الصحف الغربية ترى أن العالم قد «توحد» ضد طاغية سوريا

«الإندبندنت البريطانية»: الأسد يجب أن يرحل

TT

كان لدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما والدول الأوروبية صدى في الصحف الغربية التي تناولت بالعرض والتحليل مختلف المواقف، وخاصة خطاب أوباما الذي اعتبرته القائد في هذه العملية الدبلوماسية.

«الأسد يجب أن يرحل والعالم اليوم يتوحد ضد طاغية سوريا» هكذا عنونت بالبنط العريض صحيفة الإندبندنت البريطانية على صفحتها الأولى مقالا تحدثت فيه عن إعلان أوباما طلبه بتنحي الأسد. وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي إن «الضغط على الرئيس بشار الأسد الذي وحد العالم الغربي من أجل أن يتخلى الديكتاتور عن السلطة وينهي الاعتداء على شعبه». كما اعتبرت «إندبندنت» أن «أوباما يقود دفعة دبلوماسية ضد نظام الأسد».

كما كتب روبرت فيسك في نفس الصحيفة تعليقا على مطالبة الدول الغربية الأسد بالتنحي عن الحكم وفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على سوريا، وتساءل: «هل يعتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن دمشق سترتعد خوفا من مطالبته للأسد بالتنحي عن الحكم؟».

كما قال إنه في الحقيقة أن «عملاق البيت الأبيض» لم يجرؤ على اتخاذ هذا الموقف إلا بعد إدانة السعودية وقطر والكويت وتركيا والأردن والسلطة الفلسطينية لسلوك نظام حكم الأسد وأوروبا.

وأوضح فيسك أن مصدر خوف الأسد ليس قطاع النفط، بل المصارف السورية، وخاصة الاحتياطي من العملات الصعبة، الذي كان يقدر بنحو 12 مليار جنيه إسترليني في شهر فبراير (شباط) الماضي قبل اندلاع الانتفاضة السورية، الذي يتم استهلاكه حاليا بمعدلات متسارعة، مما أجبر نظام الأسد على التوجه إلى العراق ليطلب منه الحصول على النفط بأسعار مخفضة عبر إيفاد وزير خارجيته وليد المعلم إلى هناك.

ويضيف فيسك أن مصدر قلق آخر للأسد هو إعلان مجموعات معارضة عن نيتها تأسيس «مجلس أعلى لقيادة الثورة» لتولي مهمة قيادة الاحتجاجات في مختلف المحافظات.

صحيفة «غارديان»، وفي القسم الذي تخصصه لأخبار الشرق الأوسط تناولت قرار الإعلان الغربي الداعي لتنحي الأسد وعنونت مقالها حول الموضوع بـ«أوباما يقول: الأسد يجب أن يرحل لينتهي التعذيب والقتل تجاه السوريين»، ووصفت الصحيفة الموقف بأن «موقف أميركا وأوروبا قد صعد بشكل دراماتيكي الضغط على الرئيس السوري, بقيادة الرئيس أوباما الذي دعا الأسد للتخلي عن السلطة».

وعرض المقال أهم النقاط التي جاءت في تصريح أوباما عند إعلانه، التي جاء فيها بالأساس أن «مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري, لكن الرئيس بشار الأسد يقف في طريقهم».

كما عرض المقال موقف الاتحاد الأوروبي وما قالته أشتون عن أن الأسد فقد شرعيته كليا في أعين السوريين.

وفي نفس السياق تحدثت الصحيفة عن ادعاء الأسد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن العمليات العسكرية قد انتهت، وملاحظة عدم الاستغراب من التمويه الدبلوماسي «المعتاد من دمشق».

صحيفة «فاينانشيال تايمز» نقلت عن آندرو تابلر، الخبير بالشأن السوري وعضو معهد واشنطن، قوله إن دعوة واشنطن ولندن وباريس وبرلين للأسد بالرحيل عن الحكم أمر غير مسبوق، وتمثل ضربة قوية لحكمه.

وقالت الصحيفة إن العقوبات الأميركية على قطاع النفط في سوريا غير ذي أهمية، لأن أغلب الشركات العاملة في هذا القطاع هي أوروبية، ولن يتأثر هذا القطاع ما لم تحذ الدول الأوروبية حذو الولايات المتحدة؛ إذ إن شركة «شل» الهولندية و«توتال» الفرنسية أهم المستثمرين في قطاع النفط في سوريا، إضافة إلى الشركة البريطانية «غلف ساندز»، التي يملك فيها ابن خال الرئيس، رامي مخلوف، أسهما كثيرة.

وتشير الصحيفة إلى أن توسيع الاتحاد الأوروبي قائمة عقوباته ضد سوريا أمر معقد ليس لأسباب تجارية فقط بل يتطلب اتفاقا سياسيا بين دول الاتحاد السبعة والعشرين، وبحاجة إلى عملية إصدار قانون جديد.

صحيفة «لوموند» الفرنسية تحدثت أيضا عن القرار الغربي الداعي لرحيل الأسد، الذي قالت إنه وبعد خمسة أشهر من الاضطرابات في سوريا, قررت إدارة أوباما والأوروبيين الذين توحدت سياستهم تجاه هذه النقطة، وافتتحت الصحيفة مقالها بمقطع من خطاب أوباما، الذي قال إن قراره جاء من «أجل الخير للشعب السوري, والوقت قد حان لأن يستقيل الأسد».