وفد شعبي ليبي في القاهرة لشرح الأوضاع.. وبحث الاستفادة من التجربة المصرية

دعا المجلس العسكري المصري إلى الاعتراف بـ«الانتقالي».. ووقف بث قنوات العقيد على نايل سات

TT

في زيارة تهدف إلى الاستفادة من حالة الحراك السياسي المتنوع التي تشهدها مصر بعد الثورة والاستفادة من تجارب الثورة المصرية والتواصل مع السياسيين والمثقفين لإيصال وجهه نظر ثوار 17 فبراير (شباط) تجاه الأوضاع في ليبيا وتوضيحها للمجتمع المصري، وصل وفد ليبي شعبي يضم عددا من السياسيين والمثقفين التابعين للمجلس الانتقالي الليبي المناوئ للعقيد الليبي معمر القذافي قادما من بنغازي (معقل الثوار) إلى القاهرة، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، سيقوم خلالها الوفد بلقاء الكثير من الشخصيات البارزة المصرية للتشاور حول الوضع الليبي منذ قيام الثورة وبعد إسقاط نظام العقيد.

وقال الكاتب الصحافي والناشط السياسي إدريس المسماري، عضو الوفد، إن «زيارتنا ترتيب لما سيأتي بعد سقوط نظام القذافي وأيضا في الوقت الراهن، ونعرض الصورة بشكل واضح في ليبيا، حيث سنقوم بدعوة الكثير من الشخصيات البارزة في مصر للسفر إلى المدن المحررة، فالموقف المصري لا بد أن يكون داعما للثوار، ومن المؤكد أن ما ستراه الشخصيات المصرية سينعكس على المجتمع المصري، وسوف يؤثر على متخذي القرار السياسي في مصر».

وأضاف المسماري: «أرى أن الجانب المصري لا يضع الثورة الليبية في أولوياته، فلا بد أن تعلم القوة المصرية والشعب المصري مدى أهمية وضع ليبيا المعنوي والمادي، فالعلاقة بين الشعبين لا تحكمها المصالح العابرة، وإنما علاقات إخاء ومصاهرة، وما يحدث في ليبيا ثورة حقيقية». وعن رؤيته للوضع بعد سقوط النظام الليبي، قال المسماري، إن ليبيا ستشهد الكثير من التيارات الفكرية والأحزاب السياسية والتي دفعتنا إلى المجيء لمصر للاستفادة من التجربة المصرية، مؤكدا على أن من سيحكم ليبيا هو من سيختاره الشعب، و«ليس لدي تخوف من وصول التيار الإسلامي للحكم».

واعتبر المسماري الذي قضى نحو عشر سنوات في سجون القذافي، أن «القذافي أصبح بلا موقف وخارج الواقع وخارج التاريخ، حيث يتوقع في وقت قريب إلقاء القبض عليه، وسيتضح للعالم أنه إنسان فاقد لعقله».

من جهته، قال الناشط السياسي الليبي رضا بن موسي، الذي اعتقل أيضا 12 عاما في سجون القذافي: «نريد مد جسور مع القوة الوطنية في مصر، لتعزيز أهداف الثورة الليبية، والاستفادة من التجربة السياسية المصرية، للتطلع لإقامة نظام ديمقراطي يحكم البلاد، خاصة أن الأحزاب والتيارات راجت في ليبيا بعد الثورة، بعد أن جرمها القذافي».

ولفت بن موسى إلى أنه حتى الآن لم يتم تنفيذ قرار المحكمة المصرية؛ حيث قد صدر حكمان إلزاميان بإيقاف قنوات القذافي التي تبث على نايل سات، فالشركة تماطل وترفض تطبيق الحكم، فنحن نريد دعما إعلاميا وسياسيا للضغط على الحكومة المصرية لتطبيق هذه القرارات.

من ناحية أخرى، قالت الدكتورة أم العز الفارسي، الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنغازي، إن «الظروف التي تشهدها ليبيا تستدعي اهتماما من الجانب المصري والليبي، فهناك الكثير من العمليات التي تهدد أمن واستقرار ليبيا في مصر، لهذا سنلتقي بالمثقفين والسياسيين لتوصيل الصورة الحقيقية للثورة الليبية». وأضافت أن «المجلس العسكري المصري حتى الآن لم يعترف بالمجلس الانتقالي الليبي خوفا على أرواح المصريين في ليبيا، ولكن المصريين في ليبيا كثيرون، فبعد أن هدأت الأمور في ليبيا وأحرز الثوار تقدما، عاد المصريون مرة أخرى، فالمصريون ليسوا بمكان محتجزين فيه، أو أن القذافي سيقتلهم، فهم منتشرون في كل ليبيا، وهذا ما نريد توضيحه، والسبب الثاني التعامل مع الثورة بحذر، لأن هناك إشاعات كثيرة حول تقسيم ليبيا، لكن وجود الناتو في ليبيا جاء بقرار الجامعة العربية، بعد أن استخدام القذافي أبشع طرق العنف ضد الثوار، وأول من استدعى قوات هو القذافي، فالقذافي إذا تمكن من استدعاء الشيطان لقام بذلك».

وفي سياق متصل، علقت الدكتورة عبير أمنينة، أستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة بنغازي، على موقف عدد من الليبيين المؤيدين للثوار في مصر والذين قاموا بمحاولة اقتحام السفارة بالقاهرة أول من أمس، قائلة: «لا يوجد مبرر لما قام به الليبيون، ولكن ما قاموا به جاء نتيجة رؤيتهم علم القذافي وهو معلق على السفارة، فهم تعاملوا مع الموقف بشكل عاطفي، فأنا أعلم أن ترك علم القذافي على السفارة ليس بموقف معاد يريد أن يأخذه المجلس العسكري ضد الثوار، فالمجلس يحافظ على نظام دولة، فهو لديه من المشكلات الداخلية الكثيرة، فلا يريد أطرافا أخرى».

وتابعت أمنينة، أن «العلاقات المصرية - الليبية لها بعد استراتيجي، فاعتراف المجلس العسكري المصري بالمجلس الانتقالي ليس بموقف بطولي، وإنما هو موقف سياسي كبير، لهذا جئنا لتوصيل حقيقة الأمور».

وفي سياق آخر، علق إدريس الطيب، مسؤول شؤون آسيا وأفريقيا بوزارة الخارجية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، على خطاب البغدادي المحمودي، رئيس وزراء القذافي، الذي طالب بإيقاف إطلاق النار والدخول في مباحثات مع المجلس الانتقالي، مؤكدا أنه «لن تكون هناك مباحثات إلا بوقف إطلاق النار واستسلام القذافي، حينئذ يمكن إصدار أوامر لوقف النار وتسليم الأسلحة وإيجاد ترتيبات تعبر عن حفظ الأمن، ثم رحيله عن البلاد، فنحن لن نتفاوض من دون هذه الشروط، فمحاولات إضاعة الوقت التي ينتهجها رجال القذافي أصبحت لعبة مكشوفة».