بعثة إنسانية من الأمم المتحدة تزور سوريا وتؤكد حصولها على ضمانات لزيارة مناطق التوتر

فرنسا تؤيد إحالة مسؤولين سوريين لـ«الجنائية الدولية».. ودمشق تتهم الغرب بـ«تأجيج العنف» في البلاد

TT

أعلنت مديرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، فاليري أموس، أن بعثة إنسانية ستزور سوريا، نهاية هذا الأسبوع، للوقوف على نتائج عملية قمع الاحتجاجات التي ينفذها الرئيس السوري، بشار الأسد، في وقت اتهمت فيه دمشق الغرب بـ«تأجيج العنف» في سوريا.

ويحاول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، منذ أسبوعين، إرسال فريق إلى سوريا، حيث قتل أكثر من ألفي شخص منذ بدء قمع حركة الاحتجاج. وقالت أموس، مساء أول من أمس: «لقد حصلنا على ضمانات بالذهاب؛ حيث نريد (..) سنركز على الأماكن التي وصلت منها تقارير بحدوث مواجهات». وأفاد مسؤولون في الأمم المتحدة، خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، أول من أمس، بأن عدد القتلى في عمليات القمع التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس (آذار) الماضي تجاوز الألفين. وساق المسؤولون واقعة واحدة تمت خلالها تصفية 26 محتجا معصوبي الأعين في ملعب لكرة القدم في 1 مايو (أيار) الماضي بمدينة درعا، ووجود أعداد من المفقودين بينهم أطفال في الثالثة عشرة يخشى أن يكونوا قتلوا خلال الاحتجاز، كما قالت مصادر حضرت الاجتماع.

وقال المسؤولون لمجلس الأمن المنقسم حول كيفية العمل على وقف حملة القمع، إن العمليات الأمنية لم تستثن حتى المستشفيات، وتحدثوا عن مقابر جماعية. وناقش مجلس الأمن التقرير الذي أصدره فريق تحقيق من مجلس حقوق الإنسان بجنيف، حول الجرائم التي ارتكبها النظام السوري ضد الشعب السوري والمتظاهرين، التي اعتبرها التقرير جرائم ضد الإنسانية، ووصفها بأنها الأكثر خطورة في جميع انتهاكات حقوق الإنسان بعد جريمة الإبادة الجماعية. وقدم التقرير قائمة «سرية» بأسماء 50 شخصا في الحكومة السورية من مختلف المستويات، الذين قد يواجهون المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقد أعلنت باريس، أمس، تأييدها لاقتراح إبلاغ المحكمة الجنائية الدولية بالوضع في سوريا، الذي ورد في تقرير قدمته المفوضية العليا لحقوق الإنسان إلى مجلس الأمن الدولي. وقالت مساعدة للناطق باسم الخارجية الفرنسية، كريستين فاج، في لقاء مع صحافيين: «إن فرنسا تقدم دعمها الكامل للتوصيات الواردة في تقرير المفوضية العليا لحقوق الإنسان، وتنضم، خصوصا، إلى اقتراحها الطلب من مجلس الأمن الدولي إبلاغ المحكمة الجنائية الدولية» بالوضع.

من جهتها، قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في وزارة الإعلام السورية، ريم حداد، أمس، إن الدعوة التي وجهها الرئيس الأميركي، باراك أوباما وبعض الزعماء الغربيين إلى الرئيس الأسد للتنحي تؤدي إلى «تأجيج العنف» في سوريا. وأضافت: «لقد أبلغ الرئيس السوري، الأربعاء، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن العمليات العسكرية قد توقفت في بلاده والجيش انسحب من المدن، كما التقى يوم أمس أعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، من أجل تطبيق برنامج الإصلاح». وأكدت أنه «من المستغرب أن يقوم أوباما والعالم الغربي بتأجيج ونشر مزيد من العنف في سوريا، بدل مد يد المساعدة لتطبيق برنامج الإصلاح» الذي أعلنته السلطات في البلاد. من جهته، قال الصليب الأحمر الدولي إنه على وشك الحصول على موافقة من السلطات السورية لزيارة السجون للمرة الأولى، حيث يعتقل الآلاف من الناشطين السياسيين ومناهضي النظام الذين شاركوا في المظاهرات.