بعد سنة من وقفه.. الجيش التركي يعاود قصفه لمناطق كردستان العراق

بغداد: المشكلة شائكة وحكومة الإقليم تدعو أنقرة إلى ضبط النفس

عوائل تركية في مراسم دفن أبنائها الجنود الذين قضوا على يد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في بلدة «وان» جنوب تركيا أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد عام على توقف القصفين المدفعي والجوي عاود الجيش التركي، مساء أول من أمس وفجر أمس، قصفه المدفعي على امتداد الحدود المشتركة مع إقليم كردستان، بينما حلقت 12 طائرة حربية تركية فوق سماء مناطق كردستان العراق ووجهت صواريخها إلى أهداف منتخبة يعتقد أنها تعود لحزب العمال الكردستاني المعارض لها.

وأشار بلاغ عسكري صدر عن القيادة العسكرية التركية إلى أن «القصف المدفعي والجوي استهدف 168 هدفا، منها 60 موقعا للحزب الكردستاني، بما فيها تدمير مركز لتدريب وتخريج المقاتلين في الحزب بجبل قنديل». وهذا ما نفاه المتحدث الرسمي باسم قيادة الكردستاني.

وأكد أحمد دنيز في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «القصفين المدفعي والجوي التركيين لم يسفرا عن وقوع أي خسائر بشرية بصفوف أعضاء الحزب، وأن الخسائر لا تعدو خسائر مادية لحقت ببعض المناطق القريبة من جبل قنديل، وأن ما أشارت إليه مصادر عسكرية تركية بتدميرها لمركز (زيلة مو) الخاص بتدريب وتخريج المقاتلين في الحزب عار عن الصحة تماما، وأن الخسائر في المركز المذكور الذي يقع في قرية «كردجنار» بسفح جبل قنديل لا تعدو سوى كسر زجاج بعض النوافذ، مشيرا إلى أن «طوال ليلة أول من أمس وإلى حدود ساعات صباح أمس شنت المدفعية والطائرات التركية هجمات مكثفة على قرى الحدود وبعض المقرات التابعة لنا، وشاركت 12 طائرة حربية في تلك الهجمات، وتركز القصف التركي على قرى سفح جبل قنديل منها: كردجنار وكوزينة وكردة شالي وجسر الحافظ وزار كلي ومنطقة بالييان وتلة الجودي والقرى المنتشرة حول نهر الزاب وقرى أخرى في حدود محافظة دهوك، ولم تقع أي إصابات بصفوف مقاتلينا على الرغم من كثافة القصف التركي، حيث إن القصف استهدف مواقع تابعة لقواتنا الشعبية التي سبق أن أخلتها في وقت سابق».

من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم وزارة البيشمركة بحكومة إقليم كردستان العراق، اللواء جبار ياور لـ«الشرق الأوسط»، إن «القصف التركي بالمدافع الثقيلة والطائرات الحربية تواصل طوال أول من أمس، واستهدف مناطق واسعة داخل إقليم كردستان على امتداد حدود ناحية سيدكان بقضاء سوران التابعة لمحافظة أربيل إلى حدود قضاء بشدر ومدينة قلة دزة الحدودية التابعة لمحافظة السليمانية، إلى مناطق نيروة وريكان التابعة لمحافظة دهوك، التي سبق للجيش التركي أن استهدفها مرارا لاعتقاده بوجود مقرات تابعة للكردستاني فيها».

وقال ياور: «القصف استهدف عموما مناطق جبلية، لذلك لم تقع خسائر في الأرواح والحمد لله، ولكن خسائر مادية فادحة وقعت جراء القصفين الجوي والمدفعي من خلال إحراق بساتين ومزارع الفلاحين، إضافة إلى قطع التيار الكهربائي عن مناطق شاسعة بقرى الحدود».

وأشار متحدث البيشمركة إلى أن «تجدد عمليات القصف التركي جاء كرد فعل حول العملية التي نفذها مقاتلو حزب العمال الكردستاني قبل عدة أيام، والتي أوقعت 8 قتلى في صفوف الجيش التركي بينهم ضابط برتبة كبيرة».

وحول موقف حكومة الإقليم من هذه التطورات العسكرية على الجانب الحدودي للإقليم قال أمين عام وزارة البيشمركة والمتحدث الرسمي باسمها: «قلنا مرارا إن ردود الفعل التركية غير مبررة وغير منطقية، خاصة أن جميع عمليات الحزب الكردستاني تجري داخل الأراضي التركية، وليس داخل أراضي الإقليم، وبذلك فنحن في إقليم كردستان لسنا مسؤولين عما يجري داخل العمق التركي، ولا ينبغي أن نتحمل وزر العمليات العسكرية هناك، وكما بينا ونبين اليوم، فإن العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا تعتبر انتهاكا صارخا لسيادة العراق الجوية والبرية، وهو أيضا انتهاك لحقوق المواطنين في الإقليم للعيش بسلام وأمان في بلدهم، وسبق أن أكدنا أيضا أن حكومة الإقليم لن تسمح بأي حال من الأحوال أن تستخدم أراضي الإقليم لتوجيه الضربات إلى دول الجوار، ونحن ملتزمون بذلك، مما لا يعطي أي تبرير منطقي للجيش التركي بأن يستهدف أراضينا وشعبنا».

وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أمس، تعليقا على قيام الطائرات التركية بقصف الأراضي العراقية من جهة إقليم كردستان، إن «القصف لن يحل المشكلة، لأنها متداخلة بيننا وبين هذه الدول، ولذلك فإننا نحتاج إلى عمل متواصل مع جيراننا من أجل وضع حد للتدخلات، وكذلك من أجل منع المظاهر المسلحة عند الحدود من خلال تسلل الجماعات الإرهابية والمسلحة إلى داخل الأراضي العراقية والشريط الحدودي».