المغرب يقترح إنشاء بنك للتضامن الغذائي لمواجهة ظاهرة المجاعات الأفريقية

«الفاو»: ما يحدث في القرن الأفريقي أسوأ كارثة إنسانية

TT

اقترح المغرب إنشاء «بنك أفريقي للتضامن الغذائي» لمواجهة ظاهرة المجاعات في الدول الأفريقية. وقال مصدر حكومي في الرباط، إن المغرب على استعداد للمساهمة الفورية في هذا البنك، مشيرا إلى أن الاقتراح وجد اهتماما كبيرا على الصعيدين الأوروبي والأفريقي.

وكان الوزير محمد أوزين طرح هذا الاقتراح باسم مجموعة «77 والصين» التي تضم مجموعة من الدول النامية، إضافة إلى بكين، خلال اجتماع عقد في روما للدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) حول موضوع المجاعة في القرن الأفريقي، وخاصة الصومال. وحذر أوزين من احتمال أن تتضاعف الأزمة في الأشهر المقبلة، وقال إن الظروف المناخية لا يمكن أن تبرر وحدها المأساة الإنسانية، مشيرا إلى أن أسعار المواد الغذائية وتقلبات أسواق المنتجات الأساسية أصبحت منذ سنوات ظواهر مزمنة تحد من جميع المحاولات لتحقيق الأمن الغذائي لفائدة المعوزين، مؤكدا أن العامل الأكثر حسما هو المضاربة المالية وآثارها على أسعار المواد الأساسية، وخاصة في البلدان النامية المستوردة للمواد الغذائية. وبين أنه انطلاقا من هذه الرؤية اعتبر المغرب أن جميع العمليات على المستوى الدولي لا يمكن أن تكون لها انعكاسات ملموسة من دون تحسين الشفافية في الأسواق على وجه الخصوص.

ونوه أوزين بمبادرة اتخذت في يونيو (حزيران) الماضي من قبل وزراء الزراعة بدول مجموعة العشرين الذين اعتمدوا خطة عمل حول تقلب أسعار المواد الغذائية. وقال إن «مسألة الاحتياطات الغذائية العاجلة وعلى المدى البعيد من شأنها الحد من تقلبات أسعار المواد الغذائية وضمان الأمن الغذائي الدائم»، كما دعا إلى «خلق بنك أفريقي للتضامن الغذائي». وأوضح أنه يمكن لهذا البنك الاعتماد على الشبكات الوطنية والخبرات الموجودة في قارات أخرى، لا سيما أوروبا. وخلق التآزر للاستخدام الأمثل للمواد الغذائية، وجعل النضال من أجل تحقيق الأمن الغذائي أكثر فعالية في أفريقيا. وأشار إلى أن «المغرب لديه اقتناع راسخ بأن حل النزاعات شرط أساسي لحل الأزمة الغذائية». وأضاف «من دون سلم واستقرار سياسي سيكون من الصعب الاستثمار في مشاريع زراعية قادرة على توفير ظروف العيش للمزارعين».

وخلص المسؤول المغربي إلى أنه سواء تعلق الأمر بمبادرات ثنائية أو برامج ثلاثية بما في ذلك المستفيدة من شراكة منظمة الأغذية والزراعة (فاو) فإن تعاون الجنوب لم يعد مجرد شعار، بل أضحى حقيقة ملموسة من خلال العمل والنجاح الواعد.

وتقول منظمة «الفاو» إن الكارثة الإنسانية بالقرن الأفريقي، والتي يعاني منها ما يزيد على 12 مليون شخص هي الأسوأ في تاريخ البشرية. وكانت الرئاسة الفرنسية لمجموعة الـ20 طلبت في يوليو (تموز) الماضي من منظمة الأغذية والزراعة عقد اجتماع طارئ على مستوى وزاري حول الموضوع.