اليمن: الحرس الجمهوري يقصف شمالا وجنوبا واتهام قياديين في المعارضة بمحاولة قتل صالح

نائب وزير الإعلام اليمني يتعرض لمحاولة اغتيال في صنعاء

مئات الآلاف من اليمنيين يتظاهرون ضد الحكومة اليمنية في صنعاء أمس مطالبين برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح
TT

تواصلت في اليمن أمس التطورات الأمنية والعسكرية والسياسية، حيث شهدت مناطق في شمال البلاد مواجهات، في وقت وجهت فيه السلطات الاتهام رسميا إلى اثنين من المعارضين البارزين بالتورط في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وأعلنت كتيبة كاملة من الحرس الجمهوري في محافظة تعز انضمامها للثورة وتأييدها لها في ساحة الحرية التي شهدت عرضا عسكريا لمئات الضباط والجنود المؤيدين لثورة الشباب.

وانهارت مساء أمس الهدنة المبرمة بين السلطات المحلية في تعز والمسلحين المؤيدين للثورة، حيث جددت قوات الحرس الجمهوري قصف «ساحة الحرية» بواسطة المدفعية من داخل مستشفى الثورة الذي تتمركز فيه تلك القوات، وقد اتهمت المعارضة الجهات الأمنية والعسكرية بالتسبب في انهيار هدنة وقف إطلاق النار للمرة السادسة.

وقصفت قوات الحرس الجمهوري فجر أمس، مناطق الفريجة والصمع بكثافة عبر الدبابات والمدفعية، وقالت مصادر محلية إن القصف استهدف قرى يحيص والبلد والأودية، وإن يحيص تلقت أكثر من 40 صاروخا في القصف، كما قصفت القوات نفسها عددا من قرى منطقة وادعة بهمدان في غرب صنعاء.

وفي محافظة أبين، قالت مصادر محلية لـ «الشرق الأوسط» إن قوات الجيش تواصل قصف مدينة زنجبار منذ فجر الخميس وحتى مساء الجمعة وإن القصف أسفر عن تدمير عدد من المباني، بينها مبنى كلية التربية ومنازل عدد من المواطنين. يأتي هذا القصف إثر تمكن مسلحين من السيطرة على مدينة شقرة الساحلية في أبين تابعين لـ«القاعدة» دون مقاومة تذكر من قبل قوات الأمن والجيش المرابطة في المدينة.

وحسب مصادر محلية، فقد قتل ما لا يقل عن 5 متشددين من عناصر «القاعدة» في غارة جوية على موقع يتمركز فيه المسلحون بمدينة شقرة.

وخرجت، أمس، مسيرات ومظاهرات حاشدة، استجابة لدعوة شباب الثورة واللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية في ما سميت «جمعة تأييد المجلس الوطني». وفي الجانب الآخر، خرجت مظاهرات لآلاف الموالين للرئيس علي عبد الله صالح في ميدان السبعين بصنعاء في ما أطلق عليها «جمعة الحكمة اليمانية».

على صعيد آخر، وجهت الحكومة اليمنية ولأول مرة أصابع الاتهام لشخصين في المعارضة متهمين بالتورط في محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس علي عبد الله صالح وكبار رجال الدولة اليمنية في 3 يونيو (حزيران) الماضي في جامع النهدين بدار الرئاسة، وقال عبده الجندي، نائب وزير الإعلام في مؤتمر صحافي بصنعاء، إن الاتهامات الرسمية موجهة إلى المعارض البارز حميد الأحمر ومعه اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع.

وفي الوقت الذي ينعقد فيه المجلس الوطني للمعارضة اليوم السبت لانتخاب قيادة له في أول اجتماع له منذ انتخابه من قبل الجمعية الوطنية الأربعاء الماضي، واصلت السلطات اليمنية الهجوم العنيف على المجلس، وقال عبده الجندي إن أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك «ترجمت مضمون خطاب فخامة الأخ رئيس الجمهورية الأخير الذي قال فيه إن ثورة الشباب قد سرقت، وذلك من خلال إعلان أحزاب (المشترك) تشكيلة ما يسمى بالمجلس الوطني، كون هذا الإجراء يترجم فعليا إقدام أحزاب (المشترك) على سرقة ثورة الشباب التي تطالب بالثورة على الفساد والمفسدين».

وأضاف المسؤول اليمني أن «على الشباب الانتباه لأنفسهم، كون الكثير من المطلوبين أمنيا موجودين في خيام ساحة جامعة صنعاء ويدعون أنهم يريدون دولة النظام والقانون»، وأن «الذين سرقوا وقتلوا واختطفوا الأجانب لديهم خيام في ساحة جامعة صنعاء والذين دكوا منطقة الحصبة وقتلوا وشردوا وأحرقوا المنازل والمحلات والمؤسسات الحكومية لديهم خيام أيضا؛ بل ويقودون الثورة الشبابية، وهم الطبقة الإقطاعية التي أثريت من مال الشعب على طريقة كيف تتعلم اللغة الإنجليزية خلال 5 أيام».

وكان الجندي تعرض لمحاولة اغتيال فجر أول من أمس في صنعاء، وذلك بتفجير قنبلة بجوار منزله قبيل دقائق من وصوله إلى المنزل، وقد وجهت وزارة الداخلية أصابع الاتهام إلى أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك بالتورط في محاولة الاغتيال.

من جانب آخر، أعلن مشايخ ووجهاء منطقة الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء، تكتلا لمساندة الثورة، عبر ساحة التغيير، وكانت الحيمة تعرضت لقصف عنيف من قبل الحرس الجمهوري بسبب مساندتها للثورة الشبابية.