غارات إسرائيلية على غزة وصواريخ على أسدود.. والسلطة وحماس تحذران من عدوان مبيت

الناطق باسم لجان المقاومة: لا علاقة لنا بعملية إيلات

TT

بعد دقائق من تشييع عشرات آلاف الغزيين، أمس، جثامين 6 من قادة ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، وطفل، قتل معهم في الغارة الإسرائيلية التي استهدفتهم أول من أمس، ردا على عملية إيلات في إسرائيل، توعد أبو مجاهد، الناطق الرسمي باسم اللجان، برد كبير لا تحدد إسرائيل متى يبدأ وينتهي.

وقال أبو مجاهد لـ«الشرق الأوسط»: «الساعات القادمة ستكون شاهدة على رد الألوية، وفق ما يقرره قادتها الميدانيون»، مؤكدا أن اللجان أصبحت في حل من التهدئة. وأوضح «نحن في حل من أي التزام بالتهدئة، لن نقبل تهدئة تراق فيها دماء خيرة قادتنا، وعلى الاحتلال أن يتحمل التبعات». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فاخر الجمعة بقتل من قال إنهم «أعطوا الأمر بقتل أهلنا واختبأوا في غزة»، في إشارة إلى قادة الألوية، كمال النيرب، وعماد حماد، وخالد حمد شعث، وآخرين، والذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي، مضيفا «لم يعودوا في عداد الأحياء».

ورد أبو مجاهد بأن «نتنياهو هرب إلى جبهة القطاع ليداري فشله الذريع في صد الهجوم على إيلات، وليتخلص من أزمته الداخلية المتمثلة في المظاهرات الاقتصادية.. لا دلائل لديه على علاقة الألوية بالعملية، ونقول إننا لا علاقة لنا بها.. كنا نتوقع أنه سيقدم على أي حرب مع أي جبهة للهروب من هذه الأزمة، لكنه اختار الجبهة الخطأ». وطلب أبو مجاهد من الفصائل الفلسطينية اتخاذ موقف واحد من التهدئة، واصفا الاستمرار فيها بأنه «مذل».

وحتى الأمس، لم يدخل أي من الفصائل في الجبهة المفتوحة مع إسرائيل، رغم تهديد بعضها بذلك، وردت الألوية وحدها على العدوان الإسرائيلي بإطلاق صواريخ من غزة باتجاه التجمعات الإسرائيلية، وزادت إسرائيل بشن سلسلة أخرى من غارات الطيران الإسرائيلي على مواقع مختلفة أبقت غزة على صفيح ساخن. وقتلت إسرائيل أمس، طفلا، وجرحت آخرين في هجوم مع ساعات الفجر الأولى، قرب موقع السفينة السابق التابع للمخابرات الفلسطينية في غزة، ليرتفع عدد الضحايا إلى 8، مرشحين للازدياد.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية التي لم تتوقف طيلة نهار الأمس، مواقع لحركة حماس في مخيم الشاطئ في مدينة غزة وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، وعدة أهداف أخرى في مخيمي النصيرات والمغازي وسط القطاع، كما استهدفت مجمع أنصار التابع للحكومة المقالة، وأنفاقا في رفح، ومجموعات مسلحة. ووصل عدد الطلعات الجوية حتى منتصف أمس فقط، إلى أكثر من 11 غارة، أصابت إحداها محطة تكرير مياه الصرف الصحي قرب شركة الكهرباء بمخيم النصيرات، مما أدى إلى انقطاع التيار عن المنطقة الوسطى.

في المقابل، رد الفلسطينيون بإطلاق أكثر من 10 صواريخ من طراز «غراد» على مدن جنوب إسرائيل، أدى أحدها إلى إصابة 10 إسرائيليين في أسدود، جروح اثنين منهم خطيرة. وكانت صواريخ «غراد» قد سقطت أيضا على عسقلان وبئر السبع وغديرا، قبل أن تسقط في أسدود، كما لم تتوقف قذائف الهاون عن السقوط في مناطق في النقب.

من جهتها، قالت حماس إن التصعيد الإسرائيلي «لن يفلح في كسر إرادة شعبنا»، محملة الاحتلال المسؤولية عن كل التطورات والتبعات المترتبة على هذه الجريمة. ودعا أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، مصر وتركيا للتدخل العاجل إقليميا ودوليا والضغط الفاعل على الاحتلال لوقف عدوانه على قطاع غزة. واعتبر بحر في بيان أن «العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة مخطط له مسبقا»، مشددا على أن «أهداف التصعيد الراهن تتجاوز ما حدث في إيلات إلى تحقيق أهداف داخلية وسياسية إسرائيلية مكشوفة أبعد مدى».