روسيا وتركيا ترفضان تنحي الأسد.. وموسكو توفد بعثة لتقصي الحقائق

مندوبها لدى الناتو: الحلف يرى الأمور بعيني كلب

TT

رفضت روسيا أمس دعوات واشنطن وأوروبا للرئيس السوري حافظ الأسد إلى التنحي عن الحكم، وقالت مصادر في الخارجية الروسية، بحسب وكالة أنباء «إنترفاكس»، إن موسكو لا تؤيد الدعوات التي تنادي بتنحي الأسد، «وترى ضرورة منح نظام الأسد الوقت الكافي لتطبيق كل ما أعلنه من عمليات إصلاحية».

وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن «هناك الكثير من الأمور التي تم إنجازها، ومنها إعلان العفو عن المعتقلين السياسيين، ووقف العمليات العسكرية، وإعلان الاستعداد لإجراء الانتخابات العامة، مما يؤكد نوايا الأسد والسلطات السورية للسير على طريق الإصلاحات». ودعت إلى ضرورة «إتاحة الفرصة أمام السلطات السورية من أجل تطبيق كل هذه الخطوات»، داعية إلى الحوار بين كل الأطراف المعنية هناك. وذكرت المصادر بما سبق أن أعلنته دمشق من موافقتها على استقبال البعثات الإنسانية الدولية والتعاون مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة.

وأعلنت موسكو أيضا عن إيفاد بعثة رسمية لتقصي الحقائق إلى دمشق تضم عددا من نواب البرلمان وممثلي الأوساط السياسية بالتنسيق مع وزارة الخارجية الروسية. وقال أصلان بك اصلاخانوف، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد، وأحد أعضاء الوفد الروسي المتجه إلى دمشق، إن هذا القرار يعود إلى «رغبة موسكو في معرفة ما يجري على أرض الواقع بعيدا عن البيانات والتقارير الإعلامية التي يتسم الكثير منها بالتناقض والتقديرات أحادية الجانب». وكشف اصلاخانوف عن أن الوفد سيلتقي بالأسد، الذي قال إنه سبق أن التقى به مرتين.

وكان ديمتري روجوزين المندوب الدائم لروسيا لدى حلف شمالي الأطلسي (الناتو) تحدث عن عدم توازن سياسة الحلف تجاه ما يجري من أحداث في سوريا، مشيرا إلى أنه يغض الطرف عن عدد القتلى في صفوف قوات الأمن السورية الذي بلغ مئات الأشخاص. ودعا إلى ضرورة «توقف الناتو عن السياسات أحادية الجانب والنظر إلى الحياة بعيون كلب لا يرى الأمور إلا باللون الأبيض أو الأسود».

وفي الوقت الذي أكدت فيه موسكو رسميا التزامها بالاستمرار في تنفيذ التزاماتها لجهة توريد ما تعاقدت عليه من أسلحة ومعدات عسكرية إلى سوريا، حذرت صحيفة «إزفيستيا» من مغبة تهديدات المعارضة للقاعدة البحرية الروسية، في معرض إشارتها إلى انتقال الصدامات المسلحة بين المعارضة والقوات الحكومية إلى مناطق الساحل على مقربة من اللاذقية حيث ميناء طرطوس الذي تتمركز فيه نقطة الدعم التقني التابعة للبحرية الروسية. غير أن هناك من يصف مثل هذه التوقعات بأنها مبالغ فيها، وأنه لن يكون هناك خطر يتهدد المواقع الروسية ما دامت الحكومة السورية تسيطر على الأوضاع في البلاد وما لم يصل الإسلاميون إلى الحكم، كما قال المستشرق الروسي سيرغي ديميدينكو، الخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية في موسكو.

وروسيا حليفة لسوريا منذ فترة طويلة وتزود هذا البلد بالسلاح، وهي تدعو منذ بدء الاحتجاجات إلى الحوار السياسي وإلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد. وتضع معارضتها لدعوة الأسد إلى التنحي، روسيا في مواجهة مع الغرب الذي صعد الضغوط على الأسد وطالبه أول من أمس بالرحيل. وقالت روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، إنها لن تساند قرارا بشأن سوريا، لكنها أيدت ثلاثة بيانات انتقدت العنف ودعت إلى وقف الحملة العسكرية. كذلك أعلن مسؤولون أتراك أن تركيا غير مستعدة حتى الآن للدعوة إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لكنها تطالب مجددا بوقف القمع الدامي «فورا» في سوريا. وقال مصدر حكومي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، طالبا عدم كشف هويته: «لم نصل إلى هذا الحد بعد». وقال المسؤول: «على الشعب السوري أولا أن يقول للأسد أن يرحل.. المعارضة السورية غير موحدة ولم نسمع إلى الآن أي دعوة جماعية من السوريين تقول للأسد أن يرحل، كما حدث في مصر وليبيا».

كما امتنع مجلس الأمن الوطني التركي الذي يضم كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين خلال اجتماع مساء أول من أمس عن دعوة الرئيس السوري إلى التنحي، مطالبا بالوقف «الفوري» لحملة القمع الدامية بحق المتظاهرين المستمرة منذ خمسة أشهر. وجاء في بيان صدر بعد اجتماع مجلس الأمن الوطني: «أشير مرة جديدة إلى وجوب وقف استخدام القوة والعنف ضد المدنيين فورا». كما دعا المجلس إلى انتقال ديمقراطي يستجيب «للمطالب المشروعة للشعب السوري الشقيق والصديق»، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء.