لعشرات الآلاف من المرتزقة من أفريقيا وبيلاروسيا وأميركا اللاتينية، ولولا الدعم اللوجيستي الذي تقدمه حكومة الجزائر ونظام الجنرالات من خلال تمرير العتاد والوقود والمرتزقة عبر الحدود الجزائرية - الليبية لما صمد إلى هذه اللحظة، كما أنه يحاول خرق الحضر بتهريب الأسلحة والوقود عبر البحر. ونحيي الحكومة التونسية والمصرية والسودانية التي منعت تهريب أي مساعدات للقذافي وكتائبه من خلال الحدود، ونأسف لأن حكومة تشاد ما زالت تسمح بمرور الآلاف من المرتزقة والآليات من حدودها إلى جنوب ليبيا.

* العمل السياسي للمجلس الانتقالي على المستوى الخارجي كيف تقيمونه وما هي نقائصه؟

- الأداء السياسي للمجلس الانتقالي كان وما زال عاليا جدا، حيث استطاع من خلال شخصياته ووفوده تحقيق مكاسب سياسية واعترافات رسمية سياسية به كسلطة شرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا. وربما من نقاط الضعف في أداء المجلس السياسي عدم تركيزه الكافي مع النخب السياسية العربية ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات العربية التي تقدم دعما ماديا ومعنويا للشعب الليبي.

* منذ اندلاع الثورة الليبية أنشئت العديد من وسائل الإعلام التي حاولت أن تنقل صوت الثورة، ما هي أهم هذه الوسائل وكيف تساعدكم؟

- أهم جهد إعلامي ساند ثورة الشعب الليبي هو ظهور العشرات من الشخصيات الليبية والنشطاء على الفضائيات ووسائل إعلامية عربية وعالمية، حيث أوجدوا زخما إعلاميا كبيرا يوضح ويحقق مكاسب من خلال تعاطف الرأي العام. كما ظهر الكثير من المنابر الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومجموعات النشاط والضغط الإعلامي التي كان لها دور مهم، ودور فضائية «ليبيا الأحرار» من قطر التي تقوم بدور إعلامي مهم في التواصل مع شعبنا في الداخل.

* يعتبر الثوار الليبيون أنهم «في مرحلة حاسمة» بعد إنجازات عسكرية ضد قوات العقيد معمر القذافي في عدد من المدن المحورية على طريق العاصمة، كما أكدوا أنهم يسيطرون على «الحيز الأكبر» من الزاوية، بينما اعتبرت واشنطن أن أيام العقيد الليبي باتت «معدودة» هل هذا صحيح؟

- الإنجازات الميدانية التي حققها الثوار في غرب ليبيا في أيام قليلة تعتبر نوعية وكاسحة، وستكون حاسمة في تقرير نهاية القذافي، وأعتبر أننا بدأنا في مرحلة العد التنازلي نحو الحسم، فقد حرر الثوار مدينة غريان، وهي عاصمة الجبل الغربي وهي أقرب مدينة في الجبل إلى طرابلس فهي تبعد 75 كلم عنها. ونتوقع أن يتم تحرير كل المدن والمناطق التي تقع بين الزاوية وبوابة رأس جدير مع تونس، كما نتوقع تقدما سريعا في المناطق بين طرابلس ومصراتة، ومدن مثل زليتن والخمس ومسلاتة وترهونة. وبالتالي نتوقع أن يصبح القذافي محاصرا تماما داخل طرابلس عندها قد تنفجر طرابلس من داخلها حيث يوجد آلاف الثوار يتأهبون للوثبة النهائية ونتوقع انهيار أنصاره بسهولة، كما نتوقع فرار أغلبهم ونتوقع أن يسارع القذافي وأبناؤه إلى الفرار من طرابلس وليبيا بمساعدة جنوب أفريقيا كوسيط بين القذافي وقيادة «الناتو» التي تطبق قرار فرض حظر السفر والطيران على القذافي وأعوانه. ونتوقع أن ينتصر الشعب الليبي قريبا ويتوج هذا النصر بخروج جميع أبناء طرابلس والتحام الجميع في قلب المدينة في ميدان الشهداء بإذن الله.

* ما الدور السياسي المتوقع لجمعة القماطي بعد القذافي؟

- أنا شخصيا سأستمر في دوري السياسي والإعلامي التعبوي والمشاركة في نشر الوعي بمعالم البديل المطلوب في ليبيا، ونشر الوعي بثقافة الديمقراطية وسيادة القانون ودولة المؤسسات وبناء القدرات البشرية التي من دونها لن تنهض وتتطور ليبيا، كما سأكون حريصا على المشاركة بأي جهد في حماية الثورة ومكتسباتها وتحقيق أهدافها من خلال مجلس أو إطار وطني جامع لكل قوى الثورة الحقيقيين لحماية ثورثهم من المندسين والمنافقين! كما سأحرص عل المشاركة في أي عمل يبلور تيارا سياسيا وطنيا غير مؤدلج يحترم عقيدة الشعب الليبي وقيمه وثقافته وهويته التي يعتبر الإسلام المحدد الرئيسي لها. كما سنعمل جميعا على بناء دولة دستورية مدنية تتعامل مع السياسة بمنطق أنها جهد بشري لتحقيق المصالح للناس والمقاصد العامة في حماية أرواحهم وأعراضهم وأملاكهم وعقولهم وحفظ كرامتهم وضمان كافة حقوقهم، وفي بناء مجتمع مزدهر يتبنى مفهوم التنمية الشاملة والمستدامة وعلى رأسها التنمية البشرية المبنية على توسيع الخيارات وتنمية القدرات.