الغموض يكتنف تفاصيل حادث سيناء وسط توتر أمني غير مسبوق

رفع العلمين المصري والفلسطيني فوق القنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية

TT

استمرت حالة التوتر الأمني في سيناء أمس وسط تضارب شديد حول الظروف التي استشهد فيها ضابط وجنديان مصريان واثنان مجهولان على الحدود مع إسرائيل، فيما تعرض عدد من الحواجز الأمنية التابعة للقوات المسلحة بالعريش لهجمات مسلحة ووقوع اشتباكات عنيفة مع المهاجمين، إلا أنها لم تسفر عن وقوع جرحى. وأدى الحادث إلى استشهاد النقيب أحمد جلال عبد القادر والمجند أسامة جلال إمام من محافظة الدقهلية، والمجند طه محمد إبراهيم عبد القادر من محافظة القاهرة، واثنين آخرين لم يعلن عنهما بعد.

وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إنه تم رفع درجة الاستنفار الأمني طول خط الحدود مع إسرائيل، مع تسيير دوريات بشكل مستمر لرصد أي تحركات مريبة في المنطقة في أعقاب الحادث.

وقال مصدر أمني مصري «نراقب ما يحدث على الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة بكل دقة، التقارير تؤكد هدوء الحالة الأمنية وعدم وجود أي اشتباكات على طول الحدود». وأضاف أن قوات الجيش التي وصلت إلى مدينتي العريش والشيخ زويد منذ يوم الجمعة الماضية أعادت انتشارها من جديد خاصة داخل مدينة العريش حيث تم سحب عدد من الحواجز التي كانت داخل المدينة خوفا من تعرضها لهجمات المسلحين في حالة وجودها بأماكن مكشوفة، فيما بقيت الحواجز الأمنية على أطراف المدينة المدعومة بالدبابات والعربات المدرعة كما هي.

وأضاف المصدر بقوله إنه «حتى الآن لا يوجد تغير في خطط انتشار قوات الجيش بمناطق وسط سيناء ورفح»، في حين قال شهود عيان من سكان الحدود المصرية - الإسرائيلية إن قوات الجيش الإسرائيلي قد كثفت من دورياتها الأمنية على الحدود مع مصر، وإن سيارات الجيب الإسرائيلية تقوم بعمليات تمشيط للمنطقة بشكل دائم.

وتضاربت الأنباء حول الظروف التي قتل فيها الضابط والجنود المصريون على الحدود مع إسرائيل، فبينما أكدت مصادر أمنية أن اشتباكات عنيفة جرت على خط الحدود عند العلامة الدولية رقم 80 قرب طابا بين قوات إسرائيلية وأخرى مصرية أسفرت عن مقتل رجال الأمن المصريين، قالت مصادر أخرى إن طائرة إسرائيلية أباتشي كانت تشارك في تعقب المسلحين الذين هاجموا إيلات أول من أمس أطلقت قذيفة عليهم تسببت في مقتل وإصابة عدد من رجال الأمن المصريين الذين كانوا يتمركزون عند خط الحدود بين مصر وإسرائيل.

وتقول رواية أخرى إن قوات من الشرطة المصرية كانت تقوم بعملية تعقب مشتركة مع القوات الإسرائيلية للمسلحين وإنهم قتلوا في تبادل لإطلاق الرصاص مع المسلحين. وقالت مصادر طبية بمستشفى العريش التي نقلت إليها جثتا اثنين من الجنود إن المعاينة الأولية لهما تؤكد أنهما قتلا بطلقات نارية من عيار كبير وليس بشظايا قذيفة طائرة، وإن جروحهما بشعة.

من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية وطبية إن شرطيا قتل وأصيب اثنان آخران في اشتباكات عنيفة صباح أمس الجمعة بين قوات الأمن المركزي ومجموعة مسلحة بمنطقة الكونتلا بالقطاع الأوسط من سيناء قرب الحدود بين مصر وإسرائيل.

وأضاف المصدر أن جثة الشرطي القتيل نقلت إلى مستشفى نخل بوسط سيناء فيما تم نقل المصابين إلى مستشفى السويس العام لخطورة إصابتهم. ولم تدل المصادر الأمنية بأي تفاصيل عن طبيعة الاشتباكات أو المجموعة المسلحة، ومدى علاقتها بالمسلحين الذين نفذوا الهجوم على إيلات الإسرائيلية.

إلى ذلك، تعرضت ثلاثة حواجز للجيش بمناطق الريسة ولحفن والطويل جنوب مدينة العريش على مدار الليلة قبل الماضية وحتى فجر أمس، لهجمات مسلحين يشتبه أنهم من المطلوبين الذين تلاحقهم القوات المصرية بسيناء لتورطهم في الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش الذي أسفر عن مقتل ضابطين وثلاثة مواطنين، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات على خط تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل. وقالت المصادر إن اشتباكات استمرت لأكثر من ساعتين بين المهاجمين وقوات الجيش، إلا أنها لم تسفر عن وقوع جرحى بين الجانبين فيما تمكن المسلحون من الفرار.

وقال مسؤول مصري بمعبر العوجة التجاري بوسط سيناء على الحدود بين مصر وإسرائيل إن السلطات الإسرائيلية قررت أمس إغلاق المعبر لأجل غير مسمى وذلك حتى إشعار آخر.

ويرجح مراقبون وجود جهات تسعى إلى إحداث التوتر بين مصر وإسرائيل، في أعقاب الحملات التي بدأتها القوات المسلحة والشرطة المصرية التي عرفت باسم «العملية نسر» منذ أيام داخل سيناء لضبط العناصر والخلايا الجهادية التي تعمل على زعزعة الاستقرار داخل شبة جزيرة سيناء. وشهد معبر طابا الحدودي بين مصر وإسرائيل مغادرة المئات من السائحين الإسرائيليين الذين تركوا رحلاتهم السياحية في شرم الشيخ ودهب وطابا ومختلف مدن جنوب سيناء وذلك بعد نداءات وتحذيرات أطلقها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب فيها السياح الإسرائيليين بسرعة مغادرة الأراضي المصرية خشية تعرضهم إلى أذى.

وفي الإسكندرية، اقتحم متظاهرون مبنى القنصلية الإسرائيلية بمنطقة كفر عبده بحي رشدي الراقي بوسط الإسكندرية، وهو مبنى مغلق منذ فترة، ورفعوا عليه العلمين المصري والفلسطيني.

وقالت مصادر أمنية بالإسكندرية لـ«الشرق الأوسط»: «المبنى مغلق منذ فترة والقنصل الإسرائيلي لا يقيم به لأنه يقضي أغلب أوقات العام في إسرائيل، وتم على الفور التعامل مع الموقف وإرسال قوة من الشرطة العسكرية ومدرعة لتأمين المبنى».