الصدر يستنكر مطالبة أوباما الأسد بالتنحي.. ويعرض التوسط

خبير أمني لـ«الشرق الأوسط»: الخارطة السورية غامضة بالنسبة لمستقبل العراق

TT

بعد يوم واحد من المخاوف التي عبر عنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فيما يتعلق بالتداعيات المحتملة للربيع العربي وكون إسرائيل هي المستفيد الأول منه مع الدعوة لإقامة منظومة أمن قومي جديد، أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر عن استعداده للتدخل لإصلاح الوضع في سوريا مستنكرا في الوقت نفسه تدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشأن السوري من خلال مطالبته الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة. وقال بيان صادر عن مكتب الصدر وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه والذي جاء ردا على سؤال لأحد أتباعه بشأن مطالبة الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة إنه «على الرغم من أني وقفت على التل لفترة من الزمن بخصوص القضية السورية في أيامنا هذه، لكن لا ينبغي لي أن أستمر على هذا النحو بعد التدخل الأميركي السافر ولا سيما كبير الشر أوباما وغيره».

وأضاف البيان: «إننا قد رأينا ثورة الشعب التونسي والشعب المصري وغيرهما وقد علمتم جميعا أني مع الشعوب لكن لا ينبغي أن نخلط الأوراق» معتبرا أن هناك «فوارق عديدة بين ما وقع من ثورات شعبية في تلك الدول وبين ما يقع في سوريا». وأشار الصدر إلى أن «الاختلاف ليس في الشعب وثورته فالشعب إذا أراد الحياة والحرية فله ذلك، لكن الاختلاف في نفس الحكومة حيث إن الأخ بشار الأسد رجل معارضة وممانعة للوجود الأميركي الاستعماري في الشرق الأوسط على خلاف بن علي ومبارك وغيرهما».

وأكد البيان أن «أهم بنود المعارضة والممانعة هو تقريب الشعب للحكومة والحكومة للشعب مع الإمكان وذلك بإعطاء الحريات وبناء الدولة على الإخاء والمحبة والسلام وتوفير الخدمات لتكون سوريا الوجه الأبهى لدول الممانعة». وعبر الصدر عن الاستعداد للتدخل من أجل إصلاح الأوضاع هناك مشترطا تدخله بموافقة الطرفين في سوريا في إشارة إلى الحكومة والمعارضة السورية. وفي الوقت نفسه عبر الصدر عن إعجابه بالموقف التركي مما يجري في سوريا قائلا «جزى الله من أراد الإصلاح وسعى له وأخص بالذكر الجمهورية التركية ولا سيما بعد أن رفضت التدخل الأميركي وأدعوها للين باللسان والاستمرار بدعم الشعب والوقوف معه لأجل نصرة المقاومة والممانعة». من جهته اعتبر الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي الدكتور معتز محيي الدين مدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية والاستراتيجية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المخاوف التي تبديها الطبقة السياسية العراقية الحالية أو جزء منها على الأقل في الشأن السوري يأتي من تداخل عوامل عديدة سياسية وأمنية واقتصادية وحتى عائلية؛ حيث إن غالبية أبناء الطبقة السياسية العراقية الحالية يرتبطون مع السوريين بعلاقات مختلفة ومتداخلة ولا تزال هذه العلاقات قائمة حتى بعد إقامة نظام جديد في العراق». وأضاف أن «المسألة الأخرى الأكثر أهمية هي أن الخارطة السورية لا تزال غامضة وغير واضحة بالنسبة لمستقبل العراق والمنطقة» مشيرا إلى أن «أطرافا نافذة في الحكومة العراقية والطبقة السياسية العراقية تخشى نفوذا متناميا لـ(القاعدة) في سوريا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هناك مناطق نفوذ لـ(القاعدة) لا تزال في سوريا في مناطق قريبة من العراق مثل دير الزور ومنطقة البوكمال التي توجد فيها حتى مراكز تدريب لعناصر (القاعدة) التي كانت تدخل إلى العراق بكثافة من هذه المناطق». ويرى المحلل الأمني والاستراتيجي العراقي أن «هناك مخاوف كذلك من سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة في سوريا وهو ما يعني تغيير المواقف تماما في المنطقة وفي سوريا الأمر الذي قد يفرز خارطة جديدة في المنطقة».