متظاهرون يهتفون: الشعب يريد إعدام الرئيس

عنف النظام دفع السوريين للمطالبة بالثأر

TT

لم تسجل الهتافات واللافتات التي رفعها المتظاهرون السوريون في طول البلاد وعرضها، أمس، أي تطورات من حيث التنويع، إذ استمرت الهتافات ذاتها المطالبة بإسقاط النظام، مع رفع لافتات تؤكد على حلم السوريين بإقامة دولة مدنية تعددية ديمقراطية. وعزا مراقبون ذلك إلى أن معظم المظاهرات التي خرجت، أمس، كانت سريعة بسبب التشديد الأمني والحصار العسكري، ليكون مجرد التظاهر لدقيقة واحدة بمثابة معجزة، فشدة القمع زادت على نحو مريع خلال الأسبوع الأخير. وربما هذا ما جعل الشعار الأبرز في مظاهرات أمس (الجمعة) هو «الشعب يريد إعدام الرئيس» و«بدنا التار بدنا من ماهر ومن بشار». وإذا كان الهتاف الأول ردد في الأيام السابقة على نحو خجول في بعض المناطق، فإن الهتاف الثاني «بدنا التار»، أي الثأر فكان جديدا، ويعد تحولا في توجه المتظاهرين السوريين الذين حرصوا على النأي بثورتهم عن منطق الثأرية، مركزين في مطالبهم على نيل الحرية الكرامة، الأمر الذي يتمثل في أغان شعبية شهيرة تحولت إلى أغان ثورية مثل أغنية «مريم مريمتي» التي غناها أمس أهالي حمص في حي الإنشاءات، وتقول: «مريم مريمتي.. عيني مريما.. والقلب مجروح بدو الكرامة».

وبما أن القلب مجروح من حجم القتل والجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري، تصاعدت الأصوات المطالبة بإعدام الرئيس لتغلب على باقي الأصوات، ولم يعد الهتاف الرئيسي «الشعب يريد إسقاط النظام»، بل صار «الشعب يريد إعدام الرئيس»، وهو تحول خطير كما يراه البعض، إذ تمكن النظام بآلة قمعه المتوحشة من جعل الشعب السوري على عداء يستهدف شخص الرئيس الأسد. وإذا كان هناك من يطالب بالثأر منه أو بإعدامه، فإن هناك من لا يزال مصرا على محاكمته دوليا. فالحماصنة أمس، وردا على إهانة المعتقلين، خرجوا يودعون الرئيس الأسد بالأحذية ويقولون «باي باي يا بشار باي باي بدنا نشوفك في لاهاي».