رجل أعمال يهودي يحتضن لقاء أبو مازن ـ بيريس في منزله بشمال لندن

«جويش كرونيكل»: زابلودوفيتز لعب دور الوسيط بين إسرائيل والأسد

TT

التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سرا أكثر من مرة مع الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، في محاولة لدفع عجلة عملية السلام واستئناف المفاوضات المتوقفة منذ قمة واشنطن في سبتمبر (أيلول) 2010.

وانفردت «الشرق الأوسط» بكشف اللقاء الأخير الذي كان مقررا في العاصمة الأردنية عمان مطلع أغسطس (آب) الحالي، وجرى إلغاؤه في اللحظة الأخيرة من قبل بيريس نفسه، بعدما فشل في الحصول على أي مقترحات جديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحقيق بعض التقدم، كما أكد لـ«الشرق الأوسط» أبو مازن نفسه.

واللقاءات بين أبو مازن وبيريس اللذين قادا المفاوضات التي أدت إلى توقيع اتفاق أوسلو في البيت الأبيض في 13 سبتمبر (أيلول) 1993، تكررت في الآونة الأخيرة ليصل عددها حسب مصادر إسرائيلية إلى 4، وتعقد في أكثر من عاصمة، كما أكد صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، ومهندس هذه اللقاءات. وقال عريقات «نعم.. التقى أبو مازن مع بيريس في لندن وعمان وكذلك في روما».

وكانت هذه اللقاءات تنعقد بسرية تامة إلى حد أن عددا محدودا جدا من مساعدي بيريس المقربين الذين كانوا يعرفون بأمرها. وكانت أيضا تتم بمعرفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبتنسيق معه، لكن كما يبدو قرر نتنياهو في النهاية وقف هذه اللقاءات، وبناء عليه جاء الإلغاء المفاجئ للقاء عمان، الذي اضطر أبو مازن إلى قطع مشاركته في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير، والتوجه بسرعة إلى العاصمة الأردنية لحضور الاجتماع في مطلع أغسطس (آب) الحالي.

وعلى الرغم من أن لقاء لندن تم خلال الزيارة الرسمية التي قام بها أبو مازن للعاصمة البريطانية في 7 مارس (آذار) الماضي، وأعلن فيها رفع مستوى التمثيل الفلسطيني من مفوضية فلسطينية إلى بعثة دبلوماسية، إلا أنه لم يكشف تفاصيل هذا اللقاء، ولا الطرف الذي رتب له أو المكان الذي انعقد فيه.

وجاءت صحيفة «جويش كرونيكال» الأسبوعية الناطقة باسم الجالية اليهودية في المملكة المتحدة، لترفع في عددها أمس الغطاء عن تفاصيل اللقاء التي ظلت في طي الكتمان على الرغم من مرور نحو 5 أشهر عليه. وحسب «جويش كرونيكل»، فإن اللقاء كان على مأدبة عشاء دعا إليها رجل الأعمال اليهودي البريطاني بوجو زابلودوفيتز في منزله في شمال لندن.

وحسب الصحيفة، فإن اللقاء تم بغياب الوجود الحكومي الرسمي البريطاني على الرغم من معرفة وزارة الخارجية بأمره ومباركتها له، انطلاقا من قناعتها بأن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا عبر المفاوضات المباشرة، وأنه لا بد من تشجيع مثل هذه المبادرات.

وقالت الصحيفة إن اللقاء الذي حضر بيريس خصيصا من أجله وشارك فيه المساعدون المقربون من الرئيسين، تم في اليوم الثاني للزيارة، وبناء على مبادرة شخصية من زابلودوفيتز الذي يرأس منظمة الترويج لإسرائيل التي تتخذ من لندن مقرا لها. ولكن ووفق «جويش كرونيكل»، فإن العشاء تم بناء على دعوته الشخصية.

يذكر أنه بناء على ما جاء في «جويش كرونيكل» فإن زابلودوفيتز هو صاحب مجموعة الاستثمار «تمارس»، ويعد من أثرى أثرياء بريطانيا، وهو وزوجته معروفان باقتنائهما للوحات الفنية. وأكدت مصادر مختلفة لـ«جويش كرونيكل» أنه كان شخصيا له دور مركزي في عملية السلام في المنطقة.

ووفق ما أوردته «جويش كرونيكل»، فإن زابلودوفيتز لعب دور الوسيط بين إسرائيل والرئيس السوري بشار الأسد قبل تصاعد الأحداث في سوريا.

وذكرت «جويش كرونيكل» أن اللقاءات والمفاوضات السرية التي تمت في منزل الثري فيكتور ميشكون في لندن في التسعينات، لعبت دورا جوهريا في التوصل إلى معاهدة السلام بين الحكومتين الأردنية والإسرائيلية التي وقعت في وادي عربة جنوب الأردن في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 1995. وقدمت هذه اللقاءات نموذجا للمفاوضات المستقبلية، كما تقول الصحيفة، التي قالت إنه وفي اللحظات الحرجة التي كانت تصل إليها هذه المفاوضات، كان المتفاوضان الرئيسيان يتركان وشأنهما والحديث بثقة مطلقة.